نشاط مكثف لكلينتون في القاهرة.. وائتلاف شباب 25 يناير يرفض لقاءها

التقت بالمشير طنطاوي ورئيس الحكومة وحقوقيين وسياسيين وزارت ميدان التحرير

TT

شهدت العاصمة المصرية القاهرة أمس نشاطا مكثفا لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي تقوم بأول زيارة لها لمصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير (شباط) الماضي، حيث التقت كلينتون بالمشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، والدكتور عصام شرف رئيس حكومة تصريف الأعمال، كما زارت كلينتون ميدان التحرير الذي تفجرت منه شرارة ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، كما التقت عددا من النشطاء السياسيين والحقوقيين. وتناول لقاء الوزيرة الأميركية بالمشير طنطاوي، الذي حضره وزير الخارجية المصري نبيل العربي وعدد من أعضاء المجلس الأعلى، سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين، وتبادل وجهات النظر بما يحقق الاستقرار للمنطقة. وأعربت الوزيرة الأميركية خلال اللقاء عن رغبة بلادها في التعاون ودعم التحول الديمقراطي، مع التأكيد على استمرار المساعدات للجانب المصري كشريك استراتيجي في المنطقة، في حين طلب الجانب المصري من الولايات المتحدة استمرار الدعم الاقتصادي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد متصل، بحثت كلينتون مع الدكتور عصام شرف رئيس حكومة تصريف الأعمال وسائل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والمساعدات الأميركية لمصر خاصة في المجالات الاقتصادية لدفع حركة الإنتاج في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد بعد ثورة 25 يناير. وأكد الدكتور شرف أن ثورة 25 يناير التي وصفها بـ«الحدث التاريخي الذي قامت به مصر»، تهدف إلى تحقيق الحرية والتحول الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.

وأشار شرف إلى أن الجانب السياسي في عملية التحول يتم طبقا لخريطة الطريق التي أعلنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقال إن مصر تهدف من خلال التحول السياسي للوصول إلى الديمقراطية الحقيقية بأبعادها كافة، التي تضمن المشاركة الكاملة لفئات الشعب كافة في السياسة المصرية. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال أن «عملية التحول ستؤكد على مبادئ حقوق الإنسان وضمان حقوق المرأة والمشاركة السياسية الفاعلة للفئات المهمشة كافة»، كما استعرض شرف مع كلينتون الموقف الاقتصادي في مصر خلال المرحلة الحالية، مؤكدا أن مصر خلال هذه المرحلة الدقيقة تواجه تحديات اقتصادية كبيرة تمثل عبئا على موازنة الدولة. وبرر شرف المظاهرات والاحتجاجات الفئوية بأن الجو العام الذي أفرزته ثورة 25 يناير في مصر أدى إلى رفع سقف تطلعات العديد من فئات المجتمع، وهو الأمر الذي مثل عبئا ضخما على الحكومة في مصر، وأضاف تحديا آخر إلى جانب تحدى عودة بناء الأمن والاستقرار. من جانبها، أكدت كلينتون أن واشنطن تنظر إلى ما يحدث في مصر لأنه حدث مصري يمكن لجميع المصريين أن يفخروا به، مؤكدة أن الولايات المتحدة تأمل وتتطلع إلى إتمام خطوات التحول الديمقراطي كافة في مصر بالشكل المناسب، انطلاقا مما تكنه الولايات المتحدة لمصر، وللشعب المصري من تقدير كبير. وقالت كلينتون إن «ثورة 25 يناير كانت ثورة مصرية خالصة، والشعب المصري هو الوحيد القادر على متابعة تطورات التحول الديمقراطي»، مضيفة أن «الولايات المتحدة وأصدقاء مصر الآخرين يمكنهم تقديم العون والمساعدة طبقا لما تقتضيه الأولويات المصرية خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها». وحرصت الوزيرة الأميركية على زيارة ميدان التحرير بوسط القاهرة ظهر أمس وتجولت فيه وصافحت عددا من المارة الذين تصادف وجودهم في الميدان.

وكانت كلينتون قد التقت الليلة قبل الماضية بعشرين سياسيا وناشطا حقوقيا مصريا حيث استمعت إلى رؤيتهم للوضع الراهن في مصر خلال المرحلة الانتقالية، وتطلعاتهم في ما يتعلق بمستقبل الديمقراطية في مصر. وطالب النشطاء المصريون كلينتون بأن تسقط واشنطن ديون مصر لديها، وأن تدعم حملة لإسقاط الديون المصرية لدى دول أوروبية.

وقالت الإعلامية جميلة إسماعيل، التي حضرت اللقاء لـ«الشرق الأوسط» إن النشطاء طالبوا كلينتون بضرورة اعتذار الإدارة الأميركية عن موقفها المتردد وغير المبرر من الثورة المصرية في بدايتها، وهو ما ردت عليه كلينتون قائلة: «لقد حاولنا بقدر الإمكان أن لا نتدخل في الشأن الداخلي المصري، وموقفنا من البداية لم يكن يلقى قبولا لا من الثوار ولا من النظام».

من جانبه، قال الحقوقي بهي الدين حسن مدير «مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان»، الذي حضر اللقاء، لـ«الشرق الأوسط» إن «كلينتون أخبرتهم في بداية اللقاء بأنها جاءت للاستماع إلى وجهة نظرهم أكثر مما جاءت لتتكلم، وأنها تتطلع إلى تبادل الأفكار بشكل منفتح وحر، وأنها تريد أن تستمع إلى الآراء حول عدد من القضايا».