المركز الليبي للمعلومات: وسائل إعلام غربية توهم الرأي العام بانتصارات القذافي

تحدث عن تراجع قدرات النظام الليبي في توفير الأموال والوقود

جنود تابعون لنظام القذافي يطلقون النيران من على متن دبابة بالقرب من أجدابيا (رويترز)
TT

انتقد المركز الليبي للمعلومات أمس التقارير التي نشرتها عدة وكالات ووسائل إعلام غربية، وقال المركز، وهو جهة مستقلة تعمل من خارج ليبيا، إن العديد من التقارير التي جرى نشرها من بعض الوكالات الغربية الرئيسية كانت تتضمن إيحاء بتفوق قوات القذافي وقدرته على سحق المعارضة في وقت قريب.

وأضاف التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «الغريب في الأمر أن التقارير لا تشير إلى حقائق موضوعية» على الأرض، ومنها ضعف السيولة المالية التي أصبح يعاني منها نظام القذافي، و«بدأ في تسييل واستعمال أوراق عملة غير مؤهلة قانونيا، بسبب ما يبدو نضوب مدخراته، أو تفكيره في استخدامه على مدى أبعد إذا زادت الظروف سوءا، ولو من خارج السلطة».

وأشار التقرير إلى ما قال إنها حقائق أخرى أغفلتها وسائل الإعلام الغربية عن موقف قوات القذافي، ومنها «عوز الوقود»، وقال إن المعلومات التي تحصل عليها من مصادر مختلفة في ليبيا تفيد بأن نظام القذافي يجبر «سكان طرابلس على التزود بكميات محدودة من الوقود، كما أن السفينة التي تم مصادرتها أمام طبرق بشحنة وقود على طرابلس - ولم تذكر مطلقا في تقارير واحدة من أهم الوكالات الإخبارية الغربية - تكشف عن الحاجة إلى هذا العنصر المهم في الصراع».

وأضاف التقرير أنه و«لمزيد من أهمية الأمر، نذكر أن أهم نقاط إمداد قوات القذافي بالوقود تقع في الزاوية مع العطب في رأس لانوف، وعدم استقرار الوضع ميدانيا في البريقة، مما يكلفه (القذافي) عناء ذلك، وهو ما يظهر في تفجر القتال بشكل غير متواصل لحاجة قوات العقيد إلى التزود بالوقود، وهو ما كان يمكن لأي مراسل محترف ملاحظته في الواقع وعبر تحليل الموقف».

وقال التقرير، الذي ضرب العديد من الأمثلة على تغطية إحدى الوكالات التي تغطي الأحداث العربية وتحظى بالثقة الكبيرة في العالم: «بات من المألوف أن تعتمد تقارير هذه الوكالة حتى في عناوينها على بيانات العقيد القذافي، دون حتى نسبتها (إليه)، فمثلا ومساء الثلاثاء 13 مارس (آذار)، عنونت الوكالة (قوات القذافي تواصل استعادة المدن من أيدي مقاتلي المعارضة) دون ذكر ما هي البلدات التي استرجعتها سابقا، ولا حاليا، ومعروف أنه في يوم 13 لم يسترجع القذافي أي مدينة. وطالما أن تقارير يوم 14 تتحدث عن تقدم قوات القذافي تجاه البريقة، مما يعني أن لا شيء تحقق على الأرض قبل ذلك».

وقال التقرير إن الوكالة لم تهتم بتصحيح نفسها، فـ«عندما تم نشر خبر عن استيلاء القذافي على إجدابيا يوم 15 مارس، لم يصدر أي تصحيح للخبر حتى قرب نهاية يوم 16، وفي وقت متأخر أصبحت الصياغة غامضة، دون معرفة من يسيطر على المدينة، رغم نشر صور في الفضائيات بسيطرة الثوار على أسلحة ودبابات وصور تظهر شوارع المدينة بشكل جلي وواضح».

وأشار التقرير إلى ضعف اعتماد الوكالة على مصادر المعارضة رغم وجود مراسلين لها في المناطق الشرقية من البلاد.. «سوى مقابلة يتيمة مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل وكانت مقتضبة ولكنها تظل عملا يعيد شيئا يسيرا من التوازن لتغطية الوكالة».

وقال مسؤول المركز في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن وسائل الإعلام تعتبر من المصادر الأساسية التي تبني عليها العديد من الدول مواقفها تجاه الأحداث الجارية في ليبيا، وإن الإيحاء بقدرة القذافي على سحق المعارضة يؤخر أي تدخل لمساندة المعارضة من أجل بناء دولة ديمقراطية في ليبيا بدلا من نظام القذافي القمعي.