وهاب يعتذر عن انتقاداته لحجاب المرأة السعودية.. وحزب الله يرفض الإساءة للمقدسات الدينية

بعد استمرار قطع طرقات في طرابلس والبقاع احتجاجا على تصريحات رئيس تيار التوحيد

TT

قدم رئيس حزب تيار التوحيد، وئام وهاب، اعتذاره أمس عن تصريحات أدلى بها قبل يومين وجّه فيها انتقادات لحجاب المرأة السعودية، على وقع استمرار الاعتصامات الشاجبة لتصريحاته، لليوم الثاني على التوالي. ولم يكن اعتذار وهاب كافيا لردع الجماهير الغاضبة من التعبير عن استيائها في الشوارع وبالتحديد في طرابلس وبعض مناطق البقاع.

وأوضح وهاب، وهو ينتمي إلى الطائفة الدرزية، في مؤتمر صحافي أن ما قاله عن المرأة السعودية هو «هفوة» و«زلة لسان»، ولم يقصد الإساءة، مشيرا إلى أنه «لولا المرأة في فلسطين ولبنان والعراق لما كان هناك شهداء يدافعون عن الأرض ويعرفون معنى الشهادة». ووضع استياء البعض من حديثه في إطار الحرص عليه، مستغربا حملة تيار المستقبل على ما قاله، داعيا إيّاه إلى «الاهتمام بقضايا المسلمين أفضل من الاهتمام بقضايا الفتنة في لبنان والترويج لهذا الأمر». وأضاف: «ألف اعتذار إذا أسأت لأي امرأة محجّبة».

وتوالت المواقف الشاجبة لحديث وهاب، وبرز استنكار حزب الله لتصريحاته، إذ دعا الحزب وهاب «انطلاقا من موقعه الوطني والحريص، إلى القيام بكل الخطوات اللازمة لتصحيح ما صدر عنه إزاء موضوع ديني حساس يعني جميع المسلمين دون استثناء»، أكد رفضه لـ«أي شكل من أشكال الإساءة لحجاب المرأة المسلمة، سواء صدر عن خصم كما فعلت قوى (14 آذار) في إعلاناتها الدعائية عن (أي لبنان نريد)، أو صدرت عن حليف كوئام وهاب». وطالب حزب الله الجميع وبالخصوص الشخصيات والقيادات السياسية بـ«الانتباه الشديد إلى المقدسات الدينية لدى كل الطوائف وعدم الزج بها في الصراعات السياسية القائمة».

وردّت مصادر تيار المستقبل على وهاب، المقرب من سورية، معتبرة أن «اعتذاره هذا غير كافٍ لأنه يحمّل الفريق الآخر مسؤولية أقواله وأفعاله»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «من يروّج للفتنة هو من يقوم بها قولا وفعلا، وهو ما أثبته وهاب مؤخرا حين تجرأ وتطاول على حجاب المرأة المسلمة». ودعت المصادر «أسياد وهاب لوضع حد له والأجهزة القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه»، وأضافت: «اعتدنا خطاب وهاب البذيء الذي طالما كانت الأحذية محوره الأساسي، ولكن أن يصل به الأمر إلى المس بكرامة المرأة العربية والمسلمة فهذا ما لن نسكت عنه».

وتقدم المحامي طارق شندب بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية ضد وهاب بـ«جرم إثارة النعرات المذهبية وتحقير الشعائر الدينية والإساءة إلى مقدسات المسلمين، من خلال ما أدلى به في مقابلة تلفزيونية وتشبيهه للمرأة المسلمة المحجبة بـ(كيس الزبالة الأسود)». وطلب شندب من النيابة العامة «استجواب وهاب واتخاذ الإجراءات القانونية وإنزال أشد العقوبات في حقه».

وكان حشد كبير من أبناء مدينة طرابلس اعتصموا في ساحة النور احتجاجا على تصريحات وهاب، رافعين لافتات تطالب بمحاسبته أمام القضاء المختص، محذرين «من يقف وراءه ومن يحميه»، ومؤكدين «أن الردود الشعبية لن تتوقف قبل أن يتم معاقبة وهاب على كلامه المشين بحق المسلمين والمسيحيين وجميع اللبنانيين». وقد شارك في هذا الاعتصام ممثل عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي استنكر ما صدر عن وهاب، لافتا إلى أن «الرئيس ميقاتي يتابع الموضوع وعلى أعلى المستويات». كما نفّذ أهالي منطقة البقاع تحركات مماثلة وقطعوا الطرقات بالأطر المشتعلة رفضا للتعدي على كرامة المرأة المسلمة.

إلى ذلك، تبرأ أهالي ومشايخ بلدة وهاب، الجاهلية، من كلامه معتبرين أن «كلامه السفيه يسيء إلى الدور العربي والإسلامي لطائفة الموحدين الدروز، ولعلاقتها مع الأشقاء العرب ومع المذاهب الإسلامية الأخرى».