الأحمد لــ«الشرق الأوسط»: لم نتلق حتى الآن موافقة رسمية من حماس على مبادرة أبو مازن

قال إن الرئيس أعطى تعليماته للبدء بالترتيبات مع الإسرائيليين وبعث بقادة حرسه إلى غزة

TT

أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وقبل أن يغادر رام الله أمس إلى عمان تمهيدا لبدء زيارة لموسكو والمجر بعد غد الاثنين، مساعديه باتخاذ الإجراءات اللازمة الإدارية منها والفنية، حتى تكون الأمور جاهزة لزيارة قطاع غزة «فور تلقينا من حركة حماس وحكومتها، ردها الرسمي» على مبادرة الرئيس.

قال ذلك عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي لـ«الشرق الأوسط». ولكن الأحمد أضاف: «إن حماس لم تصدر حتى الآن موافقة واضحة على مبادرة الرئيس أبو مازن، وإن كل ما صدر عنها إلى الآن ليس موافقة وإنما تصريحات من ناطقين إعلاميين لا جهة قيادية من حماس.. وربطوها بقضايا لا علاقة لها بها». وأضاف: «ومبادرة الرئيس واضحة ولا لبس فيها.. وليست بحاجة إلى تحضير سياسي.. وليست بحاجة إلى أي حوارات. وحتى عندما يذهب إلى غزة، فلن يكون هناك أي حوارات حول أي موضوع أو ملف.. وإنما سيتركز النقاش حول تشكيل حكومة من شخصيات مهنية ومستقلة.. ومعنى تشكيل الحكومة هو تشييع الانقسام وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.. هذه بالضبط هي مبادرة الرئيس أبو مازن.. يعني لا تسمح بفتح أي حوارات حول أي ملفات».

وبناء على ذلك قال الأحمد: «إن أبو مازن وفي حال تلقيه موافقة حماس الرسمية فإنه سيتوجه إلى قطاع غزة».

ونفى الأحمد أن يكون الرئيس قد أرسل وفدا قياديا إلى غزة، كما قال نمر حماد أحد مستشاري أبو مازن، موضحا أن الرئيس أوفد فقط قائد أمن الرئيس وقائد حرس الرئاسة لا غير.. «لأنه ليست هناك حاجة لترتيبات سياسية بل إدارية وأمنية، حتى تكون الأمور جاهزة». وتابع القول: «إن كل ما يشاع عن وجود وفود واتصالات لا صحة له على الإطلاق.. في اللحظة التي تقول فيها حماس نعم (لمبادرة الرئيس) سيتم التحرك في اليوم التالي، لأننا في عجلة من أمرنا.. ونريد أن ننتهي من دوامة الانقسام.. لذا نقوم بالإجراءات الإدارية والفنية والأمنية التي يتعلق جزء منها بالجانب الإسرائيلي».

واستطرد موضحا: «المعروف أن الدخول إلى قطاع غزة عبر حاجز ايريز (بيت حانون)، بحاجة إلى إجراءات وترتيبات مع الجانب الإسرائيلي، لذلك كلف الرئيس أبو مازن مسؤول الشؤون المدنية الأخ حسين الشيخ، للبدء في الاتصالات اللازمة مع الجانب الإسرائيلي بخصوص تحرك الرئيس (من رام الله إلى إيريز عبر الأراضي الإسرائيلية)».

وزاد الأحمد على ذلك بقوله إن الرئيس طلب منه التوجه إلى القاهرة لإطلاع الأشقاء العرب على مبادرته. وقال: «إن الرئيس طلب مني التوجه إلى القاهرة، وسأغادر غدا (اليوم) وذلك لإطلاع القيادة المصرية وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية التي رحبت بالمبادرة بدقة وطلب مساندتهم لتسهيل نجاح المبادرة وإنهاء الانقسام».

وردا على انزعاج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من مبادرة أبو مازن واحتمال رأب الصدع الفلسطيني وتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قال الأحمد «الشيء الطبيعي أن ينزعج الإسرائيليون فهم الذين خططوا عبر مخطط (رئيس الوزراء الأسبق آرييل) شارون للانسحاب أو كما يسمونه إعادة الانتشار، من غزة، الأحادي الجانب، وهم الذين يريدون الإبقاء على الانشقاق الفلسطيني لأن في ذلك مصلحة لهم».

وطرح أبو مازن مبادرته يوم الأربعاء الماضي خلال كلمة افتتاح اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ردا على دعوة من رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية الذي انتهز المظاهرات الداعية لإنهاء الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، إلى أبو مازن لزيارة القطاع واستغلال الزخم الشعبي وإتمام المصالحة الوطنية.

وطلب أبو مازن من هنية إجراء الترتيبات اللازمة للزيارة بالتفاهم مع الفصائل وفعاليات الشعب الفلسطيني الأخرى في القطاع والخروج معهم لاستقباله عند معبر بيت حانون خلال أيام.