أبو مازن: مستعد للذهاب فورا إلى غزة للاتفاق حول تشكيل حكومة مستقلة مهمتها الانتخابات

يطلب من هنية الخروج لاستقباله ويؤكد عدم ترشيح نفسه.. وحماس ترحب وتبدأ الترتيبات

ابو مازن يقف دقيقة حداد خلال افتتاح اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله امس (إ. ب. أ)
TT

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) استعداده المشروط للذهاب إلى غزة فورا، اليوم أو بعد عدة أيام، من أجل إنهاء الانقسام الذي طال أمده.

يأتي الإعلان هذا ردا على الدعوة التي وجهها إليه رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية أول من أمس، من أجل الاجتماع والحوار والاتفاق وإزالة جميع مسببات الانقسام على تمهيدا لردم الهوة وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني.

وقال أبو مازن في كلمة افتتاح اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في رام الله أمس «أنا مستعد للذهاب إلى غزة غدا، ولكن ليس لإجراء حوار جديد، بل من أجل إنهاء الانقسام».

وتأكيدا على جديته في ما يطرح، طلب أبو مازن من إسماعيل هنية، إجراء الترتيبات اللازمة لزيارته بالتنسيق والتفاهم مع الفصائل وفعاليات الشعب الفلسطيني في القطاع. كما دعاه للخروج لاستقباله عند معبر بيت حانون، «لكي نطوي صفحة هذا الانقسام الأسود والمعيب».

وحذر أبو مازن من إضاعة هذه الفرصة التي وصفها بالتاريخية، وحمل حركة حماس المسؤولية عن رفضها لمبادرته. وقال: «أرجو عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية لإنهاء الانقسام والوقوف موحدين في مواجهة أخطار قد تلحق الضرر البالغ بالقضية الفلسطينية وقد ألحقت، وأحملهم (حماس) المسؤولية عن إضاعة هذه الفرصة».

وردت حماس فورا مرحبة «بقبول أبو مازن دعوة هنية». وطالبت حماس في بيان رسمي الحكومة المقالة بمتابعة الترتيبات اللازمة لوصول أبو مازن إلى غزة. والتقى هنية فورا بمستشاريه وقادة من حماس لبحث ترتيبات زيارة أبو مازن.

وأكدت الحكومة المقالة ترحيبها بزيارة أبو مازن. وقال الناطق باسمها طاهر النونو «نرحب باستجابة السيد أبو مازن لمبادرة رئيس الوزراء هنية التي أطلقها يوم أول من أمس وسندرس الترتيبات اللازمة لتحقيق هذه الاستجابة».

غير أن زيارة أبو مازن لغزة مرتبطة بقبول حماس تشكيل حكومة شخصيات مستقلة مهمتها التحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 6 أشهر.

وقال أبو مازن إنه يريد تشكيل حكومة من شخصيات فلسطينية مستقلة تتولى التحضير الفوري لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني لمنظمة التحرير خلال ستة أشهر أو فترة قصيرة يتم الاتفاق عليها. وشددت الرئاسة الفلسطينية لاحقا على أن زيارة الرئيس هدفها تشكيل الحكومة فقط، منعا كما يبدو لأي تفسيرات أخرى.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان مكتوب تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «أعلن الرئيس محمود عباس استعداده للتوجه إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة»، مطالبا باتخاذ الإجراءات العملية والترتيبات الخاصة بهذه الزيارة بالاتفاق بين جميع فصائل العمل الوطني في قطاع غزة.

وأكد الرئيس أن مبادرته هذه تستهدف اللقاء مع إسماعيل هنية وجميع القوى في القطاع، من أجل إنجاز اتفاق على تشكيل حكومة شخصيات وطنية محايدة، يكون في مقدمة مهامها الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني خلال ستة أشهر، تحت إشراف دولي وعربي كامل.

وأشار الرئيس إلى أنه مستعد حاليا لتأجيل تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من أجل نجاح مبادرته».

ووفق ذلك، فإن حكومة سلام فياض التي كان مقررا إعلانها هذا الأسبوع، لن ترى النور قبل أن يحسم أبو مازن المسألة مع حماس. وقال أبو مازن «بناء على ذلك قررت تأجيل تشكيل حكومة الدكتور سلام فياض لإعطاء فرصة لتشكيل حكومة وحدة وطنية».

ومن غير المعروف إذا ما اتفق أبو مازن مع حماس، حول ما إذا كان سيعاد تكليف فياض بتشكيل حكومة المستقلين، في ظل رفض حماس الشديد لتوليه أي منصب في المرحلة المقبلة، أو إذا كان فياض نفسه سينسحب من المشهد.

وكان فياض قد أطلق مبادرة قبل أسبوعين دعا فيها حماس للمشاركة في حكومته قبل إتمام المصالحة، ورفضتها الحركة كما رفضتها فتح التي تريد التخلص من الانقسام عبر صندوق الاقتراع أولا. وتعهد أبو مازن بإجراء الانتخابات تحت رعاية دولية، وقال: «يمكن أن تتم الانتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات والشخصيات الحقوقية العربية والدولية».

واستغل أبو مازن الفرصة ليؤكد مرة أخرى أنه لن يترشح مجددا لانتخابات الرئاسة. وقال: «الوحدة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار. أريد تسليم الأمانة وأنا مطمئن البال. أنا لن أرشح نفسي للانتخابات».

ويرى أبو مازن أن إجراء الانتخابات يمكن أن يخرج الساحة الفلسطينية من أزمتها الحالية.