مؤيدون للقذافي يقتحمون مقر مندوبية ليبيا لدى الجامعة العربية بالقاهرة

مسيرة مناهضة لنظام العقيد أمام القنصلية الليبية بالإسكندرية

TT

انتقلت مشاهد المعارك الدائرة في ليبيا إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد قيام ليبيين بالقاهرة، أمس، باقتحام مقر مندوبية ليبيا الدائمة لدى الجامعة العربية بحي الدقي (غرب القاهرة)، باعتبارها جهة مناوئة للعقيد معمر القذافي، بعدما تحول مكتب المندوبية إلى «ممثلية للشعب الليبي لدى الجامعة العربية»، إثر استقالة السفير عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، من منصبه وانضمامه للثورة الشعبية المناوئة للقذافي، وما تبعه من إعلان الدبلوماسيين العاملين بها انضمامهم للثوار أيضا.

واقتحم 50 ليبيا من الموالين للقذافي في ساعة مبكرة من أمس مقر المندوبية من خلال استخدام الأسوار وعن طريق سلالم خشبية، وفي حوزتهم أسلحة بيضاء، حيث تمكنوا من السيطرة على المندوبية التي كانت خالية من أي أفراد سوى فردين للأمن فوجئا بهذا الاقتحام. تبع ذلك حضور السفير الليبي في القاهرة، محمود ماريا، وبرفقته سلمى راشد التي عينها القذافي في منصب مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية بدلا من الهوني، والتي كانت تمارس عملها من السفارة، الفترة الماضية، رغم أنها من الناحية الرسمية لم تحصل على اعتراف قانوني بتمثيل نظام القذافي في اجتماعات الجامعة العربية. وقام المقتحمون بإنزال علم ليبيا القديم، أو ما يعرف بعلم دولة الاستقلال بألوانه الأحمر والأسود والأخضر، الذي رفعه رجال المندوبية في وقت سابق، وأعادوا رفع علم الجماهيرية الأخضر الذي كان مرفوعا من قبل على المندوبية.

ومع توافد عدد من موظفي المندوبية ومعهم أعضاء لجان إغاثة الشعب الليبي المناوئون للقذافي خارج مقر المندوبية لمحاولة استردادها؛ تدخلت قوات من الشرطة العسكرية المصرية لمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين، فيما تعالت الهتافات بين الجانبين من داخل وخارج المقر.

وشهد محيط المندوبية، في أعقاب ذلك، انتشار عدد من المدرعات وأفراد من القوات المسلحة المصرية، التي أحكمت سيطرتها على المقر للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين الجانبين.

في غضون ذلك، غادر عدد من المقتحمين مقر المندوبية، بينهم السفير الليبي، فيما ظلت سلمى راشد لبعض الوقت قبل أن تغادر هي الأخرى برفقة عدد من موظفي السفارة كانوا من ضمن المقتحمين، بينما أحكمت الشرطة العسكرية سيطرتها على المقر في انتظار قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأنه. إلى ذلك، اعتبر عدد من موظفي المندوبية أن ما حدث أمس من اقتحام يماثل الإرهاب الذي يمارس على الشعب الليبي من جانب نظام القذافي، مطالبين رئيس مجلس الوزراء المصري عصام شرف بحماية الليبيين في مصر.

وقال فوزي السنوسي، أحد الليبيين بالقاهرة، إن من بين المقتحمين عددا من أعضاء اللجان الثورية في مصر، إلى جانب عدد من الطلاب الليبيين الدارسين في مصر وعدد من موظفي السفارة الليبية في مصر، مشيرا إلى مراقبة عدد من المقتحمين لمقر المندوبية أول من أمس (السبت) تمهيدا للاقتحام، ومطالبا بحماية المنشآت الليبية في مصر، وعلى رأسها المندوبية التي تحولت إلى ورشة عمل لإغاثة وتقديم الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية لأهل بنغازي.