الحريري: أدعو الشيعة العرب إلى «الوقوف معنا إلى جانب الدولة»

توج زيارته لطرابلس بمهرجان شعبي حاشد وصعّد من حملته ضد سلاح حزب الله

سعد الحريري يتسلم باقة ورد من فتاة خلال مشاركته في مهرجان شعبي حاشد في مدينة طرابلس أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

صعد رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم تيار «المستقبل» اللبناني سعد الحريري حملته على سلاح حزب الله، مكررا رفضه لما سماه «وصاية هذا السلاح»، متوجها إلى أهالي الشمال اللبناني بتأكيد ثقته بأنهم لن يدعوا الاستقواء بالسلاح «يقرر مصير وطنكم ويكرس وصاية السلاح ويلغي العدالة ويطمس الحقيقة، وينقل لبنان إلى محور إقليمي لا هدف له إلا الاضطرابات وتغيير روح ميثاقنا الوطني المكرس في الطائف».

وكان الحريري يتحدث خلال مهرجان شعبي حاشد في مدينة طرابلس بحضور عشرات الآلاف من أنصاره الذين ضاقت بهم قاعة المعرض مما اضطر المنظمين إلى تثبيت شاشات عملاقة في الباحة الخارجية لاستيعاب الحشود. وقال الحريري «هذه مدينة، لا ينسى أحد في لبنان، أنها أنجبت الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ولا ينسى أحد في لبنان، أنها وقفت وقفة العز مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن هنا، من معرض رشيد كرامي، أقول لكم، أنا سعد رفيق الحريري، إنني واثق أنكم لن تدعوا الاستقواء بالسلاح يقرر مصير وطنكم ويكرس وصاية السلاح ويلغي العدالة ويطمس الحقيقة، وينقل لبنان إلى محور إقليمي لا تريدونه، أكرر: محور إقليمي لا هدف له إلا الاضطرابات وتغيير روح ميثاقنا الوطني المكرس في الطائف».

وشدد على أن «غلبة السلاح هي التي تصنع الفتنة، والاستقواء بالسلاح هو الذي يصنع الفتنة، وأي كلام آخر هو من باب التهويل، ومن قلب الحقائق، وتغطية على الجهة التي تكمن فيها الأزمة، وعندها الأزمة». وأضاف «نحن أمام خيارين، لا ثالث لهما: أن نختار الدولة، أو أن نختار وصاية السلاح. وأنتم، في (14 آذار)، وفي كل الاستحقاقات، وفي مهرجان يوم الأحد الماضي، اخترتم بوضوح، العبور إلى الدولة، إلى العدالة والحقيقة، وإلى المشاركة الحقيقية».

وتوجه الحريري «إلى إخوتنا في الوطن، وشركائنا في المصير، اللبنانيين المسلمين الشيعة العرب»، داعيا إياهم إلى «الوقوف معنا، إلى جانب الدولة، فنحن نعرف سلفا، أنهم واعون حقيقة ما قاله ويقوله، أئمتهم الكبار والمفكرون الأحرار، من أن كل طائفة في لبنان حاولت تنفيذ مشروع خاص بها، انتهت إلى الفشل، وأن كل من حاول ازدواجية بين الدولة وأي سلطة أخرى، بين الدولة وأي دويلة أخرى، لا بل أي دولة أخرى في لبنان، باء بالخراب». وأضاف «كل المشاريع الخاصة، على امتداد تاريخنا، وعلى امتداد لبنان، لم تأت على أصحابها، وعلى كل لبنان، وكل اللبنانيين، سوى بالمآسي والويلات والدمار والخراب، قبل أن تنتهي إلى الفشل. هذا تحديدا ما نحاول، معكم، أنتم، إخوتنا في الوطن، وفي الإيمان وفي العروبة وفي المصير، أبناء الطائفة الشيعية، أن نتجنبه، وأن نجنب الوطن أثمانه، واثقين بأنكم تعرفون، كما يعرف جميع اللبنانيين أنه عندما تصبح المشاريع الخاصة مستحيلة، تبقى الدولة وحدها، الدولة، هي الحل». وتابع يقول «إخوتنا الشيعة في لبنان يعرفون أنه لا يعقل أن يكون كل من ينادي بالدولة وبوضع كل سلاح تحت رايتها وإمرتها وإرادتها، خائنا، وهل يعقل أيها الأحبة، أن تكون طرابلس، وكل الشمال، وكل من نزل إلى ساحة الحرية، مجرد خائن؟ هل يعقل أن تتهم هذه المدينة، التي دفعت أكبر ثمن لوقوفها مع قضية فلسطين، هذه المدينة التي شكلت قاعدة الدعم الحقيقية لكل مقاومة في وجه إسرائيل؟ هل يعقل تخوين أهلها بالعمالة؟ أنتم أهل المقاومة العربية مدى ومددا، أنتم الذين تريدون مقاومة إسرائيل، بكل الأسلحة، تحت إمرة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني».