تصعيد عسكري في قطاع غزة هو الأعنف منذ بضعة أشهر

مستشار الرئيس الفلسطيني متسائلا: هل ستشكل الصواريخ المحطة التي تخلط الأوراق

TT

شهد قطاع غزة، أمس، تصعيدا عسكريا هو الأعنف منذ شهور طويلة، تبادل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون هجمات بالصواريخ، خلفت عدة جرحى عند الطرفين. وفاجأت كتائب القسام، إسرائيل، بإطلاقها نحو 50 صاروخا على بلدات يهودية محيطة بالقطاع، مما أدى إلى إصابة إسرائيليين وعدة منازل، وردت إسرائيل بعنف وقصفت عدة مناطق في القطاع، وقدمت شكوى إلى مجلس الأمن، وتوعدت برد قاس على هجمات حماس.

فبعد أن تبنت حماس إطلاق صواريخ من غزة، إغارات الطائرات الإسرائيلية فورا على مناطق مختلفة في شمال وجنوب القطاع، في حي الزيتون في مدينة غزة ودير البلح وسط القطاع وخان يونس جنوبه، وقصفت الدبابات مناطق مختلفة، مخلفة 5 إصابات من بينها طفل ورجال شرطة حماس.

وأثار هجوم حماس الصاروخي جدلا فلسطينيا وإسرائيليا، أمس، خصوصا أن الحركة كانت التزمت ضبط النفس حتى أثناء تنفيذ الإسرائيليين عمليات قادت إلى قتل فلسطينيين. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن إطلاق القذائف من غزة كان محاولة من حماس لصرف الأنظار عن الأسلحة والذخائر التي قالت إسرائيل قبل عدة أيام، إنها ضبطتها على ظهر سفينة «فيكتوريا» الألمانية في عرض البحر المتوسط، لكن مسؤولين فلسطينيين في رام الله لم يروا في التصعيد المتبادل إلا محاولة لإفشال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى غزة.

وكتب صبري صيدم، مستشار الرئيس الفلسطيني، على صفحته على «فيس بوك» متسائلا: «هل ستشكل صواريخ غزة المحطة التي ستخلط الأوراق وتنهي فرص زيارة الأخ أبو مازن لغزة؟».

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: «إن هذا التصعيد هو جزء مما أعلنته إسرائيل بأنها غير مرتاحة لأي اتفاق مصالحة».

أما وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فغمزت بوضوح في قناة حماس قائلة إن تبنيها القصف الصاروخي تجاه إسرائيل جاء بالتزامن مع المبادرة المقدمة لإنهاء الانقسام، والحراك الشعبي المتصاعد في محافظات القطاع ضد الانقسام والاحتلال.

من جهتها قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان عسكري إن عناصرها «تمكنوا في تمام الساعة الـ8:30 من قصف موقع إسناد صوفا العسكري الصهيوني جنوب قطاع غزة بـ10 قذائف (هاون)، وتمكنوا أيضا في تمام الساعة الـ8:40 من دك مواقع صوفا والفراحين وكيوسفيم العسكرية الصهيونية جنوب قطاع غزة بـ15 قذيفة (هاون)».

وأعلن مصدر عسكري مسؤول في كتائب القسام، بمحافظة خان يونس، أن «استهدافها للمواقع المحاذية للشريط الزائل جاء ردا على الاستهداف المتواصل من الاحتلال للمواقع العسكرية التي كان آخرها قصف موقع أبو جراد وارتقاء شهيدين على أثر الاستهداف» قبل 5 أيام.

وأكد المصدر في بيان أن «قصف مواقع الاحتلال يأتي ضمن سياسة الردع التي تنتهجها كتائب القسام ضد الاحتلال الذي لا تردعه إلا القوة فهو لا يفهم سوى لغة الحراب وسياسة سفك الدماء التي عهد عليها».

وتقدمت إسرائيل بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، بناء على تعليمات من وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، لممثلي إسرائيل لدى الأمم المتحدة. وقال ليبرمان: «إن هذا القصف جاء في الوقت الذي تتحدث فيه الفصائل الفلسطينية عن الوحدة مما يدل على المخاطر الكامنة في إقامة الدولة الفلسطينية التي ستكون دولة إرهاب تهدف إلى القضاء على دولة إسرائيل». وأضاف: «يتضح أن الفلسطينيين على اختلاف أحزابهم يغيرون في تكتيكاتهم دون تغيير في جلودهم».

وتأتي هذه الشكوى بعد ساعات من شكوى أخرى قدمها مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة ميرون رؤوفين إلى أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضد إيران وسورية، متهما هذه الدول بالوقوف وراء سفينة فيكتوريا. وجاء في الشكوى أن «محاولة نقل السلاح الإيراني إلى التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة مرورا بسورية يشكل انتهاكا سافرا لقرارات مجلس الأمن، وأن نجاح هذه المحاولة كان سيُحدث تغييرا ملحوظا في المشهد الاستراتيجي الإقليمي».

واستغل رئيس مجلس «اشكول» الإقليمي في النقب الغربي، حاييم يلين، حادث إطلاق الصواريخ، أمس، ليؤكد أن «معظم قذائف الـ(هاون) التي أطلقت من قطاع غزة هي من عيار 120 ملليمترا مثل تلك التي تم ضبطها هذا الأسبوع على متن سفينة فيكتوريا».