تركيا حذرت إيران من مخاطر التدخل المباشر في الأزمة البحرينية

مستشار أردوغان لـ«الشرق الأوسط»: ما عناه بتحذيره من كربلاء ثانية في البحرين ضرورة عدم إراقة الدماء

TT

لم تتحرك تركيا بعد في اتجاه «مبادرة محددة» حيال ما يجري في العالم العربي، رغم أنها تعتبره «مسارا طبيعيا للأمور»، كما قال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو أمس، ملقيا باللوم على «السياسات الاستعمارية في إضعاف الروابط بين الدول العربية». ورأى أن التغييرات التي تشهدها دول الشرق الأوسط ناتجة عن ضرورة اجتماعية، مشددا على وجوب ابتعاد الزعماء عن الوقوف أمام رياح التغيير.

غير أن تركيا، التي استفزتها «الدماء التي تراق في ليبيا والبحرين»، تحركت سريعا في اتجاه «ضبط الأمن»، خوفا مما سماه رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان «مخاطر كربلاء جديدة تزيد الانقسامات بين المسلمين».

وأتى أردوغان على ذكر «كربلاء أخرى» مرتين خلال اليومين الماضيين، الأولى خلال لقاء حزبي مغلق، والثانية قبيل مغادرته إلى روسيا في زيارة رسمية، وخلال دردشة مع الإعلاميين لم تتم ترجمتها إلى الإنجليزية على وكالات الأنباء الرسمية التي اكتفت بالنص التركي، مفسحة المجال أمام تعدد الاجتهادات. وقال أردوغان إن القوى الأجنبية هي التي تثير الفتن والاقتتال بين المسلمين دائما، وهو اقتتال لا يفيد إلا القوى الخارجية. وقال «نحن لا نريد المزيد من القتال بين المسلمين، لا نريد كربلاء أخرى تزيد من الانقسام بين المسلمين».

وكشفت المصادر أن الوزير التركي اتصل بنظيره الإيراني مرتين، الأولى قبيل مغادرته تركيا مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والثانية خلال وجوده معه في زيارة رسمية إلى روسيا، موضحة أن داود أوغلو شدد في اتصاله مع صالحي على «محاذير أي تدخل إيراني مباشر في الأزمة»، منبها إلى أن هذا التدخل قد يستدعي عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة، داعيا إلى «ضبط النفس، وعدم فتح المجال أمام تصعيد غير مدروس قد يزج بالمنطقة في أتون الصراعات الدولية».

وقد أجرى خلال وجوده في روسيا لاحقا مجموعة اتصالات شملت وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والبحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وقالت معلومات تركية إن الوزراء الأربعة «تبادلوا المعلومات والآراء والمقترحات بشأن الأوضاع الراهنة في المنطقة، وعلى الأخص موضوع دخول قوات سلام سعودية وإماراتية إلى البحرين». وقالت المصادر التركية إن الوزير داود أوغلو دعا الوزراء الذين اتصل بهم إلى الحرص على كبح «الأفعال التي قد تؤدي إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة»، مشيرة إلى أنه شدد على أن الأمن والاستقرار هما «حاجة ملحة للمنطقة المضطربة حاليا».

وقال كبير مستشاري الرئيس التركي، إرشاد هورموزلو، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده مستعدة للعب دور للخروج من الأزمة القائمة في البحرين «إذا طلب منها هذا»، كاشفا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «قد يجري محادثات ثنائية مع المسؤولين السعوديين عندما يزور جدة السبت المقبل للمشاركة في مؤتمر دولي كان مقررا موعده مسبقا». لكنه أشار إلى أنه «لا خطط معينة بعد لدى الجانب التركي للتحرك». وأوضح هورموزلو أن ما قاله أردوغان عن «كربلاء جديدة»، إنما يندرج في إطار التأكيد التركي على ضرورة عدم إراقة الدماء. وقال «نحن مع التغيير إذا كان الشعب يريده، لكننا لا نريد تغييرا تراق فيه الدماء كما هو حاصل في ليبيا الآن، أو كما يتهدد البعض بسبب الوضع في البحرين». وأضاف «نحن مع الحفاظ على النظام في الدول كافة، لأننا نريد الاستقرار أولا، ولا نريد أن نرى اضطرابات. فإذا كان الشعب يريد التغيير، فذلك يمكن أن يتم بهدوء وبالتفاهم».