خبراء: إيران تدخل «البروباغندا الفضائية» هربا من مشكلاتها الداخلية والخارجية

بعد إعلانها إطلاق كبسولة حول الأرض لاختبار الحياة في الفضاء

TT

يقول مراقبون للشأن الإيراني في القاهرة إن طهران كلما تعرضت لمزيد من العزلة أو الضغوط الداخلية أو الخارجية، أعلنت عما تسميه «إنجازات عسكرية أو علمية»، في محاولة منها لإرسال رسائل إلى الإيرانيين والمجتمع الدولي بأنها رغم كل العقوبات المفروضة عليها، فإنها ما زالت قادرة على البقاء والتصنيع والاكتشاف، وهو أمر يظل في حاجة للتحقق من صدقيته.

وتواجه إيران مشكلات داخلية بسبب ازدياد قيام السلطات بقمع المعارضة، وكذلك مشكلات مع العالم الخارجي، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل الذي يتخوف الغرب من أن يتحول إلى برنامج نووي عسكري، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة إليها بالتدخل في الشؤون الداخلية لعدة دول بمنطقة الشرق الأوسط.

وقال الدكتور إبراهيم المغازي المتخصص في الشأن الإيراني لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق إيران كبسولة فضائية يعد تحديا للظروف التي تمر بها من حظر وفرض العقوبات، حيث تود أن توجه رسالة إلى العالم بأنها لن تتأثر بالأوضاع المحيطة بها، وأنها يمكن أن تصمد أمام محاولات الغرب الحد من نفوذها، وتريد أن تقول أيضا إن لديها الإمكانات والعلماء للاستمرار في طريقها العلمي دون أن يعرقلها أحد.

وعما إذا كان هناك رابط بين عملية إطلاق الكبسولة بصاروخ يعد من النوع بعيد المدى، وتقنيتها النووية، قال الدكتور المغازي إنه «ليس شرطا أن يكون وصول إيران للفضاء يعني أنها امتلكت الأسلحة النووية.. في رأيي، إيران لا تقصد من تفجير اختراعاتها، النية في الهجوم في حال ازدادت الأوضاع سوءا (مع خصومها)، ولكن أسلحه إيران ما هي إلا للردع»، مشيرا إلى أن إيران تريد أيضا على ما يبدو أن تبعث برسالة للغرب وإسرائيل بأنها مستعدة لأي شيء، بما في ذلك الرد على خصومها، في حال تفكيرهم في توجيه ضربات لها.

واتسم العام الماضي بعدم الاستقرار الداخلي في إيران، وتزامنت معه كثرة الضغوط الخارجية. ويشير المراقبون إلى أن طهران ردت على كل ذلك بزيادة مناوراتها العسكرية الاستعراضية. وفي العام الذي سبقه أطلقت طهران أول قمر صناعي، قبل أن تعلن في 2010 النقاب عن ثلاثة أقمار صناعية جديدة للاتصالات، بالإضافة إلى مركبة محلية الصنع يمكنها وضع قمر صناعي يزن 100 كيلوغرام في مدار حول الأرض.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت إيران عن إطلاق ما قالت إنه أول كبسولة تحمل كائنا حيا إلى الفضاء في مدار حول الأرض لاختبار القدرة على الحياة خارج كوكب الأرض. ولاحظ المراقبون الطريقة التي استعرضت بها إيران عملية إطلاق هذه الكبسولة التي بلغ وزنها 240 كيلوغراما، حين قالت إن صاروخا من طراز «الباحث 4» حملها إلى الفضاء، وإن عملية الإطلاق شاركت فيها 15 عربة عمليات وطائرتان عموديتان، حسب ما ذكره لوسائل الإعلام المحلية حميد فاضلي رئيس مؤسسة الفضاء الإيرانية، منتصف الشهر الماضي.

وقال الدكتور فتحي المراغي المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني إن طهران أصبحت لديها القدرة علي إطلاق صواريخ عابرة للقارات محملة برؤوس نووية تستطيع من خلالها اختراق المجال الجوي للعديد من البلاد، مشيرا إلى أن إطلاق صواريخ للفضاء يصل مداها إلى 5 آلاف كيلومتر يهدد معظم البلاد الأوروبية وليس منطقة الشرق الأوسط فحسب. لكن الدكتور المراغي أضاف أن إطلاق إيران صواريخ للفضاء لا يعني أنها امتلكت الأسلحة النووية.