مصر: شيخ الأزهر يتقدم باستقالته للمرة الثانية والقوات المسلحة ترفضها

تم منعه من دخول مقر المشيخة.. و مصدر مقرب منه قال لـ«الشرق الأوسط»: حالته سيئة

TT

دخلت الأزمة في أهم مؤسسة دينية في مصر منعطفا جديدا، حيث منع موظفو مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من دخول مقر مكتبه بالمشيخة، مطالبين برحيله وإقالة جميع المستشارين الذين تم تعيينهم في عهده، ما دفعه لتقديم استقالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وأغلق الموظفون باب المشيخة أمام الدكتور الطيب، الذي ظل واقفا لبعض الوقت دون أن يتمكن من الدخول، مما جعله يتوجه إلى مقر القوات المسلحة، لمقابلة المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تولى إدارة البلاد عقب تنحي الرئيس مبارك - حسب مصدر قريب الصلة من شيخ الأزهر - وتقدم باستقالته، إلا أن المشير رفض الاستقالة، مبررا ذلك بأن البلاد تمر بمرحلة صعبة، وطالب الإمام بالصبر.

وقال المصدر إن الدكتور الطيب توجه عقب لقاء المشير إلى منزله رافضا التعليق على ما حدث، ووصف المصدر الحالة النفسية للطيب بـ«السيئة للغاية».

وتعالت أصوات داخل مؤسسة الأزهر عقب نجاح ثورة «25 يناير» للمطالبة باستقلال الأزهر وانتخاب شيخه من كافة الأزهريين على مستوى الجمهورية، وبإشراف قضائي كامل.

ووصلت قوة من الجيش إلى مقر المشيخة للاجتماع بالمتظاهرين، وقام وفد من القوات المسلحة بالتفاهم مع المتظاهرين في مشيخة الأزهر، وحمل الوفد مطالب المتظاهرين إلى شيخ الأزهر في منزله، وهي إبعاد جميع المستشارين، والاعتماد على الشباب من قيادات المشيخة، وتعديل لجنة القيادات بالأزهر، واستبعاد القيادات الأمنية.

وأشارت مصادر مقربة من شيخ الأزهر إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتقدم فيها شيخ الأزهر باستقالته منذ اندلاع ثورة «25 يناير» ولكنها رفضت أيضا من قبل المشير والمجلس العسكري، مضيفة أن شيخ الأزهر أعرب أكثر من مرة عن استعداده إلى تقديم استقالته لكنه خشي من حدوث فوضى في مؤسسة الأزهر واتهامه بالخيانة.

وكان مئات من العاملين في مشيخة الأزهر قد تظاهروا أمس أمام مقر المشيخة، ومنعوا جميع مستشاري شيخ الأزهر من الدخول، مطالبين برحيل شيخ الأزهر وجميع المستشارين، خاصة جمال أبو الحسن، وممتاز السعيد، والدكتور عبد الدايم نصير، وكل من هو على بند المعاش، ورحيل العسكريين من المشيخة، مؤكدين أن المستشارين يتقاضون آلاف الجنيهات دون عمل حقيقي، واتهموهم بالاستيلاء على أموال الزكاة والصدقات.

وعطل المتظاهرون العمل بمصاعد المشيخة، وقام الأمن بإغلاق جميع الأبواب التي تؤدي إلى مكتب الشيخ والبهو الرئيسي لاستقبال كبار الزوار بعد محاولة الوصول إليه للمبيت على باب مكتب شيخ الأزهر.