أنقرة تفتش طائرة إيرانية متجهة إلى دمشق.. ومصادر تركية: ليست المرة الأولى

المصادر أكدت أنه لا رسالة سياسية وأن العملية روتينية

TT

أكدت مصادر تركية بارزة لـ«الشرق الأوسط»، أن عملية تفتيش الطائرة الإيرانية المتجهة إلى سورية «تمت بناء على اتفاق مسبق مع السلطات الإيرانية». وكشفت المصادر أن تركيا اشترطت إجراء التفتيش على أراضيها للسماح للطائرة بالعبور فوق الأراضي التركية متجهة إلى سورية، للتأكد من خلوها من أي «مواد ممنوعة»، نافية أن تكون المقاتلات التركية قد أجبرت الطائرة الإيرانية على الهبوط، مشيرة إلى أن الهبوط تم بناء لمسار معد سلفا.

ونفت المصادر ما تداولته وسائل الإعلام التركية «التي ضخمت الموضوع» عن أن الطائرة أجبرت على الهبوط ليل أول من أمس، بعد تلقي معلومات تفيد بأنها تحمل أسلحة دمار شامل متجهة إلى سورية. وكشفت المصادر التركية أن هذه العملية لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبقتها عمليات تفتيش مماثلة جرت في أوقات مختلفة في السابق، نافية وجود «رسائل سياسية» وراء هذه الخطوة.

وقد سمحت السلطات التركية لطائرة الشحن الإيرانية بالإقلاع من مطار ديار بكر، بعد أن فتش الطائرة فريق من الخبراء المتخصصين في الكيمياء والبيولوجيا والأشعة والأبحاث النووية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سلجوق أونال «لم ير الخبراء أي شيء غير اعتيادي، وسمح للطائرة بالإقلاع».

وقالت المصادر التركية إن أنقرة «مارست حقها المنصوص عليه في القوانين الدولية»، مشيرة إلى أن الطائرة واصلت رحلتها إلى سورية بعد التأكد من عدم وجود «محظورات»، رافضة التأكيد أو النفي لمعلومات عن وجود «أسلحة تقليدية» على متن الطائرة الروسية الصنع «إليوشن 62»، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات جرت بمعرفة الجانبين الإيراني والسوري وموافقتهما.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال، قال لوكالة أنباء «الأناضول» إن السلطات سمحت للطائرة باستئناف رحلتها «لأنها لم تلاحظ أي شيء خارج المألوف». وأكد أنها «عملية تفتيش روتينية». وكانت الطائرة غادرت طهران مساء أول أمس، متجهة إلى حلب (سورية، كما ذكر دبلوماسي). وذكر مصدر أمني تركي أن الطائرة هبطت خلال الليل في مطار ديار بكر الذي يقع جغرافيا بين إيران وسورية، بناء على أمر من وزارة الخارجية التركية، التي اشتبهت في وجود شحنة غير قانونية، عسكرية أو على صلة بالشأن النووي.

وكانت وكالة «الأناضول» قد نقلت عن المصدر أن طائرتين مقاتلتين من نوع «إف - 16»، تلقتا الأمر بالاستعداد للإقلاع لإرغام طائرة إيرانية على الهبوط، إذا ما رفضت هذه الأخيرة الامتثال. وجاء تفتيش هذه الطائرة غداة قيام البحرية الإسرائيلية، أول من أمس، باعتراض سفينة في البحر المتوسط تنقل، كما ذكرت إسرائيل، خمسين طنا من الأسلحة الإيرانية إلى غزة. وأكد متحدث عسكري إسرائيلي أول من أمس، أن هذه السفينة التي ترفع العلم البنمي والتي توقفت في تركيا، رست في مرفأ اللاذقية السوري حيث حملت بالأسلحة على ما يبدو.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إن «سورية انتهكت في هذه القضية بضعة قرارات لمجلس الأمن الدولي حول منع تزويد حماس بالأسلحة، وحول العلاقات التجارية والعسكرية مع إيران». ونفت طهران أمس إرسال أسلحة إلى غزة، متهمة إسرائيل بـ«الكذب».