رئيس الوزراء التونسي يزور الجزائر والمغرب

قال إن «الجزائريين هم الأجدر بأن نتبادل معهم الرؤى» حول تونس الجديدة

TT

قال رئيس الوزراء في الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي، أمس إن الجزائريين «هم الأجدر بأن نتبادل معهم الرؤى»، بخصوص الأوضاع في تونس بعد رحيل الرئيس زين العابدين بن علي. وجاء ذلك خلال زيارة قادته إلى الجزائر، أمس في إطار جولة تقوده إلى المغرب أيضا. واستقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس رئيس الوزراء في الحكومة التونسية المؤقتة، السبسي الذي قال إنه جاء «لتبليغ رسالة مودة ومحبة وتقدير من الشعب التونسي إلى الشعب الجزائري، وإلى رئيسه وحكومته».

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن السبسي قوله، إنه يزور الجزائر لإطلاع سلطات البلد على تطورات الوضع في تونس. وأوضح مبعوث الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزَع عندما وصل إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة، أن الثورة في تونس «ساهمت في تعزيز الإرادة الشعبية لتوثيق عرى الأخوة والتعاون مع الأشقاء، وخاصة الجيران الذين تتواثق بينهم العوامل الاستراتيجية والعاطفية والتاريخية والمهنية، في حتمية وحدة المصير المشترك»، مشيرا إلى أن «النقلة النوعية المباركة في حياة تونس، خلفت معطيات مختلفة ومختلطة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية». وأضاف: «إن الأشقاء الجزائريين هم الأجدر بأن نتبادل معهم الرؤى».

وأشاد قايد السبسي بـ«التاريخ المشترك بين البلدين فالدم الجزائري قد امتزج بالدم التونسي، إبان الثورة التاريخية المجيدة»، في إشارة إلى أحداث ساقية سيدي يوسف عام 1958. وأجرى السبسي مباحثات مع رئيس الوزراء أحمد أويحيى، حضرها الوزير المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل. وتعتبر زيارة السبسي الأولى خارج تونس منذ توليه المسؤولية في 26 من الشهر الماضي.

وكان رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي قال أول من أمس لوكالة الصحافة الفرنسية إنه سيعقد سلسلة لقاءات مع الباجي قائد السبسي الذي سيلتقي أيضا الملك محمد السادس. وستتناول اللقاءات الأوضاع في المغرب العربي، حسبما نقلت الوكالة نفسها عن مصدر رسمي مغربي طلب عدم الكشف عن اسمه.

وحول العلاقات المغربية - التونسية قال محمد أوزين الوزير بوزارة الخارجية المغربية: «أعتقد أن علاقة المغرب وتونس علاقات ثابتة ومتميزة وهي علاقات تاريخية بحكم الثقافة واللغة والدين المشترك، أي علاقة بين شعوب وليس فقط أنظمة». وعن تطلعات المغرب لفترة ما بعد الرئيس السابق بن علي الذي أطاحت به الثورة التونسية، قال الوزير المغربي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتطلع إلى بناء آفاق جديدة في مجالات التعاون الثنائي بين المغرب وتونس، انطلاقا من وحدة المصير التي تجمع بين هذه الشعوب». وأضاف: «نحن على يقين أن القيادة الجديدة في تونس ستعمل إلى جانبنا في بناء الوحدة المغاربية في شكل تكاملي يجمع بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي».

يذكر أن تونس كانت ضمن الدول العربية الأولى (السعودية والإمارات العربية المتحدة) التي زارها العاهل المغربي الملك محمد السادس إثر توليه الحكم سنة 1999، ثم قام بأول زيارة رسمية له إلى تونس في 2000. ويلاحظ أن المبادلات بين البلدين لم ترق بعد إلى مستوى العلاقات السياسية، بين العاصمتين تونس والرباط، بسبب استمرار إغلاق الحدود البرية المغربية - الجزائرية، وعدم انتظام خط النقل البحري بين الدار البيضاء وتونس.

ء