درعا بوابة سورية الجنوبية تعاني من الفساد ومشكلات معيشية

سكانها يعتمدون على الزراعة ومطالبهم كثيرة

TT

تعتبر محافظة درعا البوابة الجنوبية لسورية. ويعيش سكان درعا على الزراعة، كونها إحدى المناطق الخصبة، بحسب تصنيف التقارير الرسمية والتي تعدها ضمن المناطق التي يقترب فيها الريف من المدينة ومعدل الهجرة الداخلية فيها منخفض.

لكن في السنوات الأخيرة ونتيجة تراجع القطاع الزراعي في سورية عموما، تأثرت المحافظة التي تعاني من مشكلات معيشية عديدة. اشتدت مع ارتفاع الأسعار عموما في السنوات الأخيرة. إلا أنه وفي العام الأخير طفت على السطح العديد من المشكلات الإدارية في درعا التي تبعد نحو 100 كلم جنوب العاصمة دمشق. وكشف محافظ درعا فيصل كلثوم للإعلام المحلي عن «الواقع الصعب للوحدات الإدارية لجهة نقص الكوادر الإدارية والفنية ووقوع رؤساء الوحدات بين مطرقة المجتمع المحلي وانتشار المخالفات وبين مطرقة القانون»، حيث قام المحافظ بإحالة رؤساء الوحدات الإدارية إلى القضاء موجودا بعد أن وصل عددهم في المحافظة إلى 32 إحالة، وقال «سنحاسب الجميع تحت مظلة القانون بعيدا عن أي شبهات». وقامت المحافظة بحملة واسعة على الفساد الذي تبين أن حجمه كبير جدا، وأن هناك مطالب كثيرة للسكان لا تتم معالجتها كما يجب منها حالة استياء السكان إحدى قرى المحافظة من تركيب برج بث لشركتي الهاتف الجوال، فوق خزان مياه الشرب في وسط القرية، حيث بذل الأهالي منذ عام 2006 كل ما بوسعهم للحؤول دون تركيب البرج فوق خزان مياه الشفة، متَّبعين كل الطرق السلمية والقانونية المتاحة، بما فيها التفاوض مع الشركتين لإقامة البرج الجديد. ونقل البرج إلى مكان خارج القرية، كما رفعوا عبر الصحافة نداءات للجهات المختصة وجهات رسمية متعددة في المحافظة، ولكن جميعها قوبلت بالتسويف والإهمال. بل تم تجديد تركيب البرج منذ نحو 6 أشهر. وهذا الواقع في محافظة درعا التي تعد المحافظة الثالثة إلى جانب السويداء والقنيطرة، جزء من واقع عام تعاني منه البلاد عموما نتيجة تآزر الجفاف ومرحلة الانتقال الاقتصادي نحو السوق المفتوحة واستشراء الفساد.