أسرة الصحافي المصري رضا هلال لـ«الشرق الأوسط»: طلبنا من النائب العام سماع أقوال 4 شخصيات جديدة

محامي نقابة الصحافيين: سائق بالأهرام وضباط أمن لديهم معلومات عن ملابسات اختفائه

متظاهرون يحرقون مقر مباحث امن الدولة في الاسكندرية (أ. ب)
TT

قالت أسرة الصحافي المصري المختفي منذ 7 سنوات رضا هلال لـ«الشرق الأوسط» أمس إنها طلبت من النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، سماع أقوال 4 شخصيات جديدة في قضية اختفاء هلال النائب السابق لرئيس تحرير صحيفة الأهرام شبه الرسمية، بينما أعرب سيد أبو زيد محامي نقابة الصحافيين المكلف بمتابعة ملف اختفاء هلال بصفته عضوا في النقابة، عن اعتقاده بأن عددا من الشخصيات المطلوب سماع أقوالهم لديهم «معلومات أكيدة» عن ملابسات اختفاء رضا هلال. وأضاف أبو زيد أن من بين هذه الشخصيات سائق بالأهرام وضباط أمن كانوا في مواقع المسؤولية أثناء اختفاء هلال في القاهرة يوم 11 أغسطس (آب) عام 2003، فيما دعا أسامة هلال، شقيق رضا، لتحليل صوت امرأة على «الأنسر ماشين» الخاص بهاتف أخيه، قال إنها هددت رضا بسبب كتاباته السياسية قبيل اختفائه مباشرة.

وتأمل أسرة رضا هلال في أن تسمح تداعيات ثورة 25 يناير، التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك، وجهاز مباحث أمن الدولة والعديد من الشخصيات الأمنية والسياسية التي كانت مسؤولة عن إدارة البلاد، من إزاحة الستار عن الغموض الذي يلف مصير ابنها، الذي اشتهر بكتاباته الصحافية اللاذعة الداعية للإصلاح في مصر، أثناء غزو قوات التحالف بقيادة أميركا للعراق منذ نحو 7 سنوات. وتمت إحالة العديد من المسؤولين الأمنيين على رأسهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي الذي شغل منصبه منذ أواخر التسعينيات، قبل أن تطيح به ثورة شباب 25 يناير، إلى التحقيق.

ولم تظهر أي إشارة أو خيط يمكن أن يؤدي إلى مصير رضا هلال، رغم تسرب آلاف الوثائق من جهاز مباحث أمن الدولة قبل أن تحترق العديد من مقراته ويقرر النظام الجديد في مصر إلغاءه وتأسيس جهاز أمن وطني بدلا منه. وتقدمت أسرة هلال ببلاغات جديدة بعد ثورة 25 يناير طلبت فيها من النائب العام ومن المجلس العسكري ومجلس الوزراء المصري مساعدتها في معرفة مصير ابنها. وقال أبو زيد: «تقدمنا ببلاغ للنائب العام حول وقائع جديدة، أهمها أن هناك معلومات مؤكدة حول أسماء محددة من ضباط بوزارة الداخلية وفي جهاز مباحث أمن الدولة (المنحل) على رأسهم (أ.ع) و(إ. ش) و(ص. س)، وهذا الأخير كان مسؤولا كبيرا في مباحث أمن الدولة وقت اختفاء هلال، إضافة إلى السائق الذي أقل هلال إلى بيته يوم اختفائه، وهو معلوم الاسم ومكان الوظيفة ولم يتم استجوابه أبدا.. هؤلاء لديهم معلومات أكيدة. وطلبنا من النائب العام سماع أقوالهم».

وبدا أن أسرة رضا هلال، التي تعتقد طيلة أكثر من ست سنوات أنه ما زال على قيد الحياة، أصبحت تتقبل فكرة أنه ربما يكون قد قتل، لكنها تريد أن تعرف من الذي قام بهذا، ولماذا، وأن تتم معاقبته، وأن تتسلم جثمانه لإقامة عزاء ومراسم دفن له. وقال أسامة هلال، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس: «قدمنا بلاغات جديدة أمس وأول من أمس للعديد من الجهات، وطلبنا من النائب العام في البلاغ الأخير سماع أقوال شخصيات معينة، بعد أن وردت لنا معلومات عن أنه في اليومين التاليين لاختفاء هلال (أي يومي 12و13 أغسطس 2003)، جرت وقائع مريبة تم فيها تهيئة الأمر لإخفاء هلال تماما بعد اقتياده من مكان ما قرب بيته». وأضاف شقيق هلال أن المطلوب سماع أقوال عدة شخصيات أخرى في واقعة اختفاء شقيقه، منهم مسؤولون كبار في الدولة وزوجاتهم ممن كن يعملن مع رضا هلال في نفس المؤسسة، و«طلبنا من النائب العام أيضا أن يحقق في صوت المرأة الموجود صوتها على الأنسر ماشين الخاص بهاتف رضا هلال، وعمن تكون بالضبط، وهل هي من زملائه في العمل بالأهرام ممن لهن أزواج كانوا مسؤولين كبارا في نظام الحكم السابق».

ويحتفظ أسامة هلال بنسخة من شريط للتسجيل الصوتي الذي تركته امرأة مجهولة على هاتف منزل رضا هلال قبيل اختفائه بوقت قليل. وتقول الرسالة الصوتية باللهجة المصرية الدارجة: «ليه يا رضا.. أنا ومبارك وعيلته؟.. لا ده الأسلوب ولا دي الطريقة (لماذا يا رضا.. هل أنا ومبارك وعائلته؟.. لا هذا هو الأسلوب ولا هذه هي الطريقة)». وأشار أسامة هلال إلى أنه لم يجر من قبل التحقيق فيما ورد في التسجيل الصوتي، أو التحقق من شخص صاحبة الصوت. وأضاف أن بعض زملاء رضا هلال ممن استمعوا إلى هذا الصوت تعرفوا عليه، وأن الترجيحات تقول إنه لواحدة من اثنتين تعملان في الأهرام وكل منهما زوجة لمسؤول كبير ومعروف في دولة النظام السابق. وقال أسامة هلال: «لا بد من فتح ملف اختفاء أخي. ونتقبل أي وضع. نحن نسأل أين اختفى هذا المواطن. جميع المعتقلات تم تمشيطها بعد ثورة 25 يناير، لكن لا نعرف أين نذهب. لا أختلف على أن وجوده في السجن أصبح أملا ضعيفا. حتى الآن تقدمنا بـ13 بلاغا للجهات المختصة منذ عام 2003، منها 6 بلاغات، بعد سقوط نظام مبارك، للنائب العام والمستشار العسكري».

وأضاف أسامة هلال قائلا: «التحقيقات منذ بدايتها قبل ست سنوات تتجاهل ما حدث في الـ48 ساعة التي أعقبت واقعة الاختفاء، رغم أن هذه الساعات هي الفارقة. وعما إذا كانت لديه أي ترجيحات عن احتمال تصفية أخيه ودفنه في مكان ما في الصحراء، قال شقيق هلال: «وجد تكهن بأنه يمكن أن تكون قد تمت تصفيته. لكن لا بد من الكشف عن هذا الأمر وملابساته، حتى نستريح».

ويعتقد أسامة هلال أن اختفاء شقيقه له علاقة على الأرجح بمعارضته منذ وقت مبكر لما كان يعرف في مصر بمشروع توريث الحكم من مبارك لنجله جمال، وأنه لهذا السبب طلب من النائب العام التحقيق مع شخصيات لها علاقة بهذا الملف الذي أطاحت به ثورة 25 يناير.