متعاقد مع «سي آي إيه» يغادر باكستان بعد دفع دية

مقتل 5 متمردين في غارة لطائرة أميركية من دون طيار

TT

قال مسؤول أميركي إن ريموند ديفيز المتعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية نقل جوا خارج باكستان، أمس، بعد أن برأته محكمة من تهمة قتل اثنين من الباكستانيين. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «أطلق سراح ديفيز وخرج من البلاد».

وأطلقت محكمة باكستانية سراح ريموند ديفيز، مقاول يعمل لحساب وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) قتل مواطنين باكستانيين بإطلاق الرصاص عليهما في لاهور في يناير (كانون الثاني)، بعدما عفا عنه أقارب الضحيتين طبقا لمبدأ «الدية» الإسلامي.

وصرح رنا صنع الله، المسؤول القانوني المحلي، لوسائل الإعلام أن محكمة باكستانية في لاهور أمرت بإطلاق سراح ديفيز بعدما عفت عنه أسرتا القتيلين. وقال صنع الله، المسؤول القانوني في البنجاب، في بيان بثه التلفزيون الحكومي: «في البداية، وجهت إليه المحكمة الاتهام، لكن أسرتي الضحيتين أخبرتا المحكمة لاحقا أنهما قبلتا الدية وعفتا عنه». يذكر أن صنع الله بذل قصارى جهده لإقناع الشعب الباكستاني بأن لا علاقة له بإطلاق سراح ديفيز، حيث إن قرار الإفراج عنه صدر عن محكمة بعد توصل الحكومة الأميركية لتفاهم مع أسرتي الضحيتين ودفعها مبلغا ضخما لهما بلغ 18 مليون روبية. يذكر أن الكثير من القيادات السياسية والدينية من مختلف أرجاء البلاد ظهرت عبر قنوات التلفزيون المحلية منددة بالحكومة لممارستها ضغوطا على أسرتي الضحيتين كي تقبلا اتفاقا مع الحكومة الأميركية يقضي بالإفراج عن ديفيز. وصرح نعمان عتيق، محامي أسرتي القتيلين، لوسائل الإعلام أن المحامين تم احتجازهم داخل قاعة المحكمة وصدرت لهم أوامر بالامتناع عن الحديث للإعلام. وصرح محام آخر أن الأسرتين أجبرتا على التوقيع على اتفاق قبول الدية. وينهي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد بضع ساعات من توجيه الاتهام للأميركي مواجهة دبلوماسية طال أمدها بين باكستان والولايات المتحدة. وقال الوزير وجهت المحكمة في بادئ الأمر الاتهام له لكن أسرتي القتيلين أبلغتا المحكمة في وقت لاحق أنهما تقبلان الدية وتعفوان عنه. وقتل ريموند ديفيز (36 عاما) بالرصاص باكستانيين في مدينة لاهور بإقليم البنجاب يوم 27 يناير في أعقاب ما وصفه بأنه محاولة للسطو المسلح. وقال إنه كان في حالة دفاع عن النفس، وتقول الولايات المتحدة إنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية وينبغي ترحيله. وقالت تقارير إعلامية إن ديفيز نقل جوا على الفور إلى لندن لكن لم يتسن التأكد من ذلك. ولم تورد السفارة الأميركية تعليقا فوريا. وكانت تكهنات قد ثارت عن التحضير لمثل هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وأسرتي القتيلين وأسرة ثالث قتل عندما صدمته سيارة تابعة للقنصلية الأميركية وهي في طريقها لإخراج ديفيز من موقع الحادث. إلى ذلك قتل 5 متمردين إسلاميين على الأقل في غارة شنتها، الأربعاء، طائرة أميركية من دون طيار في شمال شرقي باكستان، حيث تستهدف هذه الطائرات التابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بانتظام عناصر «القاعدة» وحركة طالبان، كما أفاد مصدر أمني. وهي سادس غارة من نوعها في غضون ثمانية أيام. وقال ضابط في قوات الأمن، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «طائرة أميركية من دون طيار أطلقت 3 صواريخ على منزل في داتا خيل» في ولاية وزيرستان الشمالية القبلية أحد معاقل حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة. وأضاف أن «5 متمردين إسلاميين قتلوا في الهجوم»، وهي حصيلة أكدها أيضا ضابط في الاستخبارات الباكستانية في المنطقة.