نصر الله لـ«14 آذار»: الدليل على أن لا مسدس في رأسكم أنكم تحرضون وتستفزون دون أن يتعرض لكم أحد

أعلن جهوزية حزبه لدعم الشعوب العربية ودعا الحكام العرب إلى الدفاع عنهم

السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني يلقي خطابا في احتفال لدعم الانتفاضات العربية أقيم في بيروت أمس (رويترز)
TT

رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الدعوات التي أطلقتها قوى «14 آذار» لإسقاط السلاح، فرأى أن «ما قالوا وسمعناه، والمهرجانات والخطابات، دون أن يحصل أي أذى أو ضربة كف، هو دليل على كذب الادعاء وعلى أن لا مسدس في رأس أحد ولا رشاش في وجه أحد». ورأى، في احتفال تضامني مع ثورات الشعوب العربية وانتفاضاتها، أن «الدليل على أن لا مسدس في رأس أحد، هو أنكم تحرضون وتستفزون دون أن يتعرض لكم أحد»، مشددا على أن «موضوع المقاومة لا يعالج بالتحريض فنحن لا نخاف من الحوار، وكل هذا الضجيج لن يؤثر شيئا على أداء المقاومة، فهي مستمرة في التدريب والتسليح والتنظيم ورفع مستواها والتعاون في المعادلة الذهبية، وآخر نتائجه اكتشاف المنظومة التجسسية في جنوب لبنان، وكل هذا الصراخ لن يؤثر شيئا على استعدادات المقاومة ولن يؤثر على جمهورها».

واعتبر أن «هدف الحملة التي شنت هو زج المقاومة في سجال، ونحن أخذنا على عاتقنا عدم الدخول في ذلك، فالناس هم الذين صنعوا إنجازات المقاومة ونحن فقط نعبر عن ذلك، ونحن لن ننجر إلى سجال فاخطبوا قدر ما تريدون، فلا حجة جديدة جديرة بالمناقشة».

ولفت إلى أن «هنالك من يضع نصب عينيه الفتنة السنية - الشيعية، وكانوا يأملون من خلال القرار الظالم والمحكمة الدولية جر لبنان إلى هذه الفتنة، ونعتبر أن القرار الظني صدر وليس له أي قيمة، ولن تحصل أي فتنة سنية - شيعية في لبنان»، موضحا أن «ثمن القرار الظني هو خسارتهم السلطة». وأضاف: «المقاومة بخير وسلاحها بخير وجمهورها بخير، وعيون المقاومة وسلاحها دائما وأبدا موجها إلى العدو ولكن (ما حدا يتحركش فيها)». وشدد، تعليقا على وثائق «ويكيليكس»، على أن «هنالك من يحرض عدو لبنان على قتل وقصف وتدمير لبنان وجزء من شعب لبنان وجزء من مقاومته وجيشه».

وتحدث نصر الله عن «ضغوط لتشكيل الحكومة على الرئيس ميقاتي منذ إعلان المعارضة أنها لن تشارك، من قبل سفراء يطالبون عدم تشكل حكومة من لون واحد وضغوط على تركيبة الحكومة»، معتبرا أن «العقد الداخلي منها طبيعي والخارجي منها غير طبيعي». وأكد أن «الأكثرية الجديدة ستعمل على تشكيل الحكومة، وستشكل برئاسة ميقاتي، وهذا تحد سياسي يجب أن نتحمله جميعا في الأكثرية».

وفي ما يتعلق بالتضامن مع الثورات العربية، أكد السيد نصر الله الجهوزية «لمد يد العون والمساعدة في كل ما تقتضيه مصلحتكم ومصلحتنا».

وشدد على أن «هذه الثورات شعبية حقيقية، منطلقة من الناس ومن الشباب والنساء ولحقت بها النخب والقوى السياسية، وهي تنطلق من إيمان وحماسة واستعداد عال للتضحية والفداء وهذا ما لا يجوز أن تغفل عنه الأنظمة»، لافتا إلى أن «نداءنا من لبنان المقاومة المحررة والمنتصرة لهذه الشعوب أن الخيار الوحيد هو الثبوت والصبر، وأن تكونوا على ثقة بنصر الله وعونه لكم إن صبرتم وبقيتم في ساحات الجهاد».

ورأى أنه «بدلا من أن تبادر الأنظمة إلى حوار صادق وإجراء إصلاحات جدية دون مناورات ونفاق، وبدلا من المبادرة بالدخول إلى حوار بادرت إلى الاتهام والإهانة والإذلال والقتل»، مشددا على أن «القتل والترهيب والمجازر عجزت عن إخراج الناس من الساحات».

ورأى السيد نصر الله أن «انتصارا كبيرا تحقق في مصر وتونس، بينما دفع النظام الليبي إلى حرب داخلية قاسية، ووضع كلا من النظام اليمني والبحريني على حافة الحرب الأهلية»، معتبرا أنه «لولا إصرار الشعوب على سلمية التحرك لكنا اليوم في حرب أهلية بائسة بسبب أداء الأنظمة».

ووصف نصر الله الأداء الغربي بـ«المنافق»، مشيرا إلى أن «أميركا تحاول الظهور وكأنها تدافع عن التغيير والإصلاح، ونداؤنا في هذا اليوم أن هذا الخداع لن ينطلي على أحد». وأضاف: «الإدارة الأميركية شريكة في جرائم الأنظمة، وأي كلام أميركي عن احترام الحقوق وإدانة القمع والترهيب يبقى ساقطا، نتيجة السياسة الأميركية تجاه الشعب الفلسطيني»، معتبرا أن «ثمة خلفيات أخرى للتدخلات الأميركية، طمعا في حقول النفط من أن تذهب لأيدي صادقة». وقال: «هذه هي خلفية التدخل الأميركي، فلتبق عيونكم باتجاه فلسطين، وما دام أنها تدعم إسرائيل فأميركا كاذبة في كل ادعاءاتها حول حقوق الإنسان».

واعتبر السيد نصر الله أن «ما يجري في ليبيا هي حرب فرضها النظام على شعب كان يطالب بالتغيير دون السلاح وأصبح هذا الشعب أمام خيار الدفاع عن الذات، وبدأت الحرب المفروضة شرقا وغربا، وشاهدنا وإياكم طائرات ومدافع وراجمات صواريخ بما يذكرنا باجتياح 1982 وكل الحروب الإسرائيلية»، مشددا على أن «هذه الجرائم الكبرى يجب أن تكون موضع إدانة كل شرفاء العالم». ورأى أن «الناس قاتلوا وأحرجوا العالم بصمودهم، ولو انهارت الثورة خلال أيام لعاد العالم ليعترف بنظام القذافي، ولعادت أموال القذافي لتدخل إلى جيوب نواب ووزراء ورؤساء في الاتحاد الأوروبي وغيره».

وفي ما يتعلق بالبحرين، أوضح نصر الله أن «مئات الشباب خرجوا وكان بالإمكان استيعاب هذا الحدث دون إطلاق النار»، معتبرا أنه «تحت القتل تمت الدعوة إلى الحوار، لكن الشعب في البحرين واصل مسيرته السلمية وأكد على وطنية تحركه وعدم انتسابه لأي خلفية طائفية، ولكن استعين عليه بالجيوش». ولفت إلى أن «جامعة الدول العربية أمام النموذج الليبي لم تحرك ساكنا ولم ترسل جيشا للدفاع عن المدن الليبية وهو شعب يقتل، أما في البحرين، أرسلوا الجيوش للدفاع عن نظام أصلا غير مهدد بالسقوط».

وتوقف عند الموقف المعبر لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وسأل: «لماذا السكوت عن الظلم اللاحق بإخواننا في البحرين، بل لماذا يتم إدانة التحرك واتهام الجرحى، هل فقط لأنهم شيعة». وتابع: «هل انتساب غالبية المعارضة في البحرين إلى المذهب الشيعي يجعلها معارضة مستباحة الدماء تصدر بحقها الفتاوى»، مذكرا «بأننا جميعا وقفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ولم يسأل أحد ما هو مذهبه».

وتوجه نصر الله للبحرينيين بالقول: «لا تحزنوا من فتاوى الطائفيين، لأن هنالك أصوات كبيرة من أهل السنة يقفون إلى جانبكم، واثبتوا في الدفاع عن حقوقكم، لديكم قيادة حكيمة وشجاعة فاسمعوا لها إن دماءكم وجراحكم ستهزم الطاغين، وما أنتم عليه اليوم يستحق الشهادة وإن طالت المدة». ودعا «الحكام العرب إلى تحمل مسؤولياتهم، فمن واجبهم التدخل لا عبر قمع الشعوب بل عبر الدفاع عنها»، وأشار إلى أن «تحمل الحكومات العربية لمسؤولياتها هو الذي يمنع التدخل الأجنبي»، لافتا إلى أن «الدول التي أرسلت جيوشها إلى البحرين كان ينبغي أن ترسل وزراء خارجيتها لوساطة حقيقية».