مواقع الأصوليين ترد: ليس للقذافي عند «القاعدة» إلا سكين الزرقاوي

إسلامي ليبي لـ «الشرق الأوسط»: عداوة مستميتة بين «القاعدة» والنظام

TT

ردت المواقع القريبة من «القاعدة» على دعوة الزعيم الليبي بالتحالف معها بمداخلات تقول: «ليس للقذافي عند (القاعدة) إلا سكين الزرقاوي»، في إشارة إلى زعيم «القاعدة» في بلاد الرافدين الذي قتل بصاروخ أميركي في نهاية يونيو (حزيران) 2006. وكان القذافي هدد الدول الغربية بالتحالف مع «القاعدة» وإعلان الجهاد في حالة مهاجمة تلك الدول بلاده. وكرر أيضا أن حكومته كانت حصنا ضد التطرف الإسلامي الذي يمكن أن يطلق له العنان الآن مثيرا اضطرابات أخطر في المنطقة. فقال إسلامي على موقع قريب من «القاعدة»: «القذافي يستهبل».

وبث موقع «شموخ الإسلامي» شرحا مرئيا لتشريك قذائف المدفعية للعبوات الناسفة والعمليات الاستشهادية تحت عنوان: «إلى أحفاد عمر المختار.. فجروهم». فيما تناقلت المواقع الأصولية والـ«يوتيوب» شريط فيديو، لأبو يحيى الليبي، أحد أبرز منظري تنظيم القاعدة، في هجومه اللاذع على معمر القذافي، داعيا الليبيين إلى الاستمرار في ثورتهم. وقال إن «الشعب الليبي ثار على القذافي بعدما ذاق على يديه من صنوف التنكيل والتشريد أكثر من 40 عاما، جعل خلالها الليبيين حقل تجارب لأفكاره العفنة وخزعبلاته النتنة وسياساته الرعناء وآرائه الخرقاء الحمقاء». وأضاف: «لو قدر الله أن يبقى هذا الطاغية المعتوه سالما ممكنا حتى يموت على فراشه من غير أن ينتفض الشعب في وجهه، لكان ذلك عارا تتناقله الأجيال أبد الدهر»، متهما القذافي «بتسليط أبنائه على رقاب العباد وأموال البلاد ونشر الفساد، وأطلق أيديهم ليتصرفوا فيها كأنها ملك لهم. وقال حسين بن محمود وهو أحد منظري «القاعدة» تحت عنوان «كيف تدار الحرب في ليبيا»، لا يشك عاقل في أن معمر القذافي رجل مجنون ومعتوه ولا يملك عقلا ولا رؤية لإدارة معركة من هذا النوع ضد الشعب الليبي، وكذا ابنه «عصاة الخشب» سيف الكفر، فهذا الرجل غبي كأبيه لا يستطيع التخطيط لمثل هذه الحروب، وأغلب الظن أن هناك استشاريين عسكريين من خارج ليبيا هم من يدير المعركة لصالح القذافي، وهناك بعض الإشاعات التي تقول إن الاستشاريين من اليهود والبريطانيين والطليان، وهذه مجرد إشاعات لا نعرف حقيقتها، ولكن نجزم بأن القذافي ليس هو من يدير الحرب، إذن، نحن أمام عقول عسكرية مجربة، وهذه العقول استأجرها القذافي – كما استأجر المرتزقة الأفارقة – لإدارة هذه الحرب نيابة عنه مقابل أموال الشعب الليبي.

من جهته، قال نعمان بن عثمان، الإسلامي الليبي كبير محللي مؤسسة «كويليام» لمكافحة التطرف لـ«الشرق الأوسط»: «في الأساس هناك عداوة بين نظام القذافي و(القاعدة)، وقد أصدرت (القاعدة) في الغرب الإسلامي عدة بيانات تدعو الشعب الليبي إلى القتال والإطاحة بالعقيد الليبي، ولكن إذا حدث تعاون في المستقبل فربما عن طريق غض النظام الليبي الطرف على تحركات (القاعدة) داخل الأراضي الليبية، وربما مساعدتهم بالسلاح عن طريق طرف ثالث».

بينما قال القسام وهو اسم مستعار لإسلامي: «في الحقيقة ما نسمعه ونشاهده في الأيام الأخيرة من ميل الكفة لقوات القذافي واسترجاعها لبعض المدن والأغرب الهجوم في أكثر من اتجاه ففي الغرب هاجموا الزوارة، الأخبار محزنة جدا وغير سارة. ما الذي حدث؟ في بداية ثورة ليبيا كانت الانتصارات متوالية وسقوط المدن كان متواصلا وكان انشقاق قيادات الجيش متسارعا واستقالات السفراء بالخارج متسارعة، لكن في الأيام الأربعة الماضية توقفت هذه الأمور وبدأت قوات القذافي باسترجاع قوتها، فما الذي حدث؟». أقول وأتوقع أن القذافي احتجز عوائل كبار ضباطه وأيضا احتجز عوائل الطيارين، لكي لا يهربوا خصوصا الطيارين، والدليل على ذلك أن في بداية قصف الطائرات للمدن سلم بعض الطيارين أنفسهم وهرب بعضهم للخارج، ثم بعدها لم نسمع بهذا الأمر مع أن القصف متواصل بالطائرات فهذا والله أعلم قد يكون القذافي حجز عائلاتهم.

أما السطان سنجر، فقال في مداخلته: «القذافي هذه الأيام يلفظ أنفاسه الأخيرة فبالدماء تبقى الأرض حية فإن الأرض التي تسقى بالدماء لا تموت، فقد سقيت ليبيا بدماء عمر المختار وجنوده ثم ما لبثت حتى لفظت إيطاليا منها واليوم تسقى بالدماء وستبقى حية بحكم الإسلام فيها. فيما قال إسلامي آخر، ما تشهده ليبيا تجاوز مرحلة التظاهر السلمي بمواجهة قوات الأمن، كما لم يصل النزاع مع نظام القذافي إلى مرحلة الصراع العسكري المتوازي بين التشكيلات العسكرية الموالية والثائرة.