اعتصامات «إنهاء الانقسام» تتواصل في الضفة.. وحماس تقمعها في غزة

شبان لـ «الشرق الأوسط»: نحن هنا حتى تتحقق المصالحة

TT

يواصل مئات الشبان الفلسطينيين الاعتصام في ساحات مفتوحة في المدن الرئيسية في الضفة الغربية مطالبين بإنهاء الانقسام، بينما تواصل حركة حماس الفض بالقوة لكل التجمعات المماثلة في غزة بذريعة الحفاظ على الأمن.

ومنذ 15 مارس (آذار) الجاري حين خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة وغزة في مظاهرات يطالبون بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، اختار المئات منهم المبيت في خيم في الساحات الرئيسية في رام الله ونابلس وبيت لحم، وفي ساحة الكتيبة في غزة.

وفي حين سمحت السلطة لمثل هذه التجمعات في الضفة بل وطلب أبو مازن شخصيا من وزير الداخلية عدم التعرض إلى أي منهم حتى لو قطعوا صوره وداسوا عليها، كما طلب من حرس الرئاسة تقديم يد العون له وتزويدهم بالأطعمة، قامت حماس بمنع استمرار الاعتصامات في غزة، ومهاجمة المعتصمين وفضت اعتصامهم بالقوة في ساحة الكتيبة، وعادت وفضت مسيرات خرجت في اليومين الأخيرين لنفس الغرض.

وفي ساحة كنيسة المهد في بيت لحم، يواصل عشرات الشبان ومتضامنون أجانب، اعتصامهم، مطالبين بإنهاء الانقسام، وانتصر هؤلاء في مشادة سابقة مع قيادة الشرطة في المدنية عندما حاولت رفع الخيمة من الساحة الرئيسية للمدينة السياحية، قبل أن تأتي أوامر عليا بإبقائها، فبقيت.

وقال طارق، أحد قادة الحراك الشبابي في المدينة، والمعتصم في ساحة كنيسة المهد، لـ«الشرق الأوسط»: «مطلبنا واحد ووحيد، إنهاء الانقسام، ونحن هنا من أجل تحقيق ذلك».

وينام طارق مع رفاقه في الخيمة الكبيرة منذ 15 مارس. ويتزايد عدد المعتصمين يوميا. ويلقى هؤلاء تعاطفا كبيرا من شرائح المجتمع التي أخذت توفر لهم الطعام الشراب والفواكه حتى، ومن بين الذين عرضوا تقديم وجبات الطعام لهم، الأجهزة الأمنية نفسها.

وينوي طارق ورفاقه مواصلة الإضراب حتى إنهاء الانقسام، ورغم أنهم وجدوا في مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالذهاب إلى غزة خطوة متقدمة نحو هذا الهدف، فإنهم مصرون على البقاء حتى يتحقق ذلك. وقال طارق: «سنبقى إلى حين يذهب الرئيس إلى غزة ويتفق مع حماس».

ومثل هؤلاء يعتصم عشرات في رام الله ونابلس، ينامون يوميا في الساحات العامة، رافعين شعارات: «الشعب يريد إنهاء الانقسام».

ويصل يوميا عشرات المسؤولين ورجال الدين لزيارة هذه الخيام، ويتناقشون عم الشبان. وحسب قادة 15 مارس فكان يفترض أن يعتصم آخرون في قطاع غزة بنفس الطريقة، لكن حماس منعتهم بالقوة.

وقال سليم الهندي، احد قادة الحراك الشبابي في غزة، لـ«الشرق الأوسط»: «الاعتصام كان سلميا من الدرجة الأولى، ولم يحسب على أحد كما حاول البعض أن يروج له. وما زلنا لا نفهم القسوة التي تعاملت بها الشرطة مع المعتصمين، في الوقت الذي أمرت فيه الحكومة هنا بحماية المعتصمين وعدم الاعتداء على أحد».

وأكد الهندي أن القوة التي واجهت بها الشرطة المعتصمين لن تقابل بالتراجع، وقال: «نحن سننظم اعتصامات أخرى، نحن لسنا ضد طرف لحساب آخر. إننا نناديهم معا لإنهاء الانقسام الذي دمر كل مقومات صمود شعبنا وأضر بالقضية الفلسطينية والنسيج الاجتماعي».

ولم تسمح شرطة حماس بتنظيم أي مظاهرات بعد 15 مارس، وتسبب ذلك في مواجهات مختلفة كان آخرها المواجهات التي اندلعت أول من أمس، أمام مقر وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» بعدما هاجمت الشرطة اعتصاما هناك، مما اضطر نحو 15 شابا إلى الاعتصام داخل المقر.

وانتهت أمس هذه الأزمة، بعد تدخل عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني لدى وزارة الداخلية المقالة بغزة التي تعهدت بعدم اعتقال الشبان بعد مغادرتهم المقر.

وتتهم حماس فتح بمحاولة إحداث فوضى في غزة عبر هذه الاعتصامات، وقال مصدر أمني في غزة إن جزءا من الحراك الشبابي لإنهاء الانقسام، هو «مخطط فتحاوي» لإعادة الفوضى والفلتان الأمني إلى قطاع غزة، وذلك بمساعدة بعض قوى اليسار «التي شكلت الغطاء» لتنفيذ نشطاء فتح لهذا المخطط. لكن الشبان الناشطون نفوا هذه التهم، وقالوا إن التجمع ليس محسوبا على أي طرف بالمطلق. وأكد الهندي أن الشبان حريصون على عدم إحداث الفوضى، بل يحاربونها ويقفون ضدها.