الرئيس الفلسطيني: أنا مستعد للذهاب إلى غزة بعد 5 دقائق.. وزيارتي ليست تكتيكا

حماس تضع شروطا أخرى قبل زيارة أبو مازن.. وفتح ترد: مرتبطون بقيادة «الإخوان»

TT

صعدت حركة حماس من لهجتها ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد عرضه مبادرة تتضمن زيارة غزة لتشكيل حكومة مستقلين تقود البلاد لـ6 أشهر لحين إجراء انتخابات عامة.

واتهم مسؤول العلاقات الخارجية في حماس، أسامة حمدان، أبو مازن بمحاولة الالتفاف على دعوة رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، له لزيارة غزة من أجل الحوار، قائلا إن أبو مازن يخطط للذهاب إلى القطاع لإنفاذ ما يريد في غزة لا للمصالحة.

ونقلت صحيفة «الرسالة»، التابعة لحماس، عن حمدان قوله: «إذا كان (أبو مازن) يريد المصالحة، فعليه إيقاف التنسيق الأمني، والاعتقالات السياسية والإقرار بنتائج انتخابات عام 2006»، مشددا على أن أي حكومة قادمة يجب أن تعرض على المجلس التشريعي.

ومن وجهة نظر حمدان أن أبو مازن ينطلق من منطلق «شخصي وفئوي» و«يناور ويستعين بالإسرائيليين من خلال التصعيد العسكري ضد القطاع». بل ذهب حمدان للقول إن أبو مازن «ليس موضع ثقة، ليستقبل في غزة كما يريد ويقرر كونه طعن المؤسسات الفلسطينية وعمل على إغلاق المجلس التشريعي ولا يزال يلاحق المقاومين ويفكك المؤسسات التي دعمت الشعب».

وحدد حمدان آليات إنهاء الانقسام في اعتماد برنامج سياسي، «أداته المقاومة من أجل التحرير والعودة، بالإضافة إلى وجود مؤسسة محترمة يحتكم الجميع إليها». كما طالب بـ«معالجة ما ارتكب من اعتقالات وتنسيق أمني والمشاركة في العدوان على غزة والحصار، والتخلي عن التبعية لإسرائيل وأميركا». وتضاف تصريحات حمدان إلى تصريحات محمد نزال عضو المكتب السياسي لحماس، لتشكل موقفا واضحا كما يبدو رفضا لمبادرة أبو مازن. ويأتي هذا الموقف من حماس في الخارج بينما تستخدم حماس الداخل لهجة أكثر توازنا، لكنها تصب في ذات السياق. وقالت الحركة أمس، في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخه منه: «تستهجن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التصريحات الصادرة عن حركة فتح حول رفضها الحوار والتعامل مع لغة الاشتراطات المسبقة». وأضافت: «هذا أمر غير لائق ولا يوفر الأجواء اللازمة لنجاح زيارة محمود عباس إلى غزة».

وأكدت حماس أن «التصريحات المتلاحقة عن قيادات فتح تعكس حالة من التردد في تحقيق المصالحة، كما تعتبر الحركة أن استمرار الاعتقالات والاستدعاءات.. وتقديم 8 من أبناء حركة حماس للمحاكمة العسكرية في مدينة نابلس، يشكك في نيات فتح ورغبتها في تحقيق المصالحة ولا يوفر الأجواء اللازمة لنجاح الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة. وتؤكد حركة حماس هنا تمسكها بمبادرة إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني، على قاعدة الجلوس إلى طاولة الحوار وليس على قاعدة الشروط المسبقة».

وتقصد حماس أنها جاهزة لاستقبال أبو مازن إلى طاولة المفاوضات وليس لتشكيل حكومة مستقلة، كما أعلن أبو مازن الذي أكد في العاصمة المجرية، بودابست، أنه جاهز فورا للذهاب إلى غزة.

وردت فتح على حماس، برفضها إجراء حوار واتهامها برفض إنهاء الانقسام، وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح، ومبعوث الرئيس إلى مصر: «لم يبق شيء نتحاور بشأنه». وأضاف من القاهرة لوكالة الأنباء الرسمية: «لو كانت حماس جادة لقالت للرئيس تفضل مباشرة إلى غزة لنتفق على تشكيل الحكومة وإجراءات عملية لإنهاء الانقسام».

وتابع: «من تجربتي، فإن رفضهم إنهاء الانقسام يأتي من كونهم أنهم ما زالوا يعيشون وهما بأنهم سيكونون شركاء لإسرائيل وأميركا في عملية السلام».

واتهم الأحمد حماس بأنها تنفذ برنامج القيادة الدولية لحركة «الإخوان»، ولا يرتبط برنامجها بالبرنامج الوطني الفلسطيني. أما أبو مازن نفسه، فقال في اجتماع مع السفراء العرب في بودابست، إنه جاهز فورا لقطع زيارته هذه والعودة إلى غزة إذا وافقت حماس (على تشكيل حكومة مستقلين). وقال: «الآن سأقطع زيارتي وأتوجه إلى غزة، وإذا منعتني إسرائيل من الذهاب إلى غزة عبر معبر بيت حانون سأتوجه إلى مصر ومن رفح إلى غزة».

وردا على ما ورد على لسان حمدان ونزال، قال أبو مازن: «هناك من يشكك وهناك من يعتبرها تكتيكا، وأنا أقول أمامكم، إنني سأفاجئ الجميع بمدى استعدادي للمصالحة وحكومة متفق عليها مع حماس وانتخابات تحت إشراف عربي ودولي وإسلامي. وأنا لن أرد على المشككين الآن، لأن الزيارة نفسها ستثبت لهم أن الأمر ليس تكتيكيا».