اختفاء 4 صحافيين أميركيين.. و7 آخرون فقدوا في الأسبوع الماضي

ارتفاع أعداد الصحافيين المفقودين في ليبيا.. والمعارضة تتهم نظام القذافي

TT

قال صحافيون ليبيون معارضون لنظام العقيد القذافي إن عناصر من استخبارات القذافي أصبحت تلاحق الصحافيين الموجودين بالمدن الليبية، خشية أن يكشفوا حقيقة الأوضاع المتردية التي تلاقيها كتائبه الأمنية، ونجاح الثوار في اختراقها وأسر الكثير منها والاستيلاء على معداتهم الحربية، خاصة في مدينة أجدابيا، كما أن حالة من الرعب أصبحت تحاصر الصحافيين بعد مقتل مصور قناة «الجزيرة» على يد عناصر من هذه الاستخبارات، أيضا اختفاء واعتقال البعض منهم من قبل قوات القذافي.

وأشارت المصادر في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط» إلى أن هذه الملاحقة كانت سببا في المغادرة المفاجئة لأغلب الصحافيين مدينة بنغازي، حيث لم يتبق في المدينة سوى عدد محدود من كبار الصحافيين الألمان والأميركيين. وبرر الصحافيون المغادرون موقفهم المفاجئ بقولهم إنه «جاءتهم تعليمات من مؤسساتهم في بلادهم بالعودة فورا»، كما ذهب البعض منهم إلى مدينة طبرق لترتيب سبل العودة إلى بلادهم.

وقالت المصادر إن أجواء الملاحقة والرعب أصبحت معوقا رئيسيا أمام عمل الصحافيين، خاصة في تغطية الأوضاع في مناطق القتال، وإنهم معرضون للتصفية الجسدية، كأحد الحلول السهلة والمستباحة من قبل قوات القذافي.

وفي أجدابيا أيضا كشفت المصادر أن الثوار بمدينة أجدابيا ألقوا القبض على المجموعة الاستخباراتية التابعة للقذافي التي قامت بتنفيذ عملية اغتيال مصور قناة «الجزيرة»، علي الجابر. وأكدت المصادر أنه يتم التحقيق معها الآن في مدينة بنغازي، وسوف يظهر أفراد المجموعة فور انتهاء التحقيقات على شاشات الفضائيات.

وكشفت مصادر في المعارضة الليبية بالقاهرة الأربعاء أن العقيد معمر القذافي أرسل مبعوثا إلى أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني يحثه على التدخل لدى إدارة قناة «الجزيرة» لتهدئة تغطيتها للأحداث التي تشهدها ليبيا.

وقالت المصادر إن المبعوث الليبي حرص على طلب مساعدة قطر، خاصة في ظل التطورات الأخيرة واستعادة كتائب القذافي لبعض المواقع التي فقدتها، كما قدم تفسيرا لما تردد حول تورط هذه الكتائب في مقتل مصور الجزيرة علي حسن الجابر. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس إن أربعة من الصحافيين العاملين بها الذين يغطون أخبار القتال الدائر في لبيبا فقدوا. وذكرت الصحيفة أن آخر اتصالات بين الصحافيين، ومنهم أنتوني شديد الحاصل على جائزة بوليتزر مرتين، ورؤسائهم كانت صباح أول من أمس (الثلاثاء) من بلدة أجدابيا.

وقال بيل كيلر رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة «تحدثنا إلى مسؤولين في الحكومة الليبية في طرابلس وقالوا لنا إنهم يحاولون التحقق من مكان صحافيينا».

وذكر أن الحكومة الليبية أكدت أن الصحافيين إذا كانوا اعتقلوا فسيفرج عنهم في وقت قريب من دون أن يلحقهم ضرر. وأفرجت القوات الحكومية عن مراسل برازيلي الأسبوع الماضي لكن صحافيا من صحيفة «الغارديان» البريطانية ما زال في عداد المفقودين. وفي السياق نفسه قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن البيت الأبيض دعا أمس السلطات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في ليبيا إلى حماية الصحافيين بعد إعلان فقدان 4 صحافيين يعملون في صحيفة «نيويورك تايمز» في هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني: «موقفنا عموما واضح جدا: ينبغي السماح للصحافيين الأميركيين بالقيام بعملهم من دون ترهيبهم أو اعتقالهم».