قرار لمجلس الأمن يدعو الدول العربية للتعاون مع الأمم المتحدة لمساعدة المدنيين الليبيين

يسمح باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية.. لحماية سكان بنغازي ويستبعد إرسال قوة احتلال

TT

طالب مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي طرح على التصويت أمس بفرض حظر طيران فوق ليبيا، ويسمح للدول العربية وغيرها - بالتعاون مع الأمم المتحدة - بحماية المدنيين بما في ذلك في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة. كما يسمح القرار باتخاذ «كل الإجراءات الضرورية.. لحماية المدنيين والمناطق السكنية المدنية التي تواجه تهديدا في ليبيا بما في ذلك بنغازي خلال ساعات من اتخاذ القرار، في الوقت الذي تستبعد فيه إرسال قوة احتلال»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إنه يجري بحث إمكانية مشاركة دول عربية بشكل مباشر في أي عمل عسكري دولي ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وبدت تصريحات كلينتون كأكثر الإشارات صراحة من جانب أي مسؤول أميركي رفيع إلى أن واشنطن تريد من الدول العربية لعب دور نشط في عملية عسكرية في خطوة يأمل المسؤولون الأميركيون أن تجعلهم بمعزل من أي انتقادات محتملة. وترددت الولايات المتحدة المتورطة بالفعل في حربين في كل من العراق وأفغانستان في تأييد فرض حظر طيران على ليبيا دون تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودعم عربي صريح.

وقالت كلينتون التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي خلال زيارة تقوم بها إلى تونس إن المجتمع الدولي يدرس أيضا «أفضل السبل لمنع القذافي من التغلب على المعارضة وقتل المزيد من الأبرياء». وزحفت القوات التابعة للقذافي نحو بنغازي معقل المعارضة في الشرق أمس وشنت هجمات جوية على مشارف المدينة فيما تزايدت قوة التأييد للقيام بهجمات جوية لوقف تقدم قوات القذافي.

وتأمل الولايات المتحدة في أن يقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا في وقت لاحق أمس يشمل إمكان فرض حظر جوي على ليبيا ولكنه لا يقتصر على ذلك، مثيرة احتمال شن غارات قصف. وعندما سئلت الوزيرة الأميركية عما إذا كانت دول عربية ستشارك بتقديم طيارين أو بالقصف أو ستشارك مباشرة بشن عمليات عسكرية ضد القذافي قالت «هذا أيضا قيد المناقشة».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن أوباما وكبار المسؤولين في إدارته كانوا رحبوا بحذر باقتراحات جامعة الدول العربية ودول في المجموعة الأوروبية لإقامة منطقة حظر جوي على ليبيا، مع تكرار لعبارات تقول إن ذلك ربما سيكون غير فعال عسكريا وسيكون مضرا من الناحية السياسية، لكن أمس قالت كلينتون إنها تأمل أن مجلس الأمن سيصوت «في موعد لا يتجاوز يوم الخميس (أمس)» على مشروع القرار. وأن القذافي بدا مصمما على قتل أكبر عدد ممكن من الليبيين. وأن «الكثير من الإجراءات المختلفة» يجري النظر فيها. كانت كلينتون تتحدث في القاهرة خلال زيارتها إلى هناك، قبل أن تتوجه إلى تونس. وأضافت في مقابلة مع الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «نحن نعرف جيدا أن الوقت يمر سريعا». وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا صارت تؤيد الآن فكرة العمل العسكري، مثل ضربات جوية لحماية المناطق المدنية.