تدهور أمني لافت في بغداد.. وقائد عسكري بين المصابين

غداة تأكيد المالكي أن العراق البلد الأول للاستقرار في المنطقة

TT

في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراق بات الآن البلد الأول في الاستقرار الأمني بين دول المنطقة، سجل الوضع الأمني في عموم البلاد انتكاسا ملحوظا تمثل في عودة عمليات الاغتيال بالأسلحة كاتمة الصوت والهجمات المسلحة على نقاط تفتيش ومواكب مسؤولين من بينهم قائد عسكري بارز.

وكان المالكي قد أعلن خلال كلمة له خلال حضوره مهرجان الأسبوع الزراعي الثالث الذي عقد أول من أمس أن «العراق أصبح اليوم البلد الأول استقرارا في المنطقة بعد أن كان البلد الأول في تصدير الارتباك الأمني إلى دول المنطقة». واعتبر أن «النهوض بعملية البناء ليست قضية بسيطة إنما هي معادلة، فالشعب يطالب بحقوقه والحكومة تسعى إلى تحقيق التقدم في مجالات الزراعة والصناعة». وبينما أيد المالكي «المظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات»، فإنه دعا الكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية، والأجهزة التشريعية والقضائية إلى «التعاون بأسرع وقت ممكن لتلبية مطالب المواطنين». معتبرا أن «الحكومة ستكون مقصرة في حال عدم تلبية تلك المطالب رغم توفر الإمكانيات المناسبة».

وسجل الوضع الأمني في غضون اليومين الماضيين انتكاسة واضحة عقب تزايد الهجمات المسلحة وعودة ظاهرة الاغتيالات بالأسلحة كاتمة الصوت. وبينما لا يزال قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن أحمد الساعدي يرقد في المستشفى إثر تعرض موكبه لهجوم مسلح شرق بغداد فإن - وطبقا لما أعلنته مصادر في الشرطة العراقية - مدنيا وموظفا تركيا أصيبا بانفجار أمس وذلك عقب زرع عبوة لاصقة بسيارتهما في شارع مطار بغداد الدولي. وفي السياق نفسه فقد لقيت زوجة موظف بوزارة النفط حتفها بعد تعرض زوجها الذي يعمل مديرا للتسويق النفطي في الوزارة إلى هجوم شنه مسلحون بأسلحة كاتمة للصوت على سيارته في شارع محمد القاسم بالقرب من ملعب الشعب الدولي.

وأصدر مرصد الحريات الصحافية بيانا أدان فيه تعرض منزل صحافي إلى هجوم مسلح وقال المرصد في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «رئيس تحرير وكالة الأنباء العراقية الدولية علاء محسن العكيلي قد أبلغ المرصد أن منزله بحي الضباط في مدينة الكاظمية تعرض إلى اعتداء بقنبلة يدوية». وأضاف البيان نقلا عن العكيلي «أن الحادث تسبب بأضرار بالغة في داره وإصابة ابنته الكبرى ميلاد البالغة من العمر 12 عاما ، وحسين البالغ من العمر 6 أعوام ، وذو الفقار البالغ من العمر 5 أعوام، إضافة إلى زوجته بجروح بأيديهم وأرجلهم نتيجة تطاير زجاج النوافذ حيث نقلوا إلى مستشفى الكاظمية لتلقي العلاج وهم يتعافون تدريجيا من تلك الإصابات».

إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده في العراق أول من أمس متأثرا بجروح أصيب بها عندما استهدف انفجار دوريته في جنوب البلاد. وأوضح بيان للجيش دون أن يحدد مكان الحادث أن «عسكريا قضى متأثرا بجروح أصيب بها عندما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت دوريته في جنوب العراق». وبذلك، يرتفع عدد الجنود والعاملين مع الجيش الأميركي الذين سقطوا في العراق منذ اجتياحه ربيع عام 2003 إلى 4441 وفقا لتعداد تجريه وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام موقع إلكتروني مستقل.