اتفاق روسي بيلاروسي حول بناء محطة نووية

وسط معارضة أوروبية خوفا من تكرار تشرنوبيل وفوكوشيما

TT

بعد فترة من البرود في العلاقات بين قيادتي روسيا وبيلاروسيا، توصل فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة الروسية، خلال زيارته الأخيرة للعاصمة مينسك، إلى اتفاق حول بناء محطة نووية جديدة، قال إنها ستكون الأحدث في المنطقة. وكان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو استبق زيارة رئيس الحكومة الروسية بتصريحات أدلى بها إلى صحافيي بيلاروسيا، قال فيها إنه وبوتين يعملان جنبا إلى جنب طوال ما يزيد على عشر سنوات ولا داعي لاستثارته وهو الذي يحمل بين جوانحه ما يجعله قادرا على الدفاع عن مصالح روسيا في كل المواقف.

وكان الجانبان توصلا إلى اتفاق حول تحقيق التكامل بين شطري الدولة الاتحادية، أي روسيا وبيلاروسيا، والبدء في بناء الفضاء الاقتصادي الموحد لبلدان الاتحاد الجمركي، الذي يضم كازاخستان إلى جانب بلديهما روسيا وبيلاروس. وكشف لوكاشينكو عن حاجة بلاده إلى ما يقرب من 3 إلى 10 مليارات دولار لتطوير الاقتصاد القومي، وهو ما يتطلب تنفيذ مشروع خصخصة بعض المشاريع الوطنية، مؤكدا أن الأولوية سوف تكون لروسيا في هذا المجال. أما عن توقيت الإعلان عن التعاون في بناء المحطة النووية على مقربة مباشرة من قلب الفضاء الأوروبي المشترك، الذي جاء في أعقاب الكوارث الطبيعية التي ضربت الأراضي اليابانية، قال بوتين إن روسيا تملك ترسانة ضخمة من وسائل ضمان أمن مثل هذه المحطات رغم أن بيلاروسيا تقع بعيدا عن مناطق أحزمة الزلازل مثل التي تقع فيها اليابان، فيما أشار إلى أن المحطات اليابانية التي تأثرت بالزلازل الأخيرة هناك أميركية الصناعة إلى جانب أن عمرها قارب الأربعين سنة.

وبهذا الصدد قال ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس حكومة بيلاروسيا بعد التوقيع على اتفاقية بناء المحطة النووية بمساعدة روسية أن البلدين سوف يشيدان محطة كهروذرية تتسم بكل خصائص الأمان والفعالية. وقد سارع عدد من الدول المجاورة لبيلاروسيا في مقدمتها ليتوانيا إلى إيفاد ممثليها إلى مينسك لاستيضاح آفاق هذا الاتفاق في محاولة للحيلولة دون إخطار قالوا إنها تتهدد بلادهم، ولا سيما بعد كارثة تعرض المحطات النووية في فوكوشيما اليابانية لإخطار الزلازل. وتتخوف دول المنطقة أيضا من تكرار كارثة انفجار مفاعل تشرنوبيل عام 1986. غير أن أحدا في بيلاروسيا لم يكشف بعد عما دار وراء كواليس المباحثات وإن أعلنت بيلاروسيا رسميا عن تمسكها ببناء المحطة النووية التي سوف يتم الانتهاء من تشييدها بعد عشر سنوات.

وكان بوتين ولوكاشينكو استبقا مراسم التوقيع على اتفاق بناء المحطة النووية خلال مباحثات استغرقت ما يقرب من ضعف الوقت المقرر لها تناولا خلالها الكثير من القضايا العالقة، ومنها أسعار صادرات النفط والغاز الروسية إلى بيلاروسيا ومستقبل التعاون بين البلدين. ولم يفوت لوكاشينكو الفرصة لمجاملة بوتين حيث قال إنه على يقين من أن بوتين لا بد أن يكسب معركة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في روسيا في حال خوضه لهذه الانتخابات، وهو ما علق عليه مراقبون بقولهم، إن مثل هذه التصريحات أثرت كثيرا على مسار المباحثات بينهما. ومن هذا المنظور، أشارت المصادر إلى اتفاق الجانبين على استئناف صادرات الغاز من روسيا، بمتوسط الأسعار التي اتفق عليها لصادرات الفترة 2007 - 2011. وقالت إن حجم الصادرات بلغ في العام الماضي 21.57 مليار متر مكعب، قدر ثمنها بـ4.046 مليار دولار. وأشارت إلى أن الأسعار زادت في الربع الأول من العام الحالي حتى 223.15 دولار مقابل ألف متر مكعب، وكانت تبلغ في السابق في متوسطها 187.57 دولار.