صالح يوفد وزير خارجيته برسالة إلى القيادة السعودية

تكهنات بطلب وساطة خليجية لحل الأزمة

TT

أوفد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، وزير خارجيته الدكتور أبو بكر القربي إلى العاصمة السعودية الرياض وذلك بعد أن ضاقت دائرة المؤيدين له واتسعت دائرة المطالبين برحيله، وقالت مصادر مطلعة إن القربي حمل رسالة من الرئيس صالح إلى القيادة السعودية لطلب الوساطة مع قيادة المعارضة اليمنية التي التحقت بـ «ثورة الشباب».

وتفيد المصادر أن القربي طلب من القيادة السعودية التدخل لدى رموز بارزة في الساحة اليمنية وبالأخص أسرة آل الأحمر وباقي رموز المعارضة لتخفيف الضغط على صالح الذي انفض من حوله أقرب حلفائه وساعده الأيمن اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، الذي انضم إلى «ثورة الشباب» هو وعدد كبير من القادة العسكريين.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إن وزير الخارجية اليمني نقل خلال الزيارة رسالة «من فخامة رئيس الجمهورية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية تتعلق بالعلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين وآخر التطورات المحلية والعربية».

وكان مصدر في الرئاسة اليمنية رحب بالوساطة السعودية - الخليجية لحل الأزمة الناشبة في اليمن، دون الإعلان عن طبيعة هذه الوساطة وبنودها، ورغم الترحيب الرسمي فإن المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» وشباب الثورة، عبروا عن اعتقادهم الجازم بأن «وقت المبادرات قد ولّى وأن «مطلبهم الرئيسي هو رحيل الرئيس علي عبد الله صالح»، ويعتقد مراقبون أن الوساطة السعودية ربما تتغير توجهاتها بعد التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن، أمس، بانسلاخ عدد كبير من الساسة والقادة العسكريين والدبلوماسيين عن النظام، وتتوجه نحو تأمين «خروج آمن» لصالح من السلطة وربما انتقاله إلى السعودية.

ويقول الدكتور عبد الله الفقيه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء لـ «الشرق الأوسط» أن لا أهمية للرسالة التي حملها القربي إلى القيادة السعودية، التي يعتقد أنها «لن تقبل أن تغرق مع نظام صالح في اليمن، والشيء الوحيد المتوقع هو أن يقبل السعوديون بإعطاء صالح ملجأ إن رحل بسرعة وبدون إثارة للمزيد من المشاكل وسقوط المزيد من الضحايا».

ويرتبط الكثير من الرموز السياسية والوجهات القبلية اليمنية بعلاقات متميزة بالمملكة العربية السعودية وقيادتها بحكم الجوار والحدود الشاسعة بين البلدين وتداخل القبائل والعائلات، إضافة إلى المواقف السعودية الداعمة لليمن منذ عشرات السنين، ويعول اليمنيون كثيرا على دور سعودي يؤدي إلى تجنيب اليمن ويلات مواجهات داخلية أو حروب أهلية، خاصة أنها ستنعكس سلبا على المملكة التي ستكون أكثر الدول المتضررة من أي تطورات مؤسفة في اليمن.