هدد داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أمس قادة حماس بالقتل بعد إطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، وهو ما رأت فيه حماس «تصعيدا خطيرا».
وصرح أيالون للإذاعة الإسرائيلية العامة: «إذا قررت حركة حماس تصعيد الوضع فسنضع حدا لذلك.. لدينا عدة مستويات للتحرك قبل إرسال قوات برية (إلى قطاع غزة) بما في ذلك تهديدات مباشرة ضد قادة حماس».
ووجه أيالون، العضو في حزب «إسرائيل بيتنا» المتشدد الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، تحذيره في حين لا يزال الوضع شديد التوتر على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية.
وردا على هذه التهديدات، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا التهديد يؤكد على أن العدو الصهيوني لن يسقط من حساباته استمرار القتل والعدوان على قطاع غزة، والسبب هو غياب العدالة الدولية وعدم اتخاذ أي إجراء لمحاكمة قيادته كمجرمي حرب». وأوضح أنه «يستغل انشغال العالم بما يجري من متغيرات في الدول العربية، فنحن في حماس نعتبر ذلك تهديدا خطيرا وتصعيدا خطيرا من قبل العدو، وتتحمل كل تبعات هذا التصعيد وهذا التهديد حكومة الاحتلال الصهيوني. والشعب الفلسطيني عندما يقاوم يقاوم دفاعا عن النفس ونتيجة للعدوان».
وأضاف أن «التصعيد الأخير الذي بدأ به هو العدو الصهيوني. هو لا يريد للشعب الفلسطيني أن يتوحد ولا يريد أي حالة تعاطف جماهيرية عربية وإسلامية، وبالتالي هو يريد أن يجر المقاومة إلى ما يريد حتى يفقد الشعب الفلسطيني التعاطف الدولي».
وأكد الناطق باسم حماس أن «العدو الصهيوني يدشن مرحلة جديدة من القتل والإجرام». وكان صاروخ أطلق من غزة انفجر الأحد في مدينة عسقلان من دون وقوع ضحايا أو أضرار.
ووقع الهجوم غداة إطلاق كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، نحو 50 قذيفة على إسرائيل بعد مقتل اثنين من ناشطيها في الأيام الماضية.
وإطلاق القذائف غير المسبوقة في كميتها منذ عملية «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول) 2008 ويناير (كانون الثاني) 2009 أصاب إسرائيليين اثنين بجروح طفيفة وتسبب في أضرار محدودة. وعلى الفور رد الجيش الإسرائيلي مما أدى إلى سقوط خمسة جرحى فلسطينيين وانقطاع التيار الكهربائي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر في بيان من أن الدولة العبرية ستتخذ «كل الإجراءات الضرورية» لحماية مواطنيها.
ويأتي التصعيد العسكري بين حماس وإسرائيل في وقت تسعى فيه حماس والسلطة الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس ومقرها رام الله (الضفة الغربية) إلى إجراء مصالحة بعد المظاهرات التي طالبت بإنهاء الانقسامات الفلسطينية.