قوات القذافي تعتقل مسعفا مصريا بتهمة انتمائه لـ«القاعدة»

استمرار تضارب الأنباء حول المصريين في ليبيا

TT

قالت مصادر مصرية في العاصمة طرابلس إن قوات العقيد الليبي معمر القذافي اعتقلت عددا من المصريين من بينهم مسعف اتهمته بالانتماء لتنظيم القاعدة، في حين تضاربت الأنباء حول عشرات ألوف المصريين الذين ما زالوا موجودين في ليبيا ولم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم منذ اندلاع الثورة الليبية الداعية لإسقاط حكم القذافي في 17 فبراير (شباط) الماضي.

ويبلغ عدد المصريين العاملين في ليبيا نحو المليون ونصف المليون، عاد منهم نحو 170 ألفا، حسب المصادر، من منفذ السلوم على حدود مصر ومن الحدود التونسية مع ليبيا. ووردت أمس معلومات لـ«الشرق الأوسط» عن اختطاف العديد من العائلات المصرية من قبل قوات القذافي وإرغام الرجال منهم على الانضمام للمرتزقة تحت تأثير التهديد بقتل أهلهم، بينما طالب آلاف المصريين اللاجئين الهاربين من وحشية قوات القذافي في مدينة مصراتة الحكومة المصرية بالتدخل لإجلائهم والتحقق من وقوع مئات الأسرى في قبضة قوات القذافي.

وبث التلفزيون الليبي مساء أول من أمس اعترافات قال إنها لمسعف مصري متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، لكن بعض الثوار في بنغازي قالوا في المقابل إن هذه الاعترافات تمت تحت الضغط والإكراه.

لكن مصدرا مصريا مسؤولا، في العاصمة طرابلس، قال لـ«الشرق الأوسط» إن ما يدور عن اختطاف عائلات مصرية في ليبيا «يأتي في إطار التضخيم الإعلامي حول وضع المصريين في ليبيا»، مشيرا إلى أنه «ربما هناك عمليات اختفاء وقتل لبعض المصريين، ولكن ذلك لا يحدث بشكل منهجي ومنظم»، نافيا معلومات اختطاف عائلات مصرية بأكملها كما تردد مؤخرا. وتحدث عما قال إنه «وقوع عمليات قليلة لطرد عائلات مصرية من بيوتها في مدينة الزاوية تحديدا»، وهي المدينة التي شهدت أشد عمليات القصف من كتائب القذافي قبل أن تفرض سيطرتها عليها تقريبا الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد متصل، بث التلفزيون الليبي مساء أول من أمس اعترافات لمسعف مصري، قال إن اسمه عبد الخالق السيد عبد الخالق، وزعم التلفزيون الليبي أنه اعترف بانتمائه لتنظيم القاعدة. وظهر عبد الخالق على شاشة التلفزيون الليبي مرتديا بزة عسكرية.

وفي مصر، تعرف زملاء للمتهم المصري عليه، وقالوا إنه يدعى عبد الخالق بالفعل، وإنه مجرد مسعف مصري دخل الأراضي الليبية من ناحية الحدود المصرية الليبية ضمن القوافل الطبية التي توجهت إلى هناك لإنقاذ الجرحى الليبيين الذين سقطوا في الأيام الأولى لثورة 17 فبراير.

وقال أحد المقربين من عبد الخالق: «كان معنا ضمن أول قافلة طبية مصرية تصل إلى السلوم على الحدود المصرية الليبية. ومن هناك انطلقنا إلى الأراضي الليبية عصر الجمعة 25 فبراير الماضي، واشترك كمسعف مع أطباء قافلة الإسعافات المصرية». وأضاف أن القافلة الطبية المصرية التي دخل عبد الخالق عن طريقها إلى ليبيا تابعة لمسجد رابعة العدوية بالقاهرة، وترفع شعار «مجموعة مصريين وندعم ثورة ليبيا»، وأن عبد الخالق ليست له أي أنشطة سياسية أو دينية متشددة. وقال زميل لعبد الخالق إنه اختفى في مدينة بنغازي، ولم يتمكنوا من معرفة مكانه إلا بعد أن عرض التلفزيون الليبي صورته قبل يومين، وأضاف أن الاتهامات الموجهة إليه باطلة ولا أساس لها من الصحة.

وقال الدكتور خالد قنديل أحد أطباء القافلة الطبية المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «شارك عبد الخالق معنا كمسعف، وعمل بحماس بالغ، حتى إنه أصر على البقاء في المستشفى الميداني في بنغازي ورفض العودة معنا». وناشد قنديل المسؤولين بمصر التدخل لإنقاذ عبد الخالق من أيدي قوات القذافي لأنه بريء.

وقال كريم أبو العزايم أحد المشاركين بالقافلة المصرية: «لا علاقة لعبد الخالق بالحرب الدائرة بين القذافي ومعارضيه.. كل دوره أنه مسعف لمساعدة الجرحى».