رئيس وزراء مصر يتربع على عرش القلوب بعد إعلان لدعم البورصة

محلل نفسي: المصريون لم يعتادوا منذ عهود على مثل هذا الحديث من مسؤول حكومي رفيع

TT

في رسالة لم يعتد المصريون على سماع لهجة مشابهة لها من قبل، خرج المهندس عصام شرف رئيس حكومة تصريف الأعمال في إعلان تلفزيوني قصير مدته نحو دقيقتين، يناشدهم فيها دعم استئناف العمل بالبورصة المصرية.

والمختلف في رسالة شرف إلى المصريين أنها كانت بقدر صدقها وبساطتها، كانت عميقة ومؤثرة.. فقد تحدث شرف عن إجابة حفيدته ذات السنوات الثلاث بعد الثورة، عند سؤالها عن مكان وجود جدها: «جدو رايح مصر»، داعيا المصريين جميعا بالعفوية نفسها التي ردت بها الفتاة الصغيرة إلى الذهاب إلى مصر، وإعادة بنائها.

كلمات شرف خرجت من قلبه قبل لسانه، فمست عاطفة المصريين على الفور، وأثرت فيهم لدرجة أنها شغلت معظم جوانب حواراتهم في اليوم التالي.. ودون النظر إلى قدرة المصريين على تنفيذ ما ورد في طلب شرف من عدمها، فإن حماسا لا يغيب دب في عروقهم بعد سماع الكلمات البسيطة، بحسب تأكيد كثيرين منهم.

وفي تحليل لما فعلته كلمة شرف بالمصريين، أكد الخبير النفسي الدكتور محمد يحيى أن ذلك يعود إلى عاملين بالأساس؛ أولهما البساطة المتناهية التي اتبعها شرف في كلمته، وثانيهما أن «آذان المصريين لم تعتد منذ عهود طويلة على مثل هذا الحديث الذي يخاطب وجدانهم من مسؤول حكومي في منصب رفيع.. بل اعتادوا على تلقي التعليمات الصارمة من قبيل: أفعل ولا تفعل، بصيغة الأمر والنهي. ولذلك، فقد شعروا عند سماع شرف بأنه واحد منهم يتحدث إليهم».

المهندس عصام شرف، الذي كان المصريون يلمحون صورته عن بعد إبان الفترة القصيرة التي تولى فيها وزارة النقل، قبل أن يعرفه المتظاهرون كأحد المشاركين بقوة في الفعاليات التي شهدتها الثورة في ميدان التحرير، تربع على عرش قلوب المصريين بحديثه البسيط والبعيد عن الافتعال. وتسابقت تعليقات المصريين على المواقع الاجتماعية، التي تعرض الإعلان القصير، في الإشادة بالرجل واستحسان كلامه.. ومن أبرز التعليقات: «الراجل دا وشه سمح وفيه القبول وكلامه جميل»، «بالتوفيق إن شاء الله يا دكتور عصام واحنا معاك»، «والله يا دكتور عصام انت راجل محترم».

يذكر أن صدى الإعلان قد تخطى حدود المحلية رغم حداثته، فشارك المصريون بالخارج في تأييد الدعوة وطالب بعضهم بتوفير آليات مبسطة لمشاركة المساهمات المالية للمغتربين في دعم البورصة المصرية، كما بدأت بعض الدعوات في الظهور لدعمه مرشحا للرئاسة في مصر.