كردستان: متظاهرو ساحة السراي في السليمانية يستعدون لاحتفال نوروز

جدل حول شرعية صلاة الجمعة في الميدان

TT

على عكس العادة المتبعة منذ مئات السنين بخروج مواطني كردستان إلى السهول والبراري للاحتفال بعيدهم القومي الذي يصادف غدا الموافق 21 مارس (آذار)، أول أيام السنة الكردية الجديدة، أصدر مجلس القيادة المؤقتة لمظاهرات ساحة السراي بالسليمانية نداء إلى جماهير المدينة للمشاركة في تنظيم احتفالات هذا العام في الساحة على سبيل إظهار الدعم الشعبي للمظاهرات وتأييدهم لمطالب المتظاهرين. وأعلن المجلس أن الاحتفال سيبدأ اليوم في الساعة الرابعة عصرا «حيث توقد نيران نوروز في الساحة، ويدعو المجلس عوائل الشهداء إلى الحضور في الساحة لإيقاد (شعلة الحق) إيذانا بالاحتفال».

وكان المجلس المؤقت لقيادة مظاهرات السليمانية قد رفض الاستجابة لرسالة رئيس حكومة الإقليم برهم صالح الذي تعهد فيها بتنفيذ جميع المطالب المشروعة للمتظاهرين، فيما تعهدت حكومته بتنظيم انتخابات مجالس المحافظات في غضون الأشهر الستة المقبلة ليختار الشعب ممثليه في تلك المجالس، وهي الانتخابات التي قد تضع حدا للصراع السياسي القائم حاليا بين أحزاب السلطة والمعارضة التي ما زالت ترفض أي تسوية سلمية مع السلطة لإنهاء الاحتجاجات الشعبية التي أكدت قيادة ساحة السراي أنها ستستمر بها إلى حين تلبية جميع مطالب المتظاهرين.

في غضون ذلك تصاعد الجدل حول شرعية صلاة الجمعة في ساحة السراي، وانتقل الخلاف أخيرا إلى داخل وزارة الأوقاف بحكومة الإقليم. ففي حين أكد مديرها الإعلامي مريوان النقشبندي في تصريحات عدم شرعية أداء صلاة الجمعة في الساحة، مشيرا إلى أن «معظم الخطباء الذين يشاركون في أداء تلك الصلاة في الساحة هم من موظفي وزارة الأوقاف ولكنهم لا يعبرون بالضرورة عن موقف الوزارة بهذا الصدد، وأن الصلاة التي يؤدونها هناك هي تقليد لمواقف سابقة لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، وهي صلاة سياسية لا علاقة لها بطقوس العبادة»، رد وزير الأوقاف كامل الحاج علي، وهو من قيادات الجماعة الإسلامية في كردستان، مؤكدا «جواز أداء الصلاة أينما كانت». وقال «إن ما اختص به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يختص به الرسل والأنبياء الذين سبقوه، وقد أجيز له أن يؤدي الصلاة أينما كان على أرض الله، والمسلمون يتبعون سنة نبيهم، لذلك يجوز لهم أن يؤدوا الصلاة أينما كانوا». وأضاف: «نحن لدينا لجنة عليا للأوقاف وهي التي تعبر عن الرأي الشرعي في جواز أو عدم جواز أداء مثل هذه الصلاة في الميادين العامة».