أوباما يزور تل أبيب ورام الله في الصيف قبل حملته الانتخابية المقبلة

اليمين الإسرائيلي لا يرحب بالزيارة ويعتبرها فرصة لممارسة الضغوط على نتنياهو

TT

توقعت مصادر سياسية في القدس أن يصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الشرق الأوسط في زيارة تشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية وربما تشمل بلدانا أخرى. وقالت هذه المصادر: إن موضوع الزيارة لم يبلغ رسميا للحكومة الإسرائيلية، لكن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، الذي سيصل إلى إسرائيل بعد غد الخميس، قد يطرح المسألة لأول مرة.

كان عنوان زيارة غيتس الرسمي «مواصلة التنسيق الاستراتيجي والأمني مع وزارة الدفاع الإسرائيلية حول قضايا المنطقة»، لكن أبحاثه ستشتمل على عدة مواضيع أخرى، بينها عملية السلام وسبل تحقيق ضمانات أمنية لإسرائيل في الاتفاقات المقبلة.

وأضافت المصادر أن زيارة أوباما تأتي بطلب من أصدقائه في قيادة التنظيمات اليهودية الأميركية، الذين نصحوه بضرورة مخاطبة المجتمع اليهودي في إسرائيل وجها لوجه. وقالوا له، خلال عدة لقاءات جرت في الشهور الأخيرة، إن سياسته غير مفهومة في إسرائيل، وهناك من أصبح يراه معاديا ويتهمه بممارسة الضغوط على إسرائيل والتحيز للفلسطينيين والعرب. وتوجد حاجة إلى إعادة الحرارة إلى علاقات رئيس الولايات المتحدة بالإسرائيليين.

وأكدت أن أصدقاء أوباما ذكروه بأن تأجيل مثل هذه الزيارة إلى السنة المقبلة لن يكون مقبولا، بل سيحسب على أنه جزء من حملته الانتخابية المقبلة، التي تبدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012. ولذلك، فإن أفضل وقت لها سيكون في الصيف القريب. وقد تتم في الثلث الأخير من يونيو (حزيران)، ليحل ضيفا على المؤتمر السنوي العالمي للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، الذي يستضيف عددا كبيرا من رؤساء الدول الحاليين والسابقين.

المعروف أن أوباما لم يزُر إسرائيل خلال رئاسته الولايات المتحدة. وقد اضطر إلى إلغاء برامج زيارته إليها عدة مرات، بسبب سياسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر في البيت الأبيض رئيسا رفضيا ويفتقر للشجاعة السياسية.

وبمجرد الإعلان عن الزيارة، بدأ يسود التوتر في يمين الخريطة الحزبية الإسرائيلية؛ حيث يخشون من أن يواصل أوباما ضغوطه على نتنياهو حتى يحرك مسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين. وحسب مصادر سياسية في الولايات المتحدة، تحدثت إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الرئيس الأميركي سيقول لنتنياهو إنه من باب الحرص على إسرائيل يريد تحريك مسيرة المفاوضات، وإنه سيقول له: «أنا لا أؤيد الخطوات أحادية الجانب ولن أؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967 عاصمتها القدس من دون اتفاق سلام رسمي بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية. لكنني في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أمنع المد الدولي الجارف في هذا الاتجاه، خصوصا أن دول أوروبا تنوي الاعتراف بها في سبتمبر (أيلول) المقبل، في حال الاستمرار في تجميد المفاوضات. وعليه فلا بد من خطوات إسرائيلية شجاعة تتيح تحريك المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين قبل هذا التاريخ».

وقد نشرت، أمس، في القدس وعدد من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، إعلانات وملصقات تقول: «أنت زائر غير مرغوب فيه» و«اذهب إلى أصدقائك في غزة» و«حسنا أوباما، مكانك في العالم الإسلامي» وغيرها.

جدير بالذكر أن منافسة أوباما، التي نافست على منصب نائبة الرئيس عن الحزب الجمهوري في الانتخابات السابقة، التي تنوي ترشيح نفسها للرئاسة الأميركية في الانتخابات المقبلة، سارة بالين، وصلت إلى إسرائيل الليلة قبل الماضية في زيارة قصيرة ضمن حملتها الانتخابية، وقد استضافها رئيس المنظمة العالمية لحزب الليكود، داني دنون، الذي يقود جناح غلاة اليمين المتطرف في حزب الليكود الحاكم. وقد طلب إليها أن تمارس الضغوط العصبية على أوباما لكي يتوقف عن ممارسة الضغوط على نتنياهو ويتحول للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الذي يرضع أبناء شعبه في المدارس ثقافة الإرهاب، التي تتيح لشاب فلسطيني أن يذبح بالسكين 3 أطفال ووالديهم، فقط لكونهم يهودا».