نتنياهو يتوجه للأميركيين والألمان لمنع المصالحة الفلسطينية.. ويلمح إلى «إجراءات عقابية»

شارحا مدى خطورتها على عملية السلام

TT

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومساعدوه إلى إفشال المساعي للمصالحة الفلسطينية الداخلية. وقالت مصادر عليمة في تل أبيب إنه توجه إلى الأميركيين والألمان وغيرهم من المسؤولين في دول الغرب، شارحا «مدى خطورة هذه المصالحة على عملية السلام»، وطالبا التدخل لمنع تحقيقها. وأضافت أن نتنياهو راح يلمح إلى أنه سيتخذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية وحركة حماس إذا ما شكلت حكومة الوحدة الوطنية التي يقترحها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن).

وجاء موقف نتنياهو هذا في أعقاب التطورات المتلاحقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ أن خرج الفلسطينيون بجماهيريهم إلى الشوارع في مظاهرات واعتصامات تحت الشعار: «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، وتجاوب الرئيس عباس معها بإعلانه أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير أنه مستعد للتوجه إلى غزة في اليوم التالي. وتبين أن طاقم نتنياهو تابع هذه التطورات بدقة. وفي البداية، اعتقد أن الأمر مجرد كلام، خصوصا بعد أن تعرض المتظاهرون في قطاع غزة للضرب بالهراوات. وأعرب مساعدو نتنياهو عن اعتقادهم أن قيادة حماس في دمشق سوف تجهض جهود المصالحة. ولكن، عندما أعلن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية عن ترحيبه بالرئيس عباس وبدأت إجراءات عملية لترتيب زيارته، أدرك نتنياهو أن المساعي جدية، فأطلق حملته لمنعها.

وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن نتنياهو كلف رئيس وفد المفاوضات مع الفلسطينيين، يتسحاق مولخو، والمستشار رون دريمر، إجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين وغيرهم من المسؤولين في دول الغرب ليمارسوا الضغوط على عباس ليمتنع عن زيارة غزة ويوقف جهود المصالحة. وأنه طرح الموضوع على مساعدي المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وأنه ينوي إجراء عدة مكالمات مع زعماء في المنطقة والعالم لكي ينضموا هم أيضا إلى هذه الضغوط. وقالت الصحيفة إن نتنياهو يعتمد في محاولاته هذه على ادعاء أن «حماس تدعو إلى إبادة إسرائيل، ولا يعقل أن نتفاوض للسلام مع من يتحالف معها». ويرى أن إقدام السلطة الفلسطينية على هذه المصالحة هو «إعلان نوايا منها، مفاده أنهم ليسوا معنيين بمفاوضات سلمية»، ويهدد بإجراءات ضد السلطة الفلسطينية على الأرض، بوقف التنسيق الأمني (مما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى عمليات اجتياح للأراضي الفلسطينية ودخول المدن)، وإعادة نصب الحواجز العسكرية لتقييد تنقلات الفلسطينيين بحجة الأمن وتضييق الخناق على الاقتصاد الفلسطيني وغير ذلك.

وتطرق نتنياهو إلى هذا الموضوع، أمس، خلال لقاء مع شبكة التلفزيون الأميركي «سي إن إن»، إذ قال صراحة إنه يعارض هذه المصالحة. ورد على استغراب المذيع بالقول: «كيف يمكن لعباس أن يعيش بسلام مع أسرائيل وفي الوقت نفسه مع حماس، التي تريد إبادة اسرائيل؟».

والجدير بالذكر أن نتنياهو يحاول إجهاض مفاوضات السلام مع الفلسطينيين طيلة سنتين، ولكنه في الأسبوع الأخير، يحاول استغلال أوضاع فلسطينية لتبرير موقفه للتهرب من هذه المفاوضات. فقد استغل عملية القتل البشعة التي عرضت لها عائلة يهودية في مستوطنة إيتمار قرب نابلس، وقتل فيها خمسة أفراد من عائلة واحدة، الأم والأب وثلاثة أطفال. وكشف أمس أن المساعدة السابقة في مكتب نتنياهو، أييلت شكيد، قادت حملة لنشر صور الأطفال القتلى وأشقائهم الثلاثة الذين بقوا يتامى وكبراهم طفلة في الثانية عشرة، بعشرات ألوف النسخ في العالم من أجل التحريض على الشعب الفلسطيني كله، بالقول إنهم «يتكلمون بالإنجليزية بلغة سلام ويمارسون على الأرض لغة قتل الأطقال العربية». وتتضمن هذه الحملة أفلاما دعائية تظهر المستوطنين اليهود «أناسا حضاريين يأتون بالخير على المناطق الفلسطينية» مقابل «الفلسطينيين المتخلفين الذين يقمعون المرأة ويعيشون في عفن وبلا نظام». وتقوم شكيد، برئاسة منظمة استيطانية كبيرة، لا يعرف مصدر تمويلها، تبث دعايات ضد العالم العربي عموما وضد الفلسطينيين بشكل خاص. وحسب الناطق بلسانها، فإن نحو 30 ألف شخص من جميع أنحاء العالم، تضامنوا مع أهدافها كما وردت في الـ«فيس بوك».

كما أن نتنياهو استغل في هذا الأسبوع مزاعم حول محاولة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من إيران، بواسطة سفينة فكتوريا الألمانية، التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية في عرض البحر. ويحاول نتنياهو اليوم الترويج ضد الفلسطينيين، مستغلا العداء الغربي لحركة حماس وأسالبيها.