المعارضة اليمنية تتهم النظام بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» وتحمل صالح مسؤوليتها

نشطاء بحقوق الإنسان: إصابة 84 على الأقل في اشتباكات جديدة

TT

اتهمت المعارضة البرلمانية اليمنية النظام الذي تطالب بإسقاطه بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» وحملت الرئيس علي عبد الله صالح مسؤوليتها. كما قال نشطاء إن قوات الأمن اليمنية أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع أمس على محتجين مما أسفر عن إصابة 84 على الأقل.

وقالت المعارضة المنضوية تحت لواء «اللقاء المشترك» إن «الدماء التي سالت في مختلف أرجاء الوطن الغالي في جرائم واعتداءات ارتكبت بالرصاص الحي والغازات المحرمة دوليا والهراوات هي جرائم ضد الإنسانية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأكدت المعارضة أن هذه الجرائم المفترضة «يتم رصدها وتوثيقها وسيلاحق مرتكبوها أمام القضاء الوطني والدولي ولن يفلتوا من العقاب أبدا».

وحملت المعارضة الرئيس علي عبد الله صالح شخصيا ونجله وأبناء شقيقه الذين يديرون قوات الحرس الجمهوري والخاص والأمن المركزي والقومي «مسؤولية ارتكاب الجرائم المفترضة».

وطالبت المعارضة صالح «بالرضوخ للإرادة الشعبية وتسليم السلطة للشعب، مالكها الأساسي والكف عن ارتكاب المزيد من الجرائم وأعمال البلطجة المستميتة». كما أدان اللقاء المشترك التعرض للصحافيين والتهديدات والملاحقات الأمنية التي قيل إن علماء الدين الذين يدعمون المعارضة يتعرضون لها. ودعت المعارضة الشعب اليمني إلى «مزيد من الالتفاف الشعبي والالتحام الجماهيري مع شباب الثورة السلمية لإنجاز نصر يعيد للشعب سلطته المسلوبة وللوطن كرامته ومكانته بين دول العالم».

وكان قد أصيب 5 محتجين بجروح ليل الأربعاء/ الخميس في هجوم نفذه مدنيون ملثمون على اعتصام المطالبين بإسقاط النظام في وسط صنعاء، حسبما أفاد شهود عيان ومعتصمون لوكالة الصحافة الفرنسية. وبحسب المصادر نفسها، تعرض المعتصمون أمام جامعة صنعاء خلال الليل لمحاولة اقتحام ولهجوم بالأسلحة النارية والعصي والخناجر، ما أسفر عن إصابة خمسة جرحى. وذكر شهود أن الهجوم نفذه «بعض الملثمين من المدنيين» والذين يقول المحتجون إنهم «بلطجية» موالون للنظام. وبحسب المعتصمين، فإن توترا يسود ساحة الجامعة، حيث يعتصم الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام. وتستمر منذ نهاية يناير (كانون الثاني) حركة احتجاجية كبيرة في كافة أنحاء اليمن مطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح الذي يتمسك بإنهاء ولايته الدستورية التي تنتهي في 2013. وقتل نحو 40 شخصا خلال الاحتجاجات فيما يتعرض المتظاهرون المعارضون بشكل شبه يومي لهجمات عنيفة من قبل قوات أمنية ومدنيين موالين للنظام.

إلى ذلك، قال محتجون في مدينة تعز الجنوبية إن 80 شخصا أصيبوا في حين ترددت أنباء عن إصابة أربعة في العاصمة صنعاء عندما استخدمت الشرطة الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع.

وأصيب أمس نحو 150 شخصا عندما حاولت قوات الأمن فض مسيرة في مدينة الحديدة.

ويشهد اليمن احتجاجات منذ أسابيع تحاول إرخاء قبضة صالح على الحكم الذي يتولاه منذ 32 عاما. ولجأت فصائل موالية للحكومة ومناوئة لها للعنف بشكل متزايد.

ومن ناحية أخرى، قال تجار لـ«رويترز» إن الريال اليمني انخفض بما يصل إلى نحو ثمانية في المائة مقابل الدولار في الأسبوع الماضي مع استمرار تأثير الاضطرابات على اقتصاد اليمن.

وفرض البنك المركزي عقوبات لم يحددها على عشر شركات صرافة وشركات أخرى لتعاملها في الدولار بسعر أعلى من السعر الرسمي البالغ نحو 214 ريالا للدولار.

ونددت الولايات المتحدة التي كانت تعتبر صالح حائط الصد ضد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له بأعمال العنف وعبرت عن تأييدها للحق في الاحتجاج السلمي. وأكدت واشنطن أن الحوار وحده هو الذي يستطيع إنهاء الأزمة السياسية.

وذكر موقع «26 سبتمبر» التابع للحكومة أن 3 أشخاص يشتبه في أنهم على صلة بتنظيم القاعدة قتلوا عندما حاولوا مهاجمة نقطة تفتيش عسكرية بمحافظة مأرب أمس.