عضو بالمجلس الوطني الليبي يحذر من ضرب القذافي بنغازي بالأسلحة الكيماوية

قال إن الثوار اكتشفوا مخزنا لغاز «الخردل» واستولوا عليه

TT

كشف عضو بالمجلس الوطني الذي يقود الثورة في ليبيا، عن مخاوف من استخدام العقيد الليبي معمر القذافي أسلحة كيماوية في هجومه الشرس على مدينة بنغازي. وقال «من المحتمل أن يضربها بالأسلحة الكيماوية، والتي لم يستبعد احتفاظ القذافي بالكثير منها».

وكشف العضو الذي رفض ذكر اسمه لدواع أمنية في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط» من بنغازي، عن أن الثوار استولوا على مخزن لغاز «الخردل» المحرم دوليا، وبه أسلحة كيماوية، وذلك في منطقة «الرجمة» بالقرب من مطار «بنينة» بمدينة بنغازي، مؤكدا أن الثوار اكتشفوا المخزن وقاموا بتأمينه، وهو ما يعكس فرضية أن تكون بحوزة القذافي مخازن لأسلحة كيماوية في مناطق أخرى.

وفسر عضو المجلس الوطني الليبي هجوم القذافي بهذا الحشد الكبير من كتائبه الأمنية على مدينة بنغازي، بأنه يمثل نوعا من الثأر الشخصي، بين بنغازي والقذافي نفسه، فهي المدينة التي فجرت ثورة 17 فبراير (شباط) لإسقاط حكمه، كما أن تاريخها مع القذافي ارتبط دوما بالنضال والاحتجاج ضد نظامه، فقد رفضت الثورة الشعبية التي أطلقها القذافي من مدينة زوارة عام 1973، وكانت بداية لأفكاره السياسية البالية في كتابه الأخضر، كما كانت الإرهاصات الأولى للجانه الشعبية. بالإضافة إلى أن العام نفسه شهد بداية التمرد والانشقاقات على أفكار القذافي من قبل زملائه في مجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار، الذين أدانوا محاولاته للانفراد بالسلطة، وقد لجأ القذافي إلى استبعادهم وتحديد إقامة البعض منهم. كما ألقى بالعشرات من القوى الوطنية في السجون. ولفت عضو المجلس الوطني إلى مصادفة أن قرار الأمم المتحدة بفرض حظر جوي على ليبيا يحمل الرقم نفسه (1973).

وأضاف أن القذافي لن يغفر لبنغازي مظاهرات الطلبة العارمة ضده في عام 1975، والتي تصاعدت في العام التالي 1976، مطالبة بنظام جمهوري ديمقراطي يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات، كما طالبوا بحرية تكوين النقابات ومنظمات حقوق الإنسان، وإرساء دعائم دولة مدنية، مشيرا إلى أن القذافي أطاح بالمظاهرات بشكل دموي، واستشهد وأصيب عدد كبير من الطلبة، كما زج بمئات منهم في السجون.

وقال عضو المجلس الوطني إنه «لذلك سيعمل القذافي على تدمير بنغازي بكل ما يستطيع، وأيضا ليفرض واقعا على الأرض، يحاول من خلاله تشتيت أو إرباك قوى التحالف الدولي الذي بدأت في تطبيق فرض حظر جوي على ليبيا لحماية الشعب الليبي من مجازر القذافي».

وأكد عضو المجلس الوطني أن القذافي تعمد منذ ذلك الحين إهمال مدينة بنغازي، وتهميشها سياسيا واقتصاديا، فظلت تفتقر إلى بنية تحتية، وإلى خطط تنموية من قبل الحكومة.

وحول القدرة القتالية والعسكرية للثوار وإمكانية مواجهة كتائب القذافي المدججة بأحدث الأسلحة والمعدات الحربيـــــــة، ناشد عضو المجلس الوطني المجتمع الدولي التدخل فورا لوقف مجازر القذافي ضد الشعب الليبي، لافتا إلى أن «القدرة القتالية للثوار استنزفت وأجهدوا، وتم استهلاك معظم عتادهم البسيط وغير المتكافئ، في الدفـــــــاع عن مدينة راس لانوف، والمناطق النفطية في البريقـــــة والزويتينة المتاخمة لأجدابيا»، مشيرا إلى أن أغلب هـــــــذا العتاد غنموه من كتائب القذافي خاصة كتبيتي «الفضيل» و«شحات» في الجبل الأخضر.