نجاد منتقدا قوات «درع الجزيرة»: عمل مشين سيفشل.. وحزب الله والصدر يدعوان لتجمعات تضامنا مع المتظاهرين

السيستاني والمالكي يعبران عن قلقهما من أن تؤدي الخطوة إلى تأجيج العنف الطائفي في البحرين

متظاهرون في شوارع المالكية، ينصبون الحواجز تحسبا لوصول قوات الأمن البحرينية (أ.ب)
TT

وجهت إيران وحلفاؤها في المنطقة، إضافة إلى زعماء شيعة، أمس، انتقادات إلى قوات «درع الجزيرة» بسبب دخولها إلى البحرين، بناء على طلب المنامة بهدف حفظ الأمن. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن دخول القوات الخليجية إلى البحرين هو «عمل مشين سيبوء بالفشل»، على ما نقلت عنه وكالة «إرنا» الرسمية.

وقال نجاد بعد اجتماع مجلس الوزراء إن «هذا التدخل العسكري عمل مشين سيبوء بالفشل، وشعوب المنطقة تعتبره من صنع الولايات المتحدة». وأضاف أن «الولايات المتحدة تسعى إلى إنقاذ النظام الصهيوني وعرقلة حركة الشعوب، ولهذا السبب تساند بعض الحكومات». وتابع الرئيس الإيراني قائلا «للأسف، هناك تحرك اليوم في البحرين ضد الشعب، وهذا عمل مشين وغير مبرر وغير مفهوم».

ووجه نجاد تحذيرا مبطنا إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين أرسلتا الاثنين الماضي قوات لمساعدة السلطات البحرينية على نشر الأمن، وقال: «أقول للبعض الذين أرسلوا قوات مسلحة إلى البحرين، إن بعض دول المنطـــقة أرسلت في الماضي قوات إلى دول مجاورة، وإنه يجب استخلاص العبر مما حصل لصدام» حسين، مشيرا بذلك إلى الغزو العراقي للكويت في أغسطس (آب) 1990. وأضاف أن «الولايات المتحدة ليست صديقا وفيا، وفي الماضي ضحت بأصدقائها، خصوصا صدام».

وطلب الرئيس الإيراني من القادة البحرينيين تلبية المطالب «المشروعة» للمعارضة التي يشكل الشيعة غالبيتها. وقال: «من أصل 700 ألف نسمة يحتج 600 ألف ويطالبون بالتغيير. يجب احترام الشعب وإجراء إصلاحات. فكروا في مستقبلكم».

من جهته، قال مساعد قائد حرس الثورة الجنرال يد الله جواني المكلف الشؤون السياسية، إن «واشنطن ستدفع ثمنا باهظا لدعمها قمع الشعب البحريني وشعوب مسلمة أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وأضاف هذا المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن «إرسال قوات عسكرية من السعودية والإمارات إلى البحرين تم بدعم وتنسيق من الولايات المتحدة». وتابع أن «حركة الاحتجاج في البحرين تعرض للخطر مصالح واشنطن» التي «يمكنها أن تخسر قاعدة مهمة في المنطقة، في إشارة إلى وجود مقر الأسطول الخامس الأميركي المكلف مراقبة الخليج خصوصا في هذا البلد.

وانضم حليف إيران في بيروت، حزب الله، إلى نجاد في انتقاداته لقوات «درع الجزيرة»، واعتبر أن هذه الخطوة «تعقد الأمور» في المملكة الخليجية و«لا توصل إلى نتيجة». كما دعا إلى التجمع أمام الاسكوا، في بيروت أمس، للتعبير عن التضامن مع المتظاهرين في البحرين. وقال حزب الله في بيان أصدره مساء أول من أمس، إن «التدخل العسكري واستخدام العنف في مقابل حركة شعبية سلمية لا يوصل إلى نتيجة وإنما يعقد الأمور ويلغي فرص الحل». وعبر عن «قلقه البالغ واستنكاره الشديد لاستهداف المدنيين المسالمين»، وإزاء «دخول قوات من بلدان عربية مجاورة إلى الأراضي البحرانية واستخدام العنف مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى».

كما انتقد حزب الله الموقف الأميركي الداعي إلى الحوار في المملكة الخليجية الاستراتيجية التي تحكمها أقلية سنية وتسكنها غالبية شيعية، واصفا هذا الموقف بأنه «مريب جدا ويعبر عن السياسة الحقيقية للإدارة الأميركية تجاه حركة الشعوب».

وفي العراق، أبدى المرجع العراقي الشيعي الأبرز آية الله علي السيستاني «قلقه الشديد» حيال الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية، داعيا إياها إلى وقف العنف ضد «المواطنين العزل».

وقال حامد الخفاف المتحدث باسم المرجعية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن السيستاني «أبدى قلقه الشديد من الإجراءات التي اتبعتها الحكومة البحرينية في الأيام الأخيرة»، في إشارة إلى دخول قوات خليجية إلى المنامة للمساعدة في حفظ الأمن. وأضاف أن المرجع الأعلى «وجه نداء عاجلا إلى السلطات البحرينية لوقف العنف ضد المواطنين العزل، ويشدد على ضرورة اتباع الأساليب السلمية لحل المشكلات العالقة في البلد».

بدوره، أبدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «قلقه حيال ما يجري» في البحرين. وأكد بيان صدر في ختام لقائه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، أن المالكي «أبدى قلقه لما يجري في البحرين من تدخل قوات خارجية تساهم في تعقيد الأوضاع في المنطقة بدلا من حلها وقد تؤدي إلى تأجيج العنف الطائفي».

كذلك، انضم إلى المستنكرين، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقيم في إيران، ودعا أتباعه في العراق إلى التظاهر لـ«نصرة الشعب البحريني»، بعد دخول قوات خليجية المنامة للمساعدة في حفظ الأمن. وأعلن القيادي البارز في التيار الصدري حازم الأعرجي أن الصدر «يدعو إلى مظاهرات حاشدة عصر اليوم في بغداد والبصرة لنصرة الشعب البحريني على أن تكون هناك مظاهرات أخرى الجمعة في عموم العراق». كما حذر رجل الدين بشير النجفي، أحد المراجع الأربعة في النجف، من حدوث «ما لا تحمد عقباه» في البحرين.

وقال في بيان «تفاجئنا الحكومة (البحرينية) بقدوم قوات مسلحة من دول الجوار والأدهى والأمر قيام هذه القوات بمداهمة القرى والتعدي على المواطنين العزل بكافة أنواع الأسلحة وإراقة الدماء المحرمة». وأضاف «نشجب ونستنكر هذا التصرف اللامسؤول ونحمل المسؤولية لما حدث ويحدث لمن بدر الأمر عنه (..) إن الاستمرار في هذا النهج يستدعي الوصول لما لا تحمد عقباه قبل فوات الأوان».

وفي وقت لاحق، تظاهر نحو ألفي شخص في مدينة الصدر في شرق بغداد رافعين أعلام البحرين والعراق، وفقا لمصور وكالة الصحافة الفرنسية. كما حملوا لافتات كتب عليها «البحرين حرة حرة يا ظالم اطلع برة». وقال مهند الغراوي مدير مكتب الصدر في جانب الرصافة، شرق نهر دجلة، إنه على «الحكام العرب أن يعلموا أن الحكومات لا تقصي الشعوب بل العكس». وأضاف «ماذا يعني درع الجزيرة؟ وكم يعادل من أفواجنا إذا أمر الصدر بالتطوع للبحرين فسأكون أولهم».

وفي النجف (160 كلم جنوب)، تظاهر نحو مائتي شخص من التيار الصدري منددين بـ«الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين العزل». وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، تظاهر نحو خمسمائة شخص من أنصار الصدر في منطقة التميمية رافعين أعلاما عراقية وصورا لمقتدى الصدر ووالده محمد الصدر. كما رفعوا لافتات تطالب بـ«عدم التدخل العربي والأجنبي في شؤون البحرين»، وهتفوا «البحرين حرة حرة، درع الجزيرة برة».

وفي الكويت، حيث يشكل الشيعة نحو ثلاثين في المائة من السكان البالغ عددهم نحو 1.2 مليون نسمة، رفعت 10 نساء تجمعن أمام سفارة البحرين أمس لافتات تندد بتفريق المتظاهرين بالقوة في المنامة. كما انتقد النائب في مجلس الأمة صالح عاشور تدخل قوات خليجية في البحرين قائلا إنه سيستدعي رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد إلى جلسة استجواب إذا قررت الحكومة إرسال جنود إلى هناك. وفي المقابل، أعلن نواب سنة تأييدهم للخطوة، مطالبين الحكومة بإرسال جنود.