نتنياهو يعتبر سفينة «فيكتوريا» محاولة لتغيير التوازن الاستراتيجي ويهدد بكسر «محور الإرهاب في الشرق الأوسط»

وصف الصواريخ المستولى عليها بأنها أخطر من التي أعطبت السفينة الحربية في حرب لبنان

TT

في ظل أجواء نشوة النصر التي تجتاح إسرائيل، بعد نجاحها في الاستيلاء على رادار وصواريخ بحر - بحر متطورة، قيل إنها أرسلت من إيران إلى حركة حماس في قطاع غزة، وجه رئيس الوزراء إسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديدات لما سماه «محور الإرهاب»، قائلا: «سأكسره كسرا».

وجاءت كلمة نتنياهو خلال زيارة لميناء أسدود، أمس، حيث عرض الجيش «غنائمه» من سفينة فكتوريا الألمانية، أمام حشد من عشرات الكاميرات التلفزيونية المحلية والعالمية، وحضر نتنياهو العرض مع وزير الدفاع، إيهود باراك، وعدد كبير من الجنرالات، وبدا مغتبطا بهذا الحضور الإعلامي الكبير، الذي «يعبر عن عدم ثقة الرأي العام العالمي في تصريحات المسؤولين بإيران وحماس الذين نفوا أن تكون لهم علاقة بهذه السفينة».

وكان سلاح البحرية قد سيطر على تلك السفينة على بعد 380 كيلومترا من الشواطيء الإسرائيلية، على البحر المتوسط. وقالت مصادر عسكرية إن المخابرات الإسرائيلية تزودت بمعلومات عن هذه السفينة منذ نحو أسبوع وبدأت في متابعة مسارها، وعندما علمت أنها في طريقها من ميناء اللاذقية إلى ميناء مارسين التركي، توجهت إلى الحكومة التركية طالبة احتجازها وتفتيشها، لكنها جوبهت بالرفض، فقررت توقيفها في عرض البحر واحتجازها.

وعندما أعلنت إيران أن إسرائيل تكذب وأن السفينة تجارية وتحمل مواد غذائية (دقيق وعدس)، دعت السلطات الإسرائيلية الصحافة المحلية والأجنبية إلى مشاهدة فيلم يصور عملية السيطرة على السفينة وفتح الحاويات التي تحمل الأسلحة فيها. وعرضت، أمس، هذه الأسلحة فأظهرت رادارا متطورا قادرا على رصد التحركات البحرية لسفن على بعد عشرات الكيلومترات وصواريخ من طراز «سي 704» التي يستخدمها الجيش الصيني، وقذائف من نوع لا يستخدم في أي جيش في العالم سوى الإيراني، وصواريخ بحرية متوسطة المدى.

وقال الناطق بلسان الجيش للصحافيين، أمس، إن هذه الأسلحة وجدت في أربع حاويات من مجموع 39 حاوية كانت على متن السفينة، وإنها لو وصلت إلى هدفها لكانت ستغير التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط، لأنها قادرة على إصابة أهداف دقيقة في قطر 35 كيلومترا وإصابات أقل دقة في قطر يزيد على 70 كيلومترا. وهذا يعني، وفقا للناطق الإسرائيلي، شل حركة السفن الحربية مقابل شواطيء غزة من جهة والتهديد بتفجير آبار الغاز التي اكتشفتها إسرائيل في عمق البحر وفيها مخزون يسد حاجة إسرائيل من الغاز وأكثر.

وتحدث نتنياهو عن هذا الإنجاز بوصفه «انتصارا استراتيجيا لإسرائيل». واستغل الموضوع ليبرر سياسة حكومته، التي تجمد مسيرة السلام وتواصل التوسع والاستيطان وتطالب بتهديد عسكري دولي لإيران، قائلا: «العالم لا يفهم ما نفهمه عن إيران وأذرعها في المنطقة (يقصد سورية وحزب الله وحماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية المسلحة). فهي تعد الخطط لتدمير إسرائيل ونسف مصالح دول الغرب في المنطقة. ونحن نعمل ونحقق الإنجازات لأننا نرى الصورة كما هي ولا نحاول تجميلها أو التخفيف من حدة أخطارها، كما يفعل الآخرون».

وقال ران بن يهودا، رئيس الطاقم الحربي في سلاح البحرية، إن الصواريخ التي اكتشفت أخطر من الصاروخ الذي استخدمه حزب الله في حرب 2006 وأصاب سفينة حربية إسرائيلية. فهو يحقق النتائج نفسها، بأقل جهد وبأسلوب يقل تعقيدا بحيث يستيطع تفعيله مقاتلون ذوو خبرة ضعيفة. وأما رئيس أركان الجيش الجديد، بيني غينتس، الذي تعتبر هذه أول عملية عسكرية تنفذ منذ تسلمه رئاسة الأركان، فحاول أن يكون أكثر تواضعا من نتنياهو فاعتبرها «عملية دفاعية ناجحة»، تثبت «مدى الأخطار المحدقة بإسرائيل وكل ما تمثله من قيم للحرية والديمقراطية في المنطقة»، معتبرا إياها «جزءا من المعركة التي تخوضها يوميا ضد الإرهاب، برا وبحرا وجوا».

وفسرت أقواله هذه بأنها تلميح إلى الطائرة التي انطلقت من إيران في اتجاه سورية، وقيل إن السلطات التركية أجبرتها على الهبوط في مطار تركي لتفتيشها، حيث يعتقد أنها كانت تحمل أجهزة تساعد على دعم نشاط نووي إيراني على الأراضي السورية.