الحريري من طرابلس: لن نقبل بالإلغاء السياسي

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: ميقاتي يأمل في ولادة حكومته الأسبوع المقبل بعد حل عقدة الداخلية

TT

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، من مقر إقامته في مدينة طرابلس، وهي معقل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، إن فريق 14 آذار «لن يقبل بالإلغاء السياسي». وأشار الحريري في دردشة مع الإعلاميين، إلى أنه «حين يكون هناك سلاح في يد حزب واحد فإن هذا الحزب يمارس الضغط على الشعب اللبناني بما لا يخدم مصلحة لبنان». ودعا من يطالب اليوم بتطبيق اتفاق الطائف بالبدء بأنفسهم وتطبيق المادة الأولى منه والتي تقول بحصرية السلاح في يد الدولة.

وتأتي زيارة الحريري إلى طرابلس، في وقت لا يزال فيه ميقاتي يحاول تشكيل حكومته التي لم تولد بعد رغم مرور نحو شهر ونصف الشهر على تكليفه. وأعلن الحريري أنه لن يشارك بالحكومة، بل سيلعب دور المعارضة. وأكد الحريري أنه ذهب إلى أبعد مراحل التوافق ولا سيما في طرابلس، مشيرا إلى أنه ليس من كسر الجرة مع أي أحد في المدينة وأن الخصومة ليست شخصية مع أي أحد.

وأضاف الحريري: «لم نقم حتى الآن بأي مصالحة وطنية، حتى بعد إقرار الطائف، توقفت الحرب وصدر عفو عام، لكن الناس الذين كانوا يتقاتلون فيما بينهم لم يتصالحوا، واليوم، لا بد من المصالحة والمسامحة بين المواطنين أنفسهم». وأكد أن «الانقسام الحاصل اليوم في البلد ليس بالتأكيد في مصلحة البلد، ونحن قمنا بالمستحيل حتى لا يصل الانقسام إلى ما وصل إليه، لكن حصل ما حصل، لكننا سنعالج الأمور بأسلوبنا، وبخطاب سياسي واضح، لن نقفل الشوارع ولن نحرق الدواليب ولن نقطع الطرق، سنستمر بالمطالبة في مجلس النواب وفي الإعلام، صوتنا سيبقى مرتفعا، والمجتمع المدني سيتحرك ولكن بطريقة سلمية. هذه المعركة تحتاج إلى الوقت وإن شاء الله سنبقى على ثبات وسنكمل الطريق نفسه حتى النهاية».

من جهته، تابع ميقاتي أمس جهود تشكيل الحكومة، والتقى في هذا الإطار كلا من وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل (من كتلة النائب ميشال عون)، والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل. وجرى على مدى نحو ساعتين البحث في موضوع تشكيل الحكومة، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متابعة أن «المجتمعين خرجوا بانطباع جيد وأجواء إيجابية، ستترجم في الساعات المقبلة في ضوء نتائج مزيد من المشاورات المنتظرة بين القوى المعنية داخليا وخارجيا». وأشارت المعلومات إلى أن «اللقاء بحث بالعمق الصيغ الحكومية وحجم كل فريق في أي تركيبة محتملة».

إلى ذلك، كشفت مصادر مواكبة لعملية التأليف، أن «اللقاء الذي جمع الرئيس ميقاتي بالخليلين وباسيل يأتي في إطار تنشيط الاتصالات، ويمكن للقاء (الأمس) أن يضع مسار التأليف على السكة الصحيحة، ويعطي دفعا قويا لمساعي تشكيل الحكومة»، وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرئيس المكلف ما زال يعمل ضمن الوقت المقبول وهو يسعى للخروج بتشكيلة حكومية متوازنة في الأسبوع المقبل، خصوصا بعد أن تمكن من حلحلة العقدة الأصعب وهي حقيبة وزارة الداخلية، وهو ما ترجم بزيارة الوزير (الداخلية في حكومة تصريف الأعمال) زياد بارود إلى النائب ميشال عون، في حين ينصب الجهد الآن على دوزنة التوازنات داخل الحكومة بين القوى السياسية التي رشحت ميقاتي لترؤس الحكومة العتيدة».

وردا على سؤال عن الأسباب التي تحول دون لقاء ميقاتي وعون لتذليل العقبات التي لا تزال ماثلة، أكدت المصادر أن «لا مشكلة بين ميقاتي وعون تستدعي حصول لقاء عاجل بينهما، لأن مسألة تشكيل الحكومة هي عند رئيس الحكومة، وإذا ما عقد (ميقاتي) اجتماعا مع عون أو موفده، يكون كأي اجتماع يعقده مع أي مكون من المكونات الأخرى بهدف التشاور وليس لحل الأزمة»، وتوقعت أن «يكون الخلاف بين رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والنائب عون انتهى بمجرد حل عقدة الداخلية التي على ما يبدو بقيت من حصة الرئيس وفي عهدة الوزير بارود».