المتحدث باسم الجماعة: لا تحفظ على ترشح أي مواطن للرئاسة

المرشد يعرب عن استعداده للقاء الشباب المسيحي لإزالة مخاوفهم من «الإخوان»

TT

بينما اعتبر تحولا في علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالكنيسة المصرية، أطلق المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، مبادرة جديدة أعرب خلالها عن استعداده لإجراء لقاءات مباشرة مع الشباب المسيحي لإزالة مخاوفهم من الجماعة وأفكارها بشأن المسيحيين في مصر.

وبينما أكد مصدر كنسي أن الكنيسة تعمل على دراسة المبادرة، مع احتمالية لقاء قريب يجمع بين البابا والمرشد بالمقر البابوي، قال الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمي باسم الجماعة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الجماعة ليس لديها تحفظ على ترشح أي مواطن أو مواطنة لرئاسة مصر، وإن ما نشر على ألسنة بعض قيادات الجماعة عن وجود قيود على ترشح أي مواطن سواء مسلما أو مسيحيا غير صحيح».

وتلقى المرشد العام لـ«الإخوان» أول من أمس اتصالا هاتفيا من البابا شنودة، ردا على برقيته التي أرسلها للبابا لتهنئته بالشفاء والعودة سالما إلى مصر، وجاءت برقية المرشد في ظل حالة من الاحتقان التي شهدتها أوساط الشباب المسيحي على خلفية أحداث قرية صول بمركز أطفيح في محافظة حلوان (جنوب القاهرة) وحرق كنيسة «الشهيدين».

وقال عصام العريان «إن الاتصال الهاتفي اتسم بالود الشديد ودار خلاله حوار حول شؤون الوطن، وعبر عن الروح الجديدة بين المسلمين والمسيحيين التي أفرزتها ثورة 25 يناير، وأثبتت أن الفتنة التي كانت تحدث من وقت إلى آخر كانت فتنة مصطنعة، كان خلفها النظام الأمني السابق».

وذكر العريان أن «البابا شنودة أكد للمرشد على وجود مخاوف لدى الشباب المسيحي من سيطرة (الإخوان) على المشهد السياسي، ورد المرشد بأنه على استعداد شخصيا للقاء الشباب المسيحي لتوضيح مواقف الجماعة والإجابة عن كل تساؤلاتهم وإزالة المخاوف التي علقت بداخلهم عبر السنوات الماضية»، مشيرا إلى «أننا سنكون جاهزين لتلبية دعوة الشباب المسيحي في أسرع وقت لتنفيذ المبادرة».

وأكد العريان أن «الجماعة ليس لديها تحفظ على أي مواطن أو مواطنة سواء مسلما أو مسيحيا للترشح لرئاسة مصر، وأن ما نشر على ألسنة بعض قيادات الجماعة، مما يتعلق بوجود قيود على بعض المواطنين للترشح للرئاسة، غير صحيح»، مشيرا إلى أن «برنامج حزب الجماعة الجديد يتم مراجعته بأكمله الآن، ولدينا عدة برامج وحوار متعمق حول الدستور الجديد».

من جانبه، أكد المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين، أن «مبادرة المرشد العام جزء من حواره مع البابا، وأن المبدأ العام في الجماعة هو الحوار والالتقاء بين شباب الجماعة والمسيحيين لإزالة الريب والالتباس الذي وقع بين الطرفين منذ فترة للقضاء على الفتن الطائفية»، مشيرا إلى أن «المسيحيين لهم كل الحقوق والواجبات، وأن أعلى مراتب المسلم هو أن يبر إخوانه المسيحيين».

وقال الحسيني لـ«الشرق الأوسط» إن «رأي الجماعة الذي لا خلاف عليه هو أنه لا تعارض في أن يتولى المسيحيون المواقع القيادية الحساسة في البلاد وفقا لمعيار الكفاءة والصلاحية»، موضحا «أما بخصوص وضع ذلك في برنامج حزب الجماعة فهو متروك للجنة المشكلة من مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة وشباب (الإخوان)»، مؤكدا على أن «الجماعة سوف تحترم آراء المصريين في حال اختيار رئيس لمصر من المسيحيين، لكونها لا تحاول فرض رأيها على اختيارات الشعب، لأنه صاحب الحق الأصيل في اختيار رئيسه».

وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت في وقت سابق أن برنامج حزبها الجديد «الحرية والعدالة» يتمسك برأيها - أي الجماعة - الرافض لترشيح المرأة والمسيحي لرئاسة الجمهورية.