قال حسين الشيخ مسؤول الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن الاستعدادات بدأت للزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس لقطاع غزة. وأضاف الشيخ في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه يجري الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي من أجل التنسيق لزيارة وفد أمني إلى قطاع غزة لإجراء الترتيبات الأمنية واللوجيستية لزيارة الرئيس.
ويتكون الوفد، حسب الشيخ، من 6 من كبار المسؤولين الأمنيين، من بينهم رئيسا جهاز الاستخبارات وحرس الرئاسة، ورئيس المرافقين الشخصيين له، وغيرهم.
ويتوقع الشيخ أن يحصل على رد من الجانب الإسرائيلي في وقت لاحق من اليوم. وإذا ما جاءت الموافقة الإسرائيلية على ترتيبات سفر المسؤولين الأمنيين الستة، من رام الله إلى معبر بيت حانون (معبر إيرز) شمال قطاع غزة، عبر الأراضي الإسرائيلية (نحو 70 كيلومترا بين رام الله وشمال غزة) فإن المسؤولين الأمنيين سيتوجهون، كما قال الشيخ فورا إلى غزة، ليباشروا ترتيبات الزيارة، التي يتوقع أن تتم فور تسلم السلطة موافقة حركة حماس الرسمية على مبادرة أبو مازن.
وكان أبو مازن قد أطلق مبادرات يوم الأربعاء الماضي ردا على دعوة وجهها إليه رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية لزيارة غزة، لوضع حد للانقسام الفلسطيني، بمناسبة الحراك الشعبي تحت راية «الشعب يريد إنهاء الانقسام».
وحدد أبو مازن في مبادرته التي أبدى فيها استعداده لزيارة غزة، ببحث مسألة تشكيل حكومة من شخصيات مهنية ومستقلة مع كل من حماس وبقية الفصائل الفلسطينية.. وتقوم هذه الحكومة وفي غضون 6 أشهر بالدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية وكذلك انتخابات أعضاء المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأوضح أبو مازن أنه سيذهب إلى قطاع غزة، لا للحوار ولا للنقاش في مسألة المصالحة أو فتح أي ملف من ملفات المصالحة.. وإنما لتوقيع اتفاق تشكيل الحكومة، هذه بالضبط هي مبادرة الرئيس أبو مازن.. يعني «لا تسمح بفتح أي حوارات حول أي ملفات».
ولهذا كما قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح ورئيس كتلتها الانتخابية، لـ«الشرق الأوسط» فإن «مبادرة الرئيس واضحة ولا لبس فيها.. وليست بحاجة إلى تحضير سياسي.. وليست بحاجة إلى أي حوارات. وحتى عندما يذهب إلى غزة، فلن تكون هناك أي حوارات حول أي موضوع أو ملف».
وحسب الشيخ، فإنه وبعد زيارة الوفد الأمني سيقوم وفد آخر للتحضير للزيارة من الناحية السياسية والتنظيمية، مع الإخوان في حركة حماس وبقية الفصائل.
وردا على تصريحات صدرت عن مسؤولين في حماس، منهم الناطق باسمها فوزي برهوم حول الدعوة إلى ضرورة خلق أجواء إيجابية لإنجاح جهود المصالحة، وهو ما فسر على أنه محاولة لوضع العراقيل أمام مبادرة أبو مازن، قال الشيخ «أتمنى أن تلتقط حماس هذه الفرصة التاريخية في موضوع المصالحة، لأنه وفي تقديري، فإنه وبعد هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس خلال اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير (يوم الأربعاء الماضي)، سيكون من الصعب جدا أن تكون هناك مبادرة أخرى على المدى القريب. وبعد ذلك سيكون مطلوب فلسطينيا وإقليميا ودوليا، لا سيما فلسطينيا وعربيا، أن يشار بأصبع الاتهام إلى المسؤول عن استمرار الانقسام، لأنه من غير معقول بعد ذلك وضع الجميع في سلة واحدة.. بعد هذه المبادرة التي أنا واثق تماما أن الرئيس جاد فيها.. وأنت تعرف مدى قربي من الرئيس».
واستبعد الشيخ أن تكون مبادرة أبو مازن مجرد مناورة للرد على دعوة هنية، ووضع الكرة في ملعب حماس. وقال «أنا أعتقد أن أبو مازن وحسب معرفتي به يتجاوز حدود المناكفة السياسية، ولا يلعب لعبة القط والفأر. ولا أكشف سرا إذا قلت إن أبو مازن يخطط لزيارة غزة منذ فترة، وكان يتحين الفرصة المناسبة لذلك. وجاءت هذه الفرصة بدعوة هنية، التي رأى ألا يفوتها لكي يخرج بنتائج إيجابية».
وتمنى الشيخ «أن تتجاوز حماس الخلافات الداخلية بين الخارج والداخل أو غير ذلك، وأن تلتقط هذه الفرصة التاريخية إن كانت معنية بالمصالحة، لأن رفضها للمصالحة أو إعاقتها أو تعطيلها، سيفقدنا في تقديري، فرصة لن تتكرر». وتابع القول «المبادرة ليست مناورة بأي شكل من الأشكال.. وأن أبو مازن صادق وجاد فيها.. وفيها تحد للإسرائيليين والأميركيين.. وأنت تدرك ما أقول». وكان برهوم قد طالب فتح وأبو مازن بخلق أجواء إيجابية لإنجاح جهود المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي. وقال برهوم، في تصريح صحافي أول من أمس: «ليس من الصعب على محمود عباس أن يسمح بانعقاد جلسة للمجلس التشريعي حتى يبارك هذه الخطوات، وأن يطلق سراح المعتقلين السياسيين من سجون الأجهزة الأمنية، ووقف التصعيد الإعلامي ضد حماس». وأضاف: «نحن نقول دائما إن خلق الأجواء الإيجابية سيساعد بشكل كبير على إنجاح أي تقارب فلسطيني - فلسطيني». مؤكدا على أن «الأمور تحتاج إلى لقاءات حوارية لإنضاج الملفات التي لم تستكمل في لقاءات سابقة».