تركيا تدعو الأطراف في البحرين للابتعاد عن أعمال العنف وإجراء الإصلاحات

مئات الشيعة بالعراق يحتجون.. ونائب يطالب بتعليق العلاقات مع المنامة وطرد السفير

رجال الشرطة البحرينية خلال انتشارهم أمس في إحدى ضواحي العاصمة المنامة التي شهدت احتجاجات في الأيام السابقة (أ.ب)
TT

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان أمس إن «إرسال قوات من مجلس التعاون الخليجي إلى البحرين أدى إلى تصاعد التوتر الحالي» في البلاد.

وذكرت الخارجية التركية في البيان الذي نقلته وكالة أنباء الأناضول أن الحكومة البحرينية «يجب أن تحترم حقوق الإنسان الأساسية للمتظاهرين» موضحة أن أنقرة تتابع تطورات الأحداث في البلاد. ورحبت تركيا «بدعوة ملك البحرين للحوار مع جماعات المعارضة لإنهاء الاضطرابات في البلاد».

وقالت الخارجية التركية: «إن كل الأطراف يجب أن تبتعد عن أعمال العنف وإن والإدارة يجب أن تستمع إلى مطالب وتطلعات الشعب بإجراء إصلاحات ونشر الديمقراطية».

وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أجرى محادثات هاتفية مع مسؤولين في البحرين إضافة إلى مسؤولين إيرانيين وسعوديين وإماراتيين.

وفي كربلاء خرج مئات العراقيين إلى شوارع المدينة المقدسة عند الشيعة للاحتجاج. وندد الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق بنشر قوات من السعودية ودول خليجية أخرى في البحرين. وتهدد المواجهة بين الشيعة والسنة في الخليج بمفاقمة الانقسام الطائفي بالعراق بعد سنوات من الصراع، حسب ما ذكرته «رويترز».

وخرج المحتجون العراقيون في مسيرة بكربلاء وتوجهوا إلى ضريح الإمام الحسين حيث تجمعوا ملوحين بالأعلام البحرينية ومرددين هتافات مناهضة للسعودية. وأول من أمس انتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التدخل العسكري من جيران البحرين واحتشد أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد والبصرة تأييدا للاحتجاجات في البحرين.

وقال الائتلاف الوطني العراقي الحاكم الذي يرأسه المالكي في بيان أول من أمس: «نحن في الوقت الذي ندين ونشجب بشدة ممارسات الحكومة البحرينية بحق مواطنيها والتدخل الأجنبي لقمع المحتجين والمتظاهرين ندعو إلى الخروج الفوري للقوات الأجنبية واحترام حق الشعب البحريني في المطالبة بدولة دستورية ديمقراطية».

وفي جلسة للبرلمان العراقي أمس انضم بعض النواب السنة إلى زملائهم الشيعة في دعوة الحكومة البحرينية إلى تلبية مطالب المحتجين وحثوا الدول العربية على عدم التدخل في شؤون البحرين.

إلى ذلك، دعا نائب شيعي عراقي بارز أمس الحكومة العراقية لتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع كل من البحرين وليبيا واليمن بسب أعمال العنف التي تتعرض لها شعوب هذه الدول من قبل حكوماتها.

وقال النائب باقر جبر الزبيدي عضو المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، في كلمة أمام البرلمان العراقي كانت مخصصة لمناقشة تداعيات الأحداث في البحرين إن «استخدام القوة المفرطة من قبل القوات البحرينية ضد المتظاهرين وقتل آخرين في ليبيا واليمن والبحرين في الشوارع يجب أن لا تمر».

وأضاف: «نطالب الجامعة العربية أن تخرج عن صمتها.. أطالب الحكومة العراقية بتعليق علاقاتها مع كل من البحرين وليبيا واليمن كما أطالب تعليق جلسة البرلمان لهذا اليوم».

وقالت المحللة العنود الشارخ من فرع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط إن «العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون لطالما كانت متوترة».

وأضافت أن «هذه العلاقات يمكن أن تتدهور ولكن لا أعتقد أنه سيكون هناك تحرك إيراني مفتوح»، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وبحسب شيخ، فإن دول مجلس التعاون أرادت عبر إرسال قوات إلى البحرين أن «ترسم خطا أحمر في الرمال».

من جهته، أكد وزير خارجية مصر نبيل العربي، أن بلاده تتابع عن كثب، وباهتمام بالغ التطورات الحالية في مملكة البحرين. وقال العربي إن مصر «تهتم بأن تحقق لهذه المنطقة الهامة والحساسة من الوطن العربي ما تنشده من استقرار وأمن»، متمنيا أن «تحقق تطلعات شعبها نحو المزيد من التقدم والازدهار في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة». صرحت بذلك السفيرة منحة باخوم، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية المصرية.

وفي جنيف، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس إنها تشعر بقلق بالغ إزاء سيطرة الجيش على المستشفيات والمراكز الطبية في البحرين وسط اضطرابات متزايدة هناك.

وأوضح أطباء أن التيار الكهربائي انقطع عن المستشفى الرئيس في العاصمة البحرينية المنامة أول من أمس، وقد يؤدي هذا إلى وفاة المرضى الذين يرقدون في حالة حرجة ويعتمدون على أجهزة التنفس إذا لم تتم إعادة التيار الكهربائي.

وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن السيطرة على المستشفى تعد «انتهاكا فظيعا وصارخا للقانون الدولي».

وأكدت في بيان أنه «يجب على الشرطة والقوات المسلحة أن تغادر المرافق الصحية على الفور وتكف عن مضايقة وترهيب العاملين في المجال الطبي».

وقال مكتب المفوضية إنه تلقى «مكالمات يائسة ورسائل بريد إلكتروني من العديد من الأفراد في البحرين الذين يشعرون بالرعب من نوايا القوات المسلحة».

وقالت بيلاي إنها قلقة إزاء إعلان ملك البحرين حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، ونددت بعمليات الاعتقال العشوائية والقتل والضرب التي يتعرض لها المتظاهرون.