البوسنة تشكل الحكومة بعد 5 أشهر من الانتخابات

البلاد خرجت من عنق الزجاجة بعد تجاوزها عقبة تمثيل الكروات

TT

أخيرا، وبعد أكثر من 5 أشهر على الانتخابات البرلمانية التي تمت في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وجدال واسع استمر أكثر من 20 أسبوعا، أعلن في سراييفو، أمس، عن تشكيل الحكومة الفيدرالية، المشرفة على واحد من الكيانين المشكلين للبوسنة (الفيدرالية وجمهورية صربسكا).

وتم تشكيل الحكومة من قبل «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، (غير مشكل على أساس عرقي) وحزب العمل الديمقراطي، (البوشناقي) بالاشتراك مع حزبين كرواتيين صغيرين، هما «حزب الحقوق الكرواتية، والحزب الوطني، العمل من أجل التقدم». ولم يقبل الحزبان الكرواتيان الرئيسيان (الاتحاد الكرواتي الديمقراطي، والاتحاد الكرواتي الديمقراطي 1990) المشاركة في الحكومة.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار) زلادكو لوجومجيا، بعد تشكيل الحكومة إن ما جرى «مرحلة جديدة في الفيدرالية البوسنية وفي البوسنة ككل، يجعل منها بلدا أفضل». ونفى بشدة إمكانية تأثر عملية تشكيل الحكومة المركزية على مستوى الدولة، بما جرى من استبعاد أكبر حزب كرواتي من تشكيلة الحكومة بعد إصراره على تمثيل جميع الكروات في الحكومة من خلال الحصول على جميع المقاعد المخصصة للكروات وهي 5 حقائب وزارية في حين يتمتع البوشناق بـ8 حقائب وزارية، والصرب بـ3 حقائب، وذلك وفقا لعدد السكان.

وقال رئيس وزراء الفيدرالية البوسنية الجديد، نرمين نيكشيتش: «سأكون رئيس وزراء جميع مناطق الفيدرالية البوسنية من دون استثناء». وأعرب عن ثقته بأن البوسنة ستكون أفضل مستقبلا، وقال: «قبلنا التحدي الذي فرضه علينا كيان جمهورية صربسكا سنة 2006، ونحن مستعدون للعمل في ظروف صحية وتنافسية». وعن أولوياته ذكر رئيس الوزراء الفيدرالي البوسني الجديد أن «قضايا دعم المارك البوسني، والإصلاحات الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، وضمان الأمن الاجتماعي، وتحقيق العدالة للمواطنين، وتحسين جودة التعليم، وتنشيط الثقافة، ودعم الرياضة، ستكون من أولويات الحكومة في المرحلة القادمة».

وعلى صعيد ردود الفعل من جانب المعارضة الكرواتية، قال رئيس الاتحاد الكرواتي الديمقراطي، دراغن تشوفيتش، إن «البديل عن الفوضى هو إجراء انتخابات جديدة، وذلك هو الحل الوحيد». ووصف تشكيل الحكومة بأنه «إجراء غير دستوري وغير شرعي، لأن الممثلين الشرعيين للكروات غير ممثلين فيها». وهدد تشوفيتش بعرقلة عمل الحكومة في المناطق التي يمثل فيها الكروات، حيث يهيمن الحزب على البلديات فيها. ووصف رئيس الاتحاد الكرواتي الديمقراطي 1990 تشكيل الحكومة من دون الاتحادين الكرواتيين بأنه «أخطر أزمة تمر بها البوسنة والهرسك منذ الحرب» (1992 - 1995). وكرر ما قاله سابقا من أن «تشكيل الحكومة من دون الاتحادين الكرواتيين «سيفضي للفوضى، ويهدد الاستقرار».

على الجانب الصربي قال رئيس وزراء جمهورية صربسكا، أحد كياني البوسنة والهرسك، إن تشكيل الحكومة الفيدرالية في خدمة مصالح البوشناق على حد قوله. وأضاف: «أنا لا أعرف ما الذي سيفعله الكروات (الاتحادان) ولكني قلق من تدخل الجهات الدولية في عملية تشكيل الحكومة الفيدرالية».

أما عضو مجلس الرئاسة البوسني، نيبوشا رادمانوفيتش (عن الصرب) فاعتبر تشكيل الحكومة الفيدرالية في البوسنة من دون الاتحادين الكرواتيين «خطرا على الفيدرالية والبوسنة». وذهب إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر تشكيل الحكومة الجديدة ضد المسار الأوروبي، فقال: «هكذا لا يمكن الوصول إلى الاستقرار في الحياة الاجتماعية، والتي ستقود للإصلاحات على طريق الشراكة الأوروبية». غير أن مراقبين قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن «صرب البوسنة يخشون من انتقال التجربة الجديدة في الفيدرالية إلى مناطق صرب البوسنة على المدى البعيد».