انقسام بين التونسيين إزاء التحرك العسكري الغربي ضد القذافي

حالة طوارئ في مستشفى محاذ للحدود بعد اشتداد الغارات

TT

تشهد الساحة السياسية في تونس انقساما حول الغارات العسكرية الغربية الحالية ضد نظام العقيد معمر القذافي، في حين يشهد المستشفى الجهوي بمدينة بنقردان المحاذية لليبيا حالة طوارئ اشتدت أكثر مع بدء الضربات الجوية.

ففي حين عبرت بعض الأحزاب عن دعمها للشعب الليبي، استنكرت أطراف أخرى العمل العسكري الغربي ضد النظام الليبي، في حين اختارت بعض الأحزاب لغة الصمت. وسارع الحزب الديمقراطي التقدمي الذي تقوده مية الجريبي إلى التعبير عن قلقه وانشغاله إزاء التطورات الأخيرة وخاصة ما تعلق بالغارات التي تشنها دول غربية وعربية على ليبيا مما أدى إلى سقوط ضحايا ليبيين. واعتبرت الجريبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذا العمل يعد «عدوانا خارجيا لا يمكن تبريره بأي وجه من الوجوه». وجدد الحزب الديمقراطي التقدمي، «وقوفه الكامل مع أهداف ثورة 17 فبراير التي أطلقها الشعب الليبي الشقيق ضد الطغيان والفساد»، مطالبا في الوقت نفسه «بالوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية الغربية في ليبيا». وقالت الجريبي أيضا إن الديمقراطية «لا يمكن أن تلقى إلى الشعب من القاذفات أو تأتيهم على ظهور الدبابات». وحث الحزب الديمقراطي التقدمي المجتمع العربي والدولي «على الاكتفاء بمد يد المساعدة السياسية واللوجيستية للشعب الليبي حتى يستكمل ثورته المباركة من أجل الحرية».

من ناحيته أكد حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (قومي عربي) «رفضه لقرار مجلس الأمن القاضي بحظر الطيران فوق ليبيا وإجازة استخدام القوة»، معتبرا هذا القرار «انتهاكا صارخا للسيادة الليبية وتهديدا للأمن القومي العربي». واعتبر الحزب في بيان وقعه أمينه العام أحمد الأينوبلي أن هذا «الإجراء مخالف للشرعية الدولية وقد صيغ من أجل احتلال ليبيا»، منددا في هذا السياق بـ«الموقف المتخاذل لجامعة الدول العربية». وشدد على حق الجماهير الليبية في الدفاع عن نفسها ورفض التدخل السافر في سيادتها الوطنية.

وبدورها، لم تصرح أحزاب أخرى عن مواقفها حول التطورات الأخيرة وخصوصا الغارات العسكرية الغربية ضد نظام القذافي. كما بدا الشارع التونسي منقسما، فهو من جهة يدعم مطلب الحرية الذي يطالب به الليبيون ومن ناحية أخرى يطالب بعدم اللجوء إلى القصف العسكري لتحقيق أهداف الشعب الليبي في الحرية والكرامة. وكان أعضاء الهيئة المديرة للاتحاد العام التونسي للشغل قد أعربوا عن مساندة الشعب الليبي في النضال من أجل العدل والحرية والمساواة، منددين باستعمال «سياسة القمع والرصاص والقصف في مواجهة المتظاهرين العزل»، ومؤكدين رفضهم لكل «تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية، واحترام استقلالية القرار في تحديد المصير».

ويعيش المستشفى الجهوي بمدينة بنقردان المحاذية لليبيا منذ بضعة أيام حالة طوارئ اشتدت أكثر مع بدء الضربات الجوية على الدفاعات العسكرية للعقيد القذافي. وقال سالم عيسى مدير المستشفى إنه تم إحداث خلية أزمة تعمل بالتنسيق مع المستشفيات المجاورة لتدعيم مستشفى بنقردان بالإطارات الطبية المختصة خاصة في اختصاصات الجراحة والعظام والإنعاش. ويجري الآن حسب بعض المصادر المحلية إدخال الأدوية بالتنسيق مع ممثل الهلال الأحمر الليبي بنالوت إلى غرب ليبيا.