الخارجية البحرينية: التحرك الإيراني لدى المنظمات الدولية والعربية تدخل في الشؤون الداخلية

إيران تشتكي البحرين في الأمم المتحدة.. وبرلمانيون يطالبون برد انتقامي علىالسعودية والإمارات

طفل بحريني يحمل قطعتين من الحجارة قبل وصول قوات الشرطة الى قرية المالكية جنوب غربي المنامة أمس (أ.ب)
TT

ردا على إرسال وزير الخارجية الإيراني رسائل إلى أمناء الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بخصوص مملكة البحرين، ومطالبته أن تقوم المنظمة الدولية بدور فاعل تجاه البحرين، صرح السفير حمد العامر وكيل الوزارة للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون بوزارة الخارجية بأن هذا التحرك الإيراني «يعد تدخلا إيرانيا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، التي هي دولة مستقلة ذات سيادة، وهو تصرف بالغ الغرابة، ويمثل انتهاكا لسيادة البحرين، التي هي دولة عضو في الأمم المتحدة، ويعبر عن النيات الحقيقية لإيران للتدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي ذات السيادة، ونتساءل: من الذي فوض إيران للتحدث باسم البحرين؟ كما نتساءل: هل فرضت إيران وصايتها على شعب البحرين لكي يرسل وزير خارجيتها رسائل للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي في قضية ذات شأن داخلي بحريني؟».

وأضاف الوكيل أن مملكة البحرين تراعي حسن الجوار، ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولذا فإنها تدعو الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، لرفض قبول هذه المذكرات الإيرانية، لأنها تتعارض مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية وتتنافى مع قواعد العمل الدبلوماسي.

وكانت إيران قد تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة من الحملة التي شنتها البحرين على محتجين شيعة، وطلبت من دول المنطقة الانضمام إليها في حث السعودية على سحب قواتها من البحرين، حسب ما ذكرته تقارير لـ«رويترز». وقالت إيران إن أزمة البحرين قد تقود إلى صراع أوسع نطاقا.

وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي في خطاب موجه إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وإلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إن السعودية استغلت طلب البحرين لدعم عسكري من جارتها «كذريعة للتدخل».

وقال صالحي: «كيف يقبل أحد أن تدعو حكومة قوات أجنبية لقمع مواطنيها؟». وطالب الأمم المتحدة بأن «تتخذ قرارات عاجلة» لطرد القوات الأجنبية من البحرين.

وفي طهران احتشد مئات من طلاب المعاهد الدينية خارج السفارتين البحرينية والسعودية يرددون هتافات مناهضة لحكومتي الدولتين وللولايات المتحدة.

ودعا بعض أعضاء البرلمان الإيراني إلى توجيه رد انتقامي للسعودية والإمارات العربية المتحدة التي قد تشارك في بعثة مجلس التعاون الخليجي. لكنّ المسؤولين الحكوميين لم يتحدثوا حتى الآن سوى عن خطوات دبلوماسية.

وأفاد موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن صالحي قال لمجموعة من المحامين إنه أجرى تسع اتصالات هاتفية مع رؤساء بعض الدول وأمين عام الجامعة العربية بشأن ما وصفه بالأعمال «الوحشية» التي تجري في البحرين، وطلب منهم حث السعودية على سحب قواتها.

وأبدت إيران تأييدها لموجة من الانتفاضات تجتاح المنطقة ووصفتها بأنها «صحوة إسلامية»، لكنها سحقت المحتاجين في شوارعها واعتقلت عشرات المتظاهرين.