أظهرت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات المحلية التي شهدتها أول من أمس صعودا لليمين المتطرف وراء الحزب الحاكم وتقدما لليسار على خلفية امتناع كبير عن التصويت. وحسب النتائج التي نشرت أمس، حصل حزب الرئيس نيكولا ساركوزي الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم على 17% فقط من الأصوات، فيما حصل الاشتراكيون على 25% من الأصوات، وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد على 15% من الأصوات ليعزز موقفه كثالث أقوى الأحزاب السياسية في البلاد. وشهد الاقتراع نسبة اقتراع ضعيفة (44%).
ووصفت ماري لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية تقدم حزبها بأنه «فوز تاريخي»، فيما دعا زعماء يسار الوسط واليمين الناخبين إلى منع حزب الجبهة الوطنية من الفوز بمكاسب أخرى في الجولة الثانية من الانتخابات يوم الأحد المقبل. وطلب الحزب الاشتراكي أمس من الناخبين استخدام «بطاقة تصويت (حزب الرئيس ساركوزي)» في حال غياب اليسار من الدورة الثانية للانتخابات المحلية لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية. وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بونوا أمون لإذاعة فرانس إنتر: «ندعو إلى قطع الطريق أمام الجبهة الوطنية واستخدام بطاقة الاقتراع المناسبة. وإذا كانت البطاقة تعود إلى التجمع من أجل حركة شعبية فاستخدموها لقطع الطريق أمام فوز الجبهة الوطنية». وأضاف: «نعم، تماما كما حصل في مايو (أيار) 2002» في إشارة إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي استبعد منها المرشح الاشتراكي وتنافس فيها الرئيس السابق جاك شيراك وزعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبن.
واعتبر أمون أن «فوز الجبهة الوطنية سيفاقم الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في فرنسا وسيكون بمثابة انهيار للديمقراطية يؤدي إلى تشتت البلاد وانقسام الفرنسيين». وأضاف أن «فوز الجبهة الوطنية هو اختبار صعب لفرنسا». ومضى يقول: «علينا ألا نضيف إلى حالة الأزمة التي تعيشها فرنسا اختبار وصول الجبهة الوطنية إلى سدة الحكم في مدينة أو منطقة أو إدارة البلاد بأسرها في أسوأ الأحوال».
وينظر إلى هذه الانتخابات المحلية على أنها مقياس لشعبية الرئيس المحافظ ساركوزي الذي يواجه معركة صعبة لضمان الفوز بفترة ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل (نيسان) من العام المقبل.