المتحدث السابق باسم «إخوان الغرب» لـ«الشرق الأوسط»: ذهبت لطهران مرتين.. ومن أشد المعجبين بخامنئي ونجاد

جماعة الإخوان تؤكد أن الهلباوي مفكر وباحث يمثل نفسه.. وترفض أي تدخل خارجي

كمال الهلباوي
TT

قال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم «إخوان أوروبا»، والتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين في الغرب، إنه سافر إلى طهران مرتين في فبراير (شباط) الماضي، أولاهما للمشاركة في أعمال مؤتمر «الدعوة إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية»، بدعوة خاصة من الشيخ محمد علي تسخيري، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والثانية لإلقاء محاضرة في جامعة طهران حول «مستقبل الإخوان المسلمين».

وأضاف الهلباوي مؤسس «الرابطة الإسلامية» في بريطانيا، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، ردا على ظهور أشرطة فيديو له صورت في طهران بحضرة الإمام خامنئي وأحمدي نجاد، رئيس الجمهورية، إنه «من أشد المعجبين بشخصيتيهما، لبساطتهما وأمانتهما وشجاعتهما، لأن ما يقولانه في طهران يقولانه أيضا في نيويورك، أي ما يتحدثان به في الداخل يقولانه أيضا في الخارج، مع الأعداء والأحباب على حد سواء». وشدد على أن الشجاعة التي يتحلى بها قادة إيران خاصة قائد الثورة خامنئي يضرب بها المثل.

لكن جماعة الإخوان المسلمين في مصر نفت مسؤوليتها عن هذه التصريحات. وقالت إن الهلباوي هو باحث ومفكر لا يمثل إلا نفسه، ولا يتحدث باسم الجماعة، وأكدت أنها ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون المصرية.

وأوضح الهلباوي، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الإسلامي الأوروبي «ذهبت وشاركت في المؤتمر لمدة ثلاثة أيام كباحث ودارس أكاديمي وكأمين عام منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا، ولم أكن أمثل الإخوان المسلمين في الداخل أو الخارج، ولا أزعم أنني أمثلهم منذ عام 1997، وهي سنة استقالتي من مكتب إرشاد (الإخوان)، ومن منصب المتحدث الرسمي باسم (الإخوان) في الغرب».

وأوضح الهلباوي بقوله «لقد كان المؤتمر حاشدا، وحضره 600 عالم إسلامي من جميع أنحاء العالم، ومن ممثلي القيادات الإسلامية، ومن جنوب أفريقيا حتى أميركا، ومن دول أوروبا الغربية حتى اليابان، وكانت الموضوعات التي بحثها المشاركون متنوعة وفي جميع الاتجاهات، وتهدف إلى التقريب بين المذاهب، وتدعو إلى الوحدة الإسلامية.

وعرضت إحدى القنوات الفضائية أول من أمس تصريحات مسجلة للدكتور كمال الهلباوي، قال فيها إن الجمهورية الإسلامية في إيران وقياداتها، الإمامين الخميني وخامنئي، تعد نموذجا للوقوف أمام الهيمنة الغربية، ونموذجا للأمة الإسلامية لكي تنهض. وأكد «اننا تعلمنا من الإمام الخميني كما تعلمنا من الإمام حسن البنا وسيد قطب رحمة الله عليهم». وتمنى الهلباوي أن تكون «الجمهورية الإسلامية في إيران نموذج يحتذى به في كل شيء، في العدل وفي جمع السنة والشيعية، وفي حقوق الإنسان واحترام كل البشرية وقيادتها».

وقال إنه ليست هناك أسرار «فقد ذهبت إلى طهران أيضا من قبل للمشاركة في مؤتمر فكري إسلامي عام 2009». وحول كلماته التي ألقاها في طهران، قال «بالإضافة إلى شكر الداعين للمؤتمر وشكر الدولة المضيفة، كنت أحاول أن أقنع الحضور بمشروع أن تتبنى الأمة الإسلامية والحركات الإسلامية نظاما عالميا جديدا، يدعو إلى العدالة والديمقراطية الحق، والمساواة بين الأفراد، والقضاء على الإرهاب بين الدول والأفراد، والقضاء على الاحتلال، وإعادة الحقوق إلى أهلها في فلسطين وغيرها». وأشار إلى أن انتفاضة الشعب المصري ضد الرئيس المتنحي حسني مبارك والثورات الشعبية التي شهدتها بعض دول المنطقة تؤكد أن هذه الثورات خلقت أجواء تبعث على التفاؤل في تشكيل حكومات شعبية بالمنطقة.

وأكد القيادي الإخواني السابق أن جماعة الإخوان كانت ولا تزال تؤدي دورها في الساحة المصرية سواء قبل ثورة الشعب المصري أو بعدها، معتبرا إياها أكثر التنظيمات الإسلامية نفوذا وحراكا في مصر. وأوضح أن «الإخوان» كانوا في عهد حكومة الرئيس المخلوع مبارك التيار السياسي الرئيسي المعارض للنظام، مؤكدا أن الجماعة واصلت أداء دورها بعد ثورة الشعب المصري، حيث تعتبر في الوقت الحاضر وزنا لدى الأوساط السياسية. وأوضح الهلباوي أن الثورات الحالية قامت ضد الظلم والديكتاتوريات والفساد، واعتبرها خطوة مهمة على طريق حركة المجتمع باتجاه الديمقراطية وإرساء النظام المدني. وأشار إلى أن «الإخوان» تربطهم علاقات دائمة وجيدة مع الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني، موضحا أن التأثيرات المباركة للثورة الإسلامية كانت واسعة النطاق وقد شملت العالم أجمع.

واعتبر أن مصر لها ظروفها الخاصة، مشيرا إلى أن «الثورة المصرية الحالية أطلقها الشباب من دون أن يكون لهم قائد معين، كما أن علماء الدين لم يكن لهم دور في هذه الثورة»، مشيرا إلى خروجه في عهد نظام الرئيس السابق حسني مبارك في عام 1988 من مصر، ومؤكدا أنه عاش الأعوام الأولى في أفغانستان وباكستان، التي عمل فيها إلى جانب نائب أمير الجماعة الإسلامية في باكستان خورشيد أحمد نايب، وأكد أنه ساعده في دراساته حول المسلمين.

وكشف الهلباوي أن نظام مبارك كان يعارض بشدة سفر أعضاء الإخوان المسلمين إلى كل من باكستان وأفغانستان لممارسة النشاط الإسلامي في هذين البلدين، مشددا على أن هذا النظام كان يعتقل من يعود من البلدين المذكورين ويمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب. وأوضح أن الرئيس السابق مبارك كان يخشى من دخول ثقافة الثورة والجهاد إلى مصر مع أولئك العائدين حينذاك من أفغانستان إلى البلاد.

وأثارت تصريحات الهلباوي هذه جدلا كبيرا حول دور جماعة الإخوان وموقفها من التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، خاصة بعد تصريحات أخرى له نقلتها عنه مواقع إيرانية قال فيها «إن الشعب المصري رحب بتصريحات قائد الثورة الإسلامية الإيرانية بخصوص الثورة المصرية، وكانت هذه التصريحات جميلة وعظيمة للغاية وكان لها دور مؤثر جدا في شحذ همم الشباب المصري». وقال أيضا «إن كلمات الإمام خامنئي بخصوص الثورة المصرية أنارت الدرب أمام الثورة». وأكد أن جماعة الإخوان تلقت تصريحات قائد الثورة الإسلامية باهتمام كما كانت تتلقى باهتمام أيضا تصريحات الإمام الخميني الراحل وتستفيد منها.

وعقب الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، على هذه التصريحات، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن الهلباوي مفكر كبير وباحث محترم، لكنه يمثل نفسه فقط، مشددا على أن مواقف الجماعة لا تؤخذ إلا من المرشد العام الدكتور محمد بديع أو من المتحدثين باسمها.

وحول إشادة الهلباوي بتصريحات مرشد إيران بخصوص الثورة المصرية، قال العريان إن جماعة الإخوان رفضت قبل ذلك هذه التصريحات الإيرانية، وأكدت أنها «غير مقبولة»، مشددا على أن الجماعة لا تقبل أي تدخل خارجي في الشؤون المصرية. وأوضح العريان أن الثورة في مصر كانت وستظل ثورة قومية قامت بها القوى الوطنية.