اليمن: قتيل و200 جريح في يوم جديد من المواجهات الدامية

الحكومة في صنعاء تطلب تأجيل موعد اجتماع «أصدقاء اليمن» من دون تحديد موعد آخر

TT

قتل شخص على الأقل وأصيب نحو 200 شخص آخرين في اليمن أمس، عندما هاجمت قوات الأمن اليمنية محتجين في مدينة الحديدة على البحر الأحمر بالرصاص والرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع والهراوات والخناجر.

وقال طبيب يعالج معتصمين في مدينة الحديدة إن مئات من القوات الأمنية وأفراد الشرطة السرية، وجميعهم مسلحون، هاجموا المتظاهرين. وأضاف في تصريح لوكالة «رويترز»: «استقبلنا نحو 200 مصاب، عشرة منهم أصيبوا بطلقات نارية، و40 منهم أصيبوا بطعنات. وتوفي أحدهم متأثرا بإصابة بطلق ناري بعد وصوله إلى المستشفى».

ويشهد اليمن منذ أسابيع احتجاجات تطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما. وأصبحت أطراف مؤيدة وأخرى معارضة للحكومة تلجأ للعنف بشكل متزايد في هذا الصراع. وقالت «رويترز» إن متظاهرين اتصلت بهم ناشدوا المستشفيات الخاصة إرسال سيارات إسعاف، وطلبوا من اليمنيين التبرع بالدم لعلاج الجرحى. وقالوا إن المستشفى الرئيسي بالمدينة قد امتلأ بالكامل.

وعاد المحتجون إلى التجمع مرة أخرى بعد أن فرقتهم قوات الأمن وواصلوا الهتاف. وقال أحد المحتجين لـ«رويترز» عبر الهاتف، إن قوات الأمن التي كان معظم أفرادها يرتدون الملابس المدنية طوقت المعتصمين، لكنها انسحبت في ما بعد. وقال عبد الحفيظ النحري «لقد غادر البلطجية، والمصابون يتلقون العلاج، واعتصامنا متواصل». وقال اثنان من المحتجين لـ«رويترز» إن بعض المحتجين المصابين تعرضوا لمطاردة قوات الأمن وللضرب حتى بعد وصولهم إلى المستشفى. ولم يتسن التأكد من ذلك.

وأدانت الولايات المتحدة التي تعتبر صالح حائط الصد في مواجهة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن العنف، وأيدت الحق في التظاهر السلمي. لكنها تصر أيضا على أن الحوار وحده هو الذي يمكن أن ينهي هذه الأزمة السياسية. ويزداد تمسك المحتجين الذين ضاقوا بالفساد والبطالة المتزايدة بمطالبتهم بتنحي صالح. ويعيش نحو 40 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليونا على دخل أقل من دولارين يوميا، ويواجه ثلثهم الجوع المزمن.

ومع استمرار الاحتجاجات على الرغم من تزايد العنف ووعود صالح بالإصلاح، قالت وكالة الأنباء اليمنية إن اليمن طلب تأجيل اجتماع مع مجموعة من الدول الخليجية والغربية المانحة تعرف باسم مجموعة «أصدقاء اليمن» كان من المقرر أن يعقد في الرياض في وقت لاحق هذا الشهر. وقالت الوكالة «اقترح اليمن بهذا الخصوص تأجيل الاجتماع الوزاري القادم للمجموعة بغية إعطاء فرصة لمزيد من التنسيق والإعداد. وسوف يحدد الموعد الجديد في وقت لاحق».

وفي تصعيد آخر للعنف أمس، قالت الناشطة البارزة بشرى المقطري، في تعز، إن أفرادا من الشرطة يرتدون الزي المدني استهدفوا النساء وضربوهن أثناء تجمع بالمدينة على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء. وأضافت أن 11 واحدة منهن على الأقل، تعرضن لإصابات. وفي الجوف، الواقعة شمال شرقي صنعاء، استمرت المواجهات لليوم الثالث على التوالي بين معارضي النظام وأنصار الحزب الحاكم، بحسب ما قالت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت الوكالة أن ثلاثة أشخاص من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، أصيبوا بجروح بحسب مصادر محلية. وتتخذ المواجهات في الجوف طابعا قبليا، إذ إن مناصري ومعارضي النظام ينتمون إلى قبائل مختلفة. وكان ناشط معارض قتل الثلاثاء في هذه المدينة القريبة من الحدود مع السعودية. ويحاول مناصرو النظام طرد متظاهرين معارضين يتحصنون في مبنى المجمع الحكومي لمحافظة الجوف بحسب مصادر محلية وشهود عيان. وقتل نحو 40 شخصا حتى الآن في التحركات الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح، والتي انطلقت في نهاية يناير (كانون الثاني).