مصادر عسكرية أميركية: تقسيم ليبيا جوا ووقف إمدادات قوات القذافي المتقدمة

الكخيا لـ«الشرق الأوسط»: أوباما تأخر والفضل لفرنسا

TT

قالت مصادر عسكرية أميركية إن جنرالات حلف الناتو وضعوا خطة لتقسيم ليبيا إلى قسمين من الجو، لأن قرار مجلس الأمن يمنع نزول أي قوات أجنبية. وإن التركيز سيكون على بنغازي كمركز للقسم الشرقي. وإنهم فضلوا ذلك على خطة أخرى بالبداية بضرب العاصمة طرابلس. وإن هناك 3 أهداف وراء خطة التقسيم من الجو:

أولا: مساعدة الثوار قبل أن تصل قوات القذافي إلى بنغازي.

ثانيا: سهولة نقل الأسلحة من مصر إلى شرق ليبيا.

ثالثا: سهولة قطع خطوط الإمدادات، ومنع القوات الليبية المتقدمة من الحصول على إمدادات من طرابلس.

وقالت هذه المصادر إن الطائرات الغربية سوف تستهدف أولا طائرات القذافي ومدافعه المضادة للطائرات ومراكز الاتصالات والسيطرة العسكرية. وإن استهداف الدبابات والمصفحات لن يكن هدفا رئيسيا «بسبب التركيز على تنظيف الأجواء»، لكنه لا بد أن يأتي في وقت لاحق.

وقالت المصادر إن القذافي عنده 30 مركز صواريخ مضادة للطائرات، أغلبيتها على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وصواريخ أخرى يصل مداها إلى مائتي ميل تقريبا. و15 محطة رادار للإنذار المبكر.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الرئيس باراك أوباما لم يوقع على أمر جمهوري باستعمال القوة. وإنه لا بد أن يفعل ذلك، ولا بد أن يبلغ الكونغرس، حسب القانون الأميركي.

من جهته قال د. منصور الكخيا، ليبي معارض وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس، إن الرئيس أوباما «تأخر شهرا كاملا». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفرنسيين والبريطانيين قاموا بمبادرة تاريخية. وأن الفضل يعود إليهم. وقال الكخيا إن الإدارة الأميركية كانت تعلم أن القذافي بدأ يستعين بمرتزقة من تشاد ومالي ودول أفريقية أخرى. وقال إن هناك تناقضا في الموقف الأميركي لأن أوباما قال إن القذافي يجب أن يرحل، ثم لم يعلن كيف سيحدث ذلك.

وقال إن الضغوط الأوروبية على أوباما، وخاصة فرنسا وبريطانيا، هي التي جعلته يغير موقفه. وقال الكخيا إن أوباما ربما لم يكن يعارض التدخل العسكري من البداية، لكنه لم يكن معه أيضا، وكان مترددا لفترة طويلة.

وتوقع الكخيا أن يهرب كثير من الضباط والجنود العسكريين الليبيين من قوات القذافي بعد قرار مجلس الأمن. وقال: «حتى قبل صدور القرار، هربت كميات كبيرة لأنهم لا يحسون برابط شخصي أو عقائدي بينهم والقذافي. لهذا، استأجر القذافي مرتزقة أجانب».

وقال الكخيا إنه هرب من ليبيا قبل 30 سنة، بعد أن شهد أعمالا وحشية قامت بها حكومة القذافي. وقال إن القذافي قتل شقيقه. وحاول أن يقتله 3 مرات. وحتى خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن بدأ يتحدث في التلفزيون الأميركي ضد القذافي، قال إنه تلقى تهديدات.

وإذا كان الكخيا انتقد أوباما لأنه تردد ولم يغير رأيه إلا مؤخرا، انتقد أكثر رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني. وقال إنه «بلا أخلاق لأنه أرسل أسلحة إلى القذافي لمواجهة الثوار».

إلى ذلك قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن قرار الجامعة العربية يوم السبت، الذي أشار إليه قرار مجلس الأمن، بالتدخل العسكري في ليبيا «قدم الغطاء السياسي لتصويت حاسم من جانب الدول الغربية التي كانت قلقة من التدخل عسكريا من دون تفويض واسع النطاق إقليميا ودوليا».

وأشارت الصحيفة إلى حدوث مشاورات وراء الكواليس في مبنى الأمم المتحدة قبيل تصويت مجلس الأمن، وقالت إن السفير اللبناني في الأمم المتحدة، نواف سلام، «لعب دورا قياديا» في صياغة وتعميم مشروع القرار.

وأوضحت أن مندوبي الإمارات العربية المتحدة وقطر اشتركا في اتصالات داخل مبنى الأمم المتحدة بهدف إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأنهما، ودول عربية أخرى، سوف تشتركان في تنفيذ قرار المجلس. وأن قطر بالذات لعبت دورا كبيرا في تأييد ثوار ليبيا «منذ أول أيام الانتفاضة. وأن الثوار، من جانبهم، أشادوا منذ البداية بالتأييد القطري».

وأعلن تلفزيون «فوكس» أن استفتاء شعبيا أجراه أوضح أنه على الرغم من اعتقادهم بأن الولايات المتحدة يجب أن تعزز الديمقراطية دائما، فإن معظم الأميركيين لا يريدون إرسال قواتهم العسكرية إلى ليبيا. وأن 60% قالوا «نعم» لجملة أن «الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية يجب أن يكون دائما تعزيز الديمقراطية».

في نفس الوقت، قالت نسبة 65% إنها تعارض التورط العسكري الأميركي في ليبيا. ولا تختلف هذه المواقف كثيرا بسبب الانتماءات الحزبية. وذلك لأن نسبة 70% من الديمقراطيين ونفس النسبة من المستقلين عارضت التدخل العسكري. وعارضته نسبة 60% من الجمهوريين.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الجمهوريين وخاصة الجناح المحافظ أكثر حماسا للتدخل العسكري بهدف نشر مبادئ الحرية والديمقراطية الأميركية.

وانقسم الأميركيون حول تقييمهم لأداء الرئيس أوباما نحو ليبيا، منذ بداية الثورة هناك. وقالت نسبة 40% تقريبا أنه كان صائبا، وقالت نسبة 30% تقريبا إنه أخطأ، وقالت نسبة 20%، وهي نسبة كبيرة، إنها ليست متأكدة. وفي إجابة على سؤال عن مساعدة الدول التي تحكمها حكومات مستبدة لأن هذه الحكومات صديقة للولايات المتحدة، قالت نسبة 20% إنها تؤيد ذلك. لكن قالت نسبة 70% إنها ضد ذلك. وإن تنفيذ مبادئ الحرية والديمقراطية الأميركية تعلو على الصداقات والتحالفات. ولم تحدد نسبة 10% موقفا معينا.

وظهر انقسام في الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين حول قرار مجلس الأمن. وبينما كان السيناتور جون كيري (ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس) دعا إلى «عمل قوي قبل فوات الأوان»، حذر السيناتور رتشارد لوغار (جمهوري من ولاية إنديانا) من «خطر تورط عسكري يمكن أن يتضاعف».

وقال لوغار إنه سيكون حريصا على استجواب وزير الدفاع عندما يأتي إلى الكونغرس لطلب التفويض للاشتراك في تنفيذ قرار الأمم المتحدة. وكان السيناتوران جوزيف ليبرمان (مستقل من ولاية كونيتيكات) وجون ماكين (جمهوري من ولاية اريزونا) أصدرا بيانا مشتركا، قبل قرار مجلس الأمن، دعيا فيه أوباما إلى اتخاذ «إجراءات ملموسة» ضد نظام القذافي «قبل فوات الأوان».