الأضواء تغيب لأول مرة منذ 30 عاما عن مدرسة «مصر الجديدة الثانوية بنات»

كانت المقر الانتخابي لمبارك وعائلته

TT

لأول مرة منذ ما يقرب من 30 عاما، غابت الأضواء ووسائل الإعلام عن مدرسة «مصر الجديدة الثانوية النموذجية بنات»، في حي مصر الجديدة شمال القاهرة، التي كان يدلي فيها الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وقرينته سوزان، وابناهما جمال وعلاء، بأصواتهم في الاستفتاءات والانتخابات السابقة.

الصورة التي شهدتها المدرسة أمس كانت مختلفة تماما عن الماضي، حيث اختفى البساط الأحمر والكاميرات التلفزيونية ورجال الصحافة والإعلام والمصورون وباقات الورود وسيارات الأمن المصفحة ورجال الشرطة، وغاب عن المشهد أيضا صفوت الشريف الأمين العام الأسبق للحزب الوطني الديمقراطي، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، ومحافظ القاهرة عبد العظيم وزير، ومسؤولو وزارة التربية والتعليم، الذين كانوا يصطفون أمام المدرسة في انتظار وصول الرئيس السابق وزوجته ومن بعدهما ابناهما. وغابت أيضا الطفلة الصغيرة التي ترتدي الفستان الأبيض وتحمل زهرتين لتقديمهما إلى الرئيس السابق وزوجته.

وكان الرئيس السابق مبارك يدلي بصوته هو وقرينته، ويحرص على مصافحة القائمين على اللجنة الانتخابية، ويخرج بعدها مرافقو الرئيس بتصريحات لجميع وسائل الإعلام يؤكدون فيها على «حرص الرئيس على شفافية العملية الانتخابية، ودعوته لجميع المواطنين للتمسك بحقهم في اختيار مرشحيهم لتدعيم الديمقراطية والمشاركة في الحياة السياسية». وكانت لجنة مدرسة «مصر الجديدة الثانوية بنات»، التي تقع في 30 شارع العروبة بجوار نفق الثورة، لا يتم السماح للمواطنين بالتصويت داخلها إلا بعد مغادرة الرئيس وأسرته للمكان، حيث كان التصويت بها يتم على 3 مراحل، الأولى لمبارك وقرينته، والثانية لابنيهما، وكل مرحلة منهما لها بروتوكولاتها ومستقبليها، ثم تفتح اللجنة للمواطنين. تغير المشهد بالكامل يوم أمس، وشهدت اللجنة الرئاسية إقبالا شديدا من الناخبين منذ بداية فتح باب التصويت في الثامنة صباحا ولأول مرة، وامتدت طوابير المشاركين لتحيط بسور المدرسة، وكان من الملاحظ الإقبال من كل الفئات شبابا وكبار سن، للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة.

من جانبها، أكدت إيمان سلمان - أحد قاطني شارع العروبة - أن «الوضع تغير تماما، حيث كانت المدرسة والمنطقة المحيطة بها عبارة عن ثكنة عسكرية في الأعوام الماضية، حيث يتم غلق الشوارع المؤدية للمدرسة عشية أي انتخابات، ويتم فرض كردون أمني على المنطقة بأكملها وإحاطتها بأفراد الأمن وباقات الورود، وعدم السماح لأهالي المنطقة بالخروج قبل ليلة عملية الانتخاب». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كان معظم سكان المنطقة التي تقع فيها المدرسة يهجرون منازلهم عشية أي انتخابات»، كاشفة عن أن «وضع المدرسة تغير يوم أمس، حيث لم تشهد أي ترتيبات، وفتحت أبوابها منذ الصباح، ولم يقم مسؤولوها بوضع الزهور».

وذكرت سلمان أن «مشهد المدرسة أمس شهد جدلا من سكان المنطقة المحيطة بها، فهناك من فرح بفتح المدرسة للناخبين وعدم فرض أي قيود على تحركاتهم، وهناك من ترحم على أعمال النظافة التي كانت تشهدها المنطقة قبل قيام الرئيس السابق وعائلته بالذهاب إلى التصويت».