المغرب :جرح 66 في أعمال عنف قرب الدار البيضاء

جمعية حقوقية تنفي وقوع وفيات وتتحدث عن مهاجمة الأمن للمعتصمين فجرا

TT

أسفرت أحداث شغب ومصادمات بين محتجين ورجال الأمن، في مدينة خريبكة (جنوب الدار البيضاء) أول من أمس عن إصابة 66 شخصا بجروح ضمنهم 7 مدنيين والباقون من رجال الأمن، بالإضافة إلى إصابة صحافي في صحيفة «الصباح» المغربية، طبقا لإفادة مصدر طبي. وأشار المصدر إلى أن 59 شخصا غادروا المستشفى في اليوم نفسه بعد تلقيهم الإسعافات، فيما لا يزال 6 أشخاص يخضعون للعلاج في «مستشفى الحسن الثاني» في خريبكة، في حين نقل شخص سابع إلى المستشفى العسكري في الرباط.

وقال مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط» إن الأحداث اندلعت في وقت مبكر صباح أول من أمس عندما تدخلت قوات الأمن لفض اعتصام لأسر متقاعدي «المكتب الشريف للفوسفات» (مؤسسة حكومية) أمام مقر إدارة المؤسسة، والذين يطالبون بتوظيف أبناء المتقاعدين مكان آبائهم. وأشار المصدر إلى أن سبب الاحتجاج هو انتشار خبر بتوظيف المؤسسة لنحو ألف شخص دون تخصيص مناصب لأبناء المنجميين المتقاعدين كما ينص على ذلك قانون الشركة.

غير أن تدخل رجال الأمن لتفريق الاعتصام سرعان ما تحول إلى مواجهات مع المحتجين، وتأججت أعمال الشغب بعد ظهر نفس اليوم نفسه مع انتشار إشاعات حول وقوع وفيات بين المحتجين على أثر التدخل الأمني.

وأسفرت الأحداث طبقا للمصادر الرسمية عن إحراق 11 سيارة وتدمير واجهة إدارة الاستغلالات المنجمية لمؤسسة الفوسفات في المدينة، وإتلاف معدات وتجهيزات مكتبية ووثائق تابعة للمؤسسة.

وعزا توفيق البارودي، وهو مسؤول رفيع في محافظة خريبكة، سبب اندلاع الأحداث إلى قيام عناصر لا علاقة لها بالمحتجين باستفزاز قوات الأمن أثناء محاولتها فض الاعتصام المفتوح الذي يخوضه مجموعة من الأشخاص يطالبون إدارة مؤسسة الفوسفات بتوظيفهم، على حد قوله. واتهم البارودي العناصر المحرضة على أعمال الشغب بأنها «تخدم أجندة مختلفة لا علاقة لها بمطالب المحتجين».

وأشار البارودي إلى أن السلطة المحلية وإدارة الفوسفات كانت قد أجرت حوارات مع المعتصمين، تمخضت عن وضع جدول زمني لدراسة طلبات توظيف أبناء متقاعدي مناجم الفوسفات في مدن خريبكة وبوجنيبة وحطان وخريبكة وواد زم، والاستجابة لهذه الطلبات حسب مؤهلات وقدرات المرشحين، غير أن مجموعة من المحتجين، حسب البارودي، تشبثت بمطلب التوظيف الفوري دون قيد أو شرط.

وجاء في تقرير أولي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول أحداث خريبكة أن «خبر الوفيات في صفوف المواطنين وقوات الأمن مجرد إشاعات حتى الآن، لأن هناك تضارب في المعلومات، فهناك من يؤكد وهناك من ينفي».

وأشار التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن نحو 800 شخص كانوا معتصمين أمام إدارة الفوسفات بيد أنهم فوجئوا نحو الخامسة صباحا، وهم لا يزالون نياما، بهجوم لقوات الأمن لفض الاعتصام. وتحدث التقرير عن الاستعمال المفرط للقوة والقنابل المسيلة للدموع من طرف الأمن خلال تفريق الاعتصام، مشيرا إلى وقوع إصابات بين المحتجين ورجال الأمن خلال المواجهات، وإلى اعتقال العشرات من المحتجين. وأشار التقرير كذلك إلى إصابة رئيس المنطقة الإقليمية للأمن. وأكد أن أعضاء الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان زاروا حسن الحبابي، وهو أحد المصابين خلال الأحداث وأشيع خبر مقتله خلال المواجهات. وأضاف التقرير أن المصادر الطبية في المستشفى الإقليمي بمدينة خريبكة امتنعت عن تزويدهم بالمعلومات حول الضحايا بسبب تلقيها تعليمات بعدم تقديم معومات طبية حول الأحداث.