وزير الصحة: سنقضي على مراجعة أهالي المناطق الصغيرة للكبيرة بمدن طبية متكاملة

الربيعة يؤكد حرص الملك عبد الله على كافة فئات الشعب

TT

جسد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في قرارات ملكية تاريخية، علاقة الحاكم بشعب أحبه من دون قياس، وأخذ الملك على عاتقه مراعاة ما في نفوس أبنائه، عندما يكون داخل وخارج حدود الوطن، متطلعا، وهو على السرير الأبيض، إلى ما يشدو ويرتبط به من علاقة من نوع خاص مع أبناء شعبه، في صورة ترسم درسا لحكام العالم في الارتباط مع شعوبهم.

أمس الجمعة، «جمعة تاريخية»، لم تكن يوما عاديا في حياة السعوديين، كبيرا وصغيرا على حد سواء، أكد ذلك ما عاشوه من فرحة غامرة، تلت كلمة وجهها لهم والدهم عبد الله بن عبد العزيز، أبدى خلالها فخره بشعب أحبه أكثر من ذاته، تجلى ذاك الفخر بوجود صورة كل سعودي، كبر أو صغر في قلبه الكبير، الذي ينبض بحب شعب وضعه أيضا أهم من ذاته في مقياس علاقته بحاكمه العظيم.

القرارات الملكية التي صدرت أمس، راعت بشكل كبير جدا، ما يدور في نفس خادم الحرمين الشريفين من أهمية بالغة في القطاع الصحي المقدم لأبناء شعبه من الدولة. تجلى ذلك بدعم خزينة وزارة الصحة بـ16 مليار ريال (4.2 مليار دولار)، وذلك «لأهمية توفير الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة لأبنائنا وبناتنا، وسعيا منا لأن تعم كافة أرجاء البلاد، واستكمالا لما هو قائم، وتحت الإنشاء من مدن طبية، ومستشفيات تخصصية ومرجعية، ومستشفيات ومراكز طبية، ومراكز للرعاية الصحية الأولية في كافة مناطق المملكة» كما جاء في الكلمة الملكية.

واعتبر الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي، حرص خادم الحرمين الشريفين، على تعزيز خزينة الصحة بهذه المبالغ الضخمة، يجسد حرص القائد على الرعاية المقدمة لأبنائه، لتكتمل مشاريع مدن طبية، من شأنها تقديم الخدمات لجميع أرجاء وأركان الوطن، دون استثناء.

وأكد الربيعة في تصريحات صحافية على حرص الملك عبد الله دوما وأبدا أن تشمل التجهيزات الصحية المقدمة جميع مناطق المملكة، بما فيها المناطق والمدن الصغيرة، لإنهاء مشكلة مراجعة بعض من أهالي المناطق الصغيرة للمناطق الإدارية الكبرى، وهو الأمر الذي «سنقضي عليه قريبا بإذن الله»، بعد فراغ الوزارة من عدد من المشاريع القائمة، والتي تلبي احتياجات مناطق المملكة عبر مدن طبية كبرى تحوي جميع التخصصات الطبية، بمستويات صحية عالية التجهيز، تحاكي المستوى الرابع من الخدمات المقدمة في جميع المدن الطبية القائمة، والتي لا تزال تحت الإنشاء.

ورأى الوزير الربيعة أن القرارات الملكية تأتي من حرص القيادة على أفراد البلاد، وتؤكد في ذات الوقت تلاحم القيادة بالشعب، في بلاد الدين الحنيف والرسالة المحمدية، وتترجم حرص القيادة بكافة شرائح الشعب دون تفرقة في لون أو عرق أو غير ذلك من فروق المستويات البشرية كافة.

وعدد الوزير السعودي في ذكره مدنا طبية قائمة، وأخرى لا تزال تحت الإنشاء، في جميع أرجاء وجهات المملكة، وهي: مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، ومدينة الملك سعود الطبية بالعاصمة الرياض، ومدينة الملك عبد الله في مكة المكرمة، ومدينة الملك عبد الله في جدة، ومدينة الأمير محمد بن عبد العزيز في منطقة الجوف، ومدينة الملك خالد الطبية بالمنطقة الشرقية، ومدينة الملك فهد الطبية بالرياض.

وأكد الوزير الربيعة، الذي هنأ خادم الحرمين الشريفين، والشعب السعودي، بمناسبة نجاح عملية فصل التوأم السيامي الجزائري ليلة أول من أمس، وهو ما يأتي في إطار الرسالة التي تسير وفقها المملكة وتخاطب العالم «مملكة الإنسانية» منذ تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 2005.

واسترجع الوزير السعودي في ذاكرته حديثا دار بينه وبين الملك عبد الله بعد تولي الربيعة حقيبة وزارة الصحة عن مجمع الملك سعود الطبي في الرياض، (الشميسي سابقا)، ونتج عن ذاك الحديث أن أمر الملك في حينها بتحويله إلى مدينة طبية متكاملة، مع إضافة مراكز متخصصة في منظومة المدينة، لتكون منظومة طبية متكاملة تخدم أطرافا من العاصمة.

وزاد الوزير الربيعة في حديثه عن الدعم الملكي للقطاع الصحي، والتي ستصب وستشمل إنشاء مركزين للأورام، والقلب، ومركز وطني للعلوم العصبية، بما مجموعه 850 سريرا إضافيا، ومركز للأبحاث، بالإضافة لمبنى الإدارة، وسكن لمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وبالنسبة لما يتعلق بمدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، ستشهد قيام المستشفى التخصصي، بالإضافة إلى إنشاء مراكز للقلب، وزراعة الأعضاء، والأورام، والعلوم العصبية، ومستشفى للنساء والولادة والأطفال، ومستشفى للعيون، ومستشفى تأهيلي، لتصبح السعة السريرية للمدينة (1500) سرير، و(200) عيادة خارجية، ومختبر مركزي للأبحاث، ومبنى للإدارة، وسكن للمدينة.

وأضاف الربيعة، مبرزا شمول مدينة الملك خالد الطبية بالمنطقة الشرقية بإنشاء مستشفى تخصصي بالدمام، ومستشفى الظهران التخصصي للعيون، ومركز زراعة الأعضاء والأورام، ومراكز للقلب، والعلوم العصبية، ومستشفى تأهيلي، بما مجموعه 1500 سرير، ومركز للأبحاث، و(200) عيادة خارجية، ومبنى للإدارة، وسكن للمدينة.

وروعي في ذات الوقت حصول المدينة الملك فيصل الطبية لخدمة مناطق المملكة الجنوبية، على المبالغ المالية لإنشاء مستشفى تخصصي بأبها، ومراكز للقلب، والعلوم العصبية، والأورام، ومستشفى للعيون، ومستشفى تأهيلي، بما مجموعه (1350) سريرا، ومركزا للأبحاث، و(200) عيادة خارجية، ومبنى للإدارة، وسكن للمدينة.

وخصص لمدينة الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الطبية لخدمة مناطق المملكة الشمالية مبالغ مالية، لتشمل مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالجوف، وإنشاء مراكز للأورام، والقلب، والعلوم العصبية، ومستشفى للعيون، ومستشفى تأهيلي ليصبح إجماليها (1000) سرير، و(200) عيادة خارجية، ومبنى للإدارة، وسكن للمدينة.

وأكد وزير الصحة السعودي إنشاء مراكز للعناية المركزة في المدن الطبية والمستشفيات التخصصية والمرجعية في عدد من مدن المملكة، بالإضافة إلى استكمال منشآت في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض.

واشتملت القرارات الملكية، على رفع الحد الأعلى في برنامج «تمويل المستشفيات الخاصة» في وزارة المالية من 50 مليون ريال إلى 200 مليون ريال. وعد الوزير الربيعة رفع سقف الدعم ينبثق من كون القطاع الصحي الخاص، يأتي مكملا للقطاع الطبي الحكومي، مؤكدا الحرص على نمو القطاع الطبي الخاص، ليس على الجانب المحلي فقط، بل سيبلغ لأعلى من ذلك عبر بلوغه المستوى العالمي، كون وزارة الصحة تراعي الاستثمار في الإنسان، من خلال حرصها على برامج التدريب والابتعاث، وإكمال نمو هذا الجانب ما ينشأ من مراكز تتبع له، تحاكي جميع الخدمات في جميع مناطق المملكة.

وأفصح الربيعة عن وجود 400 مركز صحي تحت الإنشاء، و450 مركزا للرعاية الصحية الأولية، ليصل عددها عقب الفراغ من تلك المشاريع إلى أكثر من 3 آلاف مركز للرعاية الصحية في كل حي في مناطق المملكة، وتراعي مستوياتها جميع الاختصاصات لتحقيق اكتفاء ذاتي في جميع المناطق.

وقطع الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة بأن وزارة الصحة من هذا اليوم (السبت)، الذي يلي صدور القرارات بساعات، ستبدأ العمل على متابعة المشاريع القائمة والتي لا تزال تحت الإنشاء، والبدء في اجتماعات عاجلة للبحث والسعي لترسية مشاريع ستدخل حيز التنفيذ بشكل عاجل لتنفيذ الأمر الملكي الكريم بأسرع وقت ممكن.

ومن جانبه، اعتبر الدكتور حسن الخضيري، المستشار بوزارة الصحة، القرارات الملكية غير مستغربة على خادم الحرمين الشريفين، الأب الحنون والحريص على مصلحة شعبه، وهو الذي دوما يعطي الغالي والنفيس من أجل الشعب، ومن أجل رفاهية الشعب.

وأشار إلى أن الإنجازات الصحية مستمرة منذ نحو 6 سنوات، شهدت تطورات واسعة وكبيرة، مشيرا إلى أن دعم 16 مليار ريال ودعم الطب الخاص 200 مليون بدلا من 50 مليونا، هي لبنة تضاف إلى البناء الشامخ الذي أشرف عليه خادم الحرمين الشريفين في عهده.

وأضاف الخضيري: «نتمنى من الله أن نكون، نحن العاملين في القطاع الصحي، قادرين على تحمل المسؤولية، وعلى قدر من الأهلية لننفذ ما أمر به خادم الحرمين الشريفين، ونحقق أمانيه ورغبته في رفاهية الشعب السعودي».

ومن ناحيته، أكد الدكتور محسن طبيقي، مدير عام صحة جازان، أن القرارات الملكية تنطلق من اهتمام القيادة العليا بصحة المواطن بجميع مستوياتها العامة والتخصصية، وإيصال الخدمة الصحية المتخصصة والشاملة إلى جميع أفراد المجتمع أينما كانوا في السعودية.

وأضاف أن «إيمان القيادة الحكيمة بتعزيز الخدمات الصحية كان منطلقا لهذه الأوامر الملكية، التي تعد مكملة لأي نقص، وتترجم وجود حرص مباشر من خادم الحرمين الشريفين بأن ينعم المواطن بخدمة صحية تخصصية في منطقته وبأعلى مستويات الجودة».

وأكد أن قرار خادم الحرمين الشريفين يسهم في تنشيط وقيام مؤسسات صحية خاصة، تكون شريكة للخدمات الصحية العامة، وتقدم خدمات صحية تخصصية عالية الجودة، وتسهم في تسريع إنشاء مستشفيات خاصة في المناطق ذات الحاجة.

من جهته، قال البروفسور أمين سراج، مدير عام مستشفى بقشان بجدة، «إن القرارات جيدة وتصب في صالح المواطن، وتخدم أيضا التنظيمات المستقبلية للتأمينات الصحية والتأمين الصحي التعاوني».

وحول رفع الحد الأعلى في برنامج تمويل المستشفيات الخاصة، قال سراج: «يخدم بشكل كبير المستشفيات، وينمي القطاع الصحي لمستشفيات الخاصة»، مشيرا إلى أن المستشفيات الخاصة مكملة للمستشفيات الحكومية وخاصة أنه في المدن الرئيسية يحمل عبء كبير للمستشفيات الحكومية.