تقدمت حكومة جنوب السودان بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد الخرطوم باتهامها بزعزعة أمن الجنوب، في وقت تبدأ فيه الخرطوم وجوبا اليوم مباحثات حول التبادل الدبلوماسي وفتح السفارات مع ميلاد الدولة الجديدة. وأكدت الخارجية السودانية أن أول سفارة في جوبا ستكون هي سفارة السودان.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير السلام بحكومة جنوب السودان والأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم خاطب، أمس، مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع عُقد بنيويورك في جلسة انتقدتها الخرطوم وأعلنت أنها غير معنية بها. وقال مسؤول إعلامي بمكتب باقان أموم إن وفد حكومة جنوب السودان قدم شكوى حكومته إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي انعقد أمس بخصوص اتهامها لحكومة الخرطوم بزعزعة الأمن والاستقرار في الولايات الجنوبية.
كان أموم قد نشر وثائق قال إنها صادرة من وزير الدفاع السوداني بغرض نسف استقرار الجنوب، لكن وزير الدفاع رد بأن «الوثائق مفبركة، وشدد على رغبة حكومته في تحقيق السلام في الجنوب وعدم العودة إلى الحرب مرة أخرى. وفي السياق ذاته قدم الوفد الجنوبي شرحا وتنويرا عن خطط الخرطوم العدائية تجاه الجنوب من خلال خلق ودعم وتسليح الميليشيات، بالإضافة إلى موقف التفاوض بين الشريكين حول القضايا العالقة في اتفاقية السلام الشامل وترتيبات ما بعد الاستفتاء». وطالب وفد حكومة الجنوب مجلس الأمن الدولي بممارسة الضغط اللازم على المؤتمر الوطني للتخلي عن تلك التوجهات. كما طالب الوفد مجلس الأمن بتشجيع الطرفين على المضي في التفاوض حول القضايا المتبقية من اتفاقية السلام الشامل، لا سيما تنفيذ بروتوكول أبيي وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والمشورة الشعبية في المنطقتين، بالإضافة إلى الوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا الأمن المتبادل وحماية المواطنين، النفط، الديون الخارجية كأساس لقيام علاقات حسن جوار وتعاون بين الدولتين.
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية خالد موسى لـ«الشرق الأوسط»: إن مباحثات مشتركة بين وزارة الخارجية ووزارة التعاون الإقليمي بجنوب السودان ستدخل في مباحثات اليوم حول قضايا تبادل التمثيل الدبلوماسي بعد 9 يوليو (تموز) المقبل، وميلاد الدولة الجديدة، ومعالجة قضية العقارات لإنشاء مقار السفارات، وبحث القضايا السياسية المشتركة في الشأن الخارجي وتلك المتعلقة بالتنسيق الثنائي بين الوزارتين. وقال: إن الوزارة سبق أن افتتحت مكتبا للاتصال في جوبا وقد باشر الوزير المفوض معاوية التوم الأمين، رئيس المكتب، مهامه، مشيرا إلى أن مهمة المكتب تتلخص في الإشراف على عمل القنصليات الأجنبية في جوبا باعتباره ممثلا لوزارة الخارجية، وإحكام التنسيق والتعاون مع حكومة الجنوب، ووزارة التعاون الإقليمي علي وجه الخصوص، واستكمال إجراءات افتتاح السفارة في جوبا في 9 يوليو المقبل، ونوه بأن سفارة السودان ستكون هي أول سفارة تفتتح في جوبا بعد إعلان الانفصال.
وقال معاوية التوم، رئيس مكتب الاتصال في جوبا، في تصريحات صحافية: «إن زيارة وفد وزارة التعاون الإقليمي إلى الخرطوم تأتي لاستكمال المشاورات حول القضايا المشتركة، وجدد التزام وزارة الخارجية بتقديم جميع أوجه الدعم الفني والإداري وتدريب الكوادر الدبلوماسية الجنوبية في إطار التعاون لتأسيس وزارة خارجية الدولة الوليدة في جنوب السودان.